02/19/2025 - 19:09 PM
عبد حامد
كل العرب، وغير العرب، يحملون من الحب والود لمصر ما لا يمكن وصفه، واهلنا المصريين معروفون بروحهم المرحة، وشدة شغفهم بالدعابة، وبراعه التفنن في تصويرها وتداولها.
مصر هي ام الدنيا، عبارة لطالما رددها أبناء شعبنا العربي، حتى الله جل في علاه أوصى عبادة، في كتابه الكريم، أن يقصدونها في حال الضيق، وسوء الأحوال، وتعقد الظروف.
ذكر المؤرخ المشهور ابن كثير، في مجلده الضخم، - البداية والنهاية - ان ما من انسان زار بلاد الكنانة، وشرب من مياه النيل الا وتعلق قلبه بها، وتكررت زياراته لها، وكذلك ذكرت ذلك الكثير من المصادر الموثوقة الأخرى. لكن أصبحت على يقين شبه كامل، ان وراء استخدام سمو الأمير معالي وزير الطاقة السعودي هذه المفردة، المثيرة، شديدة السحر والجاذبية في وصف مصر شيئٍا آخر، لذلك أود أن أسأل سمو الامير: هل وراء الحلوة حلوة؟.
يالطبع لا علاقة لوزارة الداخلية السعودية بهذه القضية، خصوصًا وان على رأسها، سمو الامير عبد العزيز، صاحب القلب الطيب والرقيق ايضًا، وسبق وان كتبت عن معاليه مقالا بعنوان - سبف العدالة السعودي-، لكن نخشى وزارة الداخلية الأخرى، الأكثر أرتباطًا وعلاقة بهذه القضية الهامة والحساسة جدًا.
نحن نتفهم صعوبة كتمان مثل هذا الأمر، كون شدة الهوى تفضحه العيون، وفلتات اللسان وقسمات الوجوه، ومما يسهل تداعيات انعكاسات هذا الحال، انه أحد أهم عوامل تمتين قوة العلاقات الاجتماعية والمحبة بين الدول، خصوصًا وأننا أبناء أمة واحدة.
ومما يروى أن الرئيس الراحل المرحوم جمال عبد الناصر، زار الهند آنذاك بدعوة من رئيسة وزراء الهند انديرا غاندي، واستضافته في بيتها الخاص، وبعد تناول وجبة العشاء، التمست منه أن يطالب المصريين بالكف عن إطلاق الدعابات الساخرة من الهنود، وأنها تشعر بالخجل والانكسار بسبب ذلك، مضيفة أن الهند تطورت في كل مجالات الحياة، ولتأكيد ذلك، نظمت للزعيم خالد الذكر، جولات متعددة لأفخر وأرقى الصروح العلمية والمعرفية والحضارية والثقافية والفنية، ووعدها خيرًا، وانه سيتصدى لذلك عبر كل وسائل الإعلام، وحين انتهت مدة زيارته، رافقته إلى المطار لتوديعه، وقبل صعوده إلى الطائرة قالت له: سيادة الرئيس لا تنسى وصيتي، فرد عليها قائلا: قابل اني هندي!.
كنا نعتقد أن لكل الأسباب التي تحدثنا عنها يقع المرء بحب مصر، لكن اكتشفنا بعد هذه الحالة سبب آخر أشد قوة للوقوع في حبها، من كل ما تحدثنا عنه...
Comments