الرئيس جوزاف عون سيتوجه الى المملكة العربية السعودية يوم الاثنين
تهنئة ملكية من سمو الأمير محمد بن سلمان للرئيس نواف سلام
بيروت - بيروت تايمز - كتبت الاعلامية منى حسن
ما شهدته ساحة النجمة بالامس اثناء جلسات مناقشة البيان الوزاري، والثقة النيابية الكبيرة التي نالتها في المجلس النيابي انعكس ارتياحا في بعبدا والسراي على السواء، لمواقف حزب الله التي ترجمت ثقة للحكومة وتعهدا بالتعاون، خصوصا لجهة الوقوف خلف الدولة في موضوع معالجة الاحتلال والخروقات الاسرائيلية، وكذلك لجهة القناعة الكاملة بان اعادة اعمار ما دمرته الحرب مع اسرائيل يمر حتما عبر الدولة اللبنانية وان هناك شروطا يفترض على الاخيرة الالتزام بها كي تكسب ثقة الدول والجهات المانحة.
وانطلاقا من هذه القناعة لفت الكلام المتعلق بالاصلاح على مختلف الصعد، وهو كلام اعتبره المتابعون غطاء للحكومة للقيام بمزيد من الاصلاحات وفق المصلحة اللبنانية، وهو ما يدل على ان مرحلة جديدة دخل فيها حزب الله للتأقلم مع الواقع السياسي، الذي فرضته التطورات العسكرية والسياسية في لبنان والمنطقة.
وكانت جلسات مناقشة البيان الوزاري في اليومين الماضيين مرت بكثير من السلاسة التي لم يعتدها اللبنانيون ولا نحن كأعلاميبن معتمدين في المجلس النيابي منذ سنوات طويلة. فالزخم الدولي الذي رافق عمليتي انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة ومن ثم تشكيل الحكومة، انعكس بإعطاء 95 نائبا الثقة كما بكلمات النواب الذين اعتادوا الاستفادة من منبر مجلس النواب والنقل المباشر لرفع السقف سعيا لشعبية اضافية، فأذ بالقسم الاكبر منهم يُخفّض سقفه لمستويات غير مسبوقة في ظل المتغيرات الكبيرة التي يشهدها لبنان والمنطقة.
وبعد نَيل حكومة الرئيس نواف سلام ثقة المجلس النيابي، تُعلَن الانطلاقة الفعلية للعهد الرئاسي الجديد، حيث تكتمل البنية التنفيذية للدولة، وتصبح الأنظار كلها مشدودة إلى ورشة العمل الموعودة، التي يُنتظر أن تُحدَّدَ خطواتها وترجماتها العملية في أول جلسة لمجلس الوزراء تُعقد الاسبوع المقبل في القصر الجمهوري في بعبدا.
الحكومة والانجاز
مصادر نيابية أكدت لـ "بيروت تايمز "ان ساعة الجد والعمل قد حانت بعد اعطاء الثقة للحكومة، واليوم اصبحت الحكومة أمام امتحان قدرتها على الإنجاز، وفقاً لمندرجات خطاب القسم التي أكدت عليه في بيانها الوزاري. على أنّ الواقعية تقتضي التأكيد على أنّ حكومة العهد الأولى أمام مهمّة، بل مهمّات صعبة وحساسة جداً، ربطاً بالأعباء الكبرى والتحدّيات المتراكمة في كلّ المجالات ولاسيما الاقتصادية، المالية، الاجتماعية، المعيشية والخدماتية، وجميعها مُدرجة في خانة الأولويّة الملحّة وتتسم بصفة الاستعجال لحسمها على وجه السرعة بمسؤولية وحرفية، وليس بتسرّع تتأتى عنه عواقب تزيد من ثقلها، وتُحبط آمال اللبنانيّين المعلّقة على دقة الأداء وسرعة العمل المجدي والإنتاج الحقيقي، وبهذه الثقة الواسعة تكون الحكومة قد حازت على دفع إضافي لها، ومسؤولية إضافية تُلقى على عاتقها.
الثقة النيابية
وفي المقابل فإنّ مانحي الثقة من النواب والكتل السياسية الممثلة في الحكومة قد ألزموا أنفسهم جميعاً بأن يُشكّلوا رافداً لها في مهمّتها، وتركها تعمل وعدم إخضاعها للمؤثرات والمداخلات السياسية، وتجنّب بناء متاريس الاشتباك في داخلها عند أي محطة أو منعطف على جاري ما كان يحصل في السابق، ما رتّب نتائج عكسية زادت من عمق الأزمة وآثارها».
استنفار دبلوماسي لوقف إطلاق النار
وعلمت "بيروت تايمز" من مصادر دبلوماسية عن استنفار ديبلوماسي يحصل على أعلى المستويات الإقليمية والدولية والعربية لتنفيذ اتفاق وقف النار في ظل الاعتداءات الإسرائيلية وخروقاتها.
واشارت المصادر الدبلوماسية إلى أنّ لبنان على تواصل مباشر مع رئاسة لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، طالباً القِيام بما توجبه عليها مهمّتها لردع إسرائيل عن خروقاتها واعتداءاتها، وإلزامها إنهاء الاحتلال للنقاط الخمس على الحدود. كما جرى تواصل رسمي مماثل مع رعاة اتفاق وقف النار لإلزام إسرائيل باحترام الاتفاق والقرار 1701.
واشارت المصادر عن تحرّك فرنسي لمساعد للبنان، ولفتت المصادر إلى أنّ باريس التي تنتظر إنجازات لحكومة نواف سلام في ما خصّ الخطوات الإصلاحية ومكافحة الفساد، ملتزمة بتوفير المساعدة للبنان لتمكينه من تخطّي أزمته، وضمن هذا السياق تندرج مبادرة الرئيس ماكرون لإنشاء صندوق دعم للبنان، بالتواصل المباشر مع أصدقاء لبنان الدوليِّين، ويُرجّح أن تكون العاصمة الفرنسية حاضنة لمؤتمر دولي حول لبنان في المدى المنظور.
زيارة عون إلى السعودية
الرئيس جوزاف عون سيتوجه الى المملكة العربية السعودية يوم الاثنين المقبل برفقة وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، بعدما أعد جيدًا للزيارة محاولا ان يعود منها بما يشكل دفعًا اضافيًا لعهده سواء عبر قرار سعودي يسمح للسعوديين بالتوجه الى لبنان مجددا او عبر توقيع اتفاقيات تعطي زخما فُقد منذ سنوات للعلاقات بين البلدين او حتى عبر مساعدات طارئة للجيش كي يواصل انتشاره جنوبي الليطاني.
وبعد الرياض، يتجه عون مباشرة الى القاهرة حيث يشارك في القمة العربية الطارئة لبحث الوضع الفلسطيني، ولا شك انه سيدفع كي تلحظ قرارات القمة اعتراضا عربيا كبيرا على انقلاب اسرائيل على اتفاق وقف النار ومواصلتها احتلال مواقع حدودية داخل لبنان.
من جهة أخرى أكدت مصادر دبلوماسية أنّ الرئيس جوزاف عون سيزور باريس ايضاً، وموعد هذه الزيارة يتحدّد بالتنسيق بين الرئاستَين اللبنانية والفرنسية. علماً أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في زيارته الأخيرة إلى بيروت لتهنئة الرئيس عون بعد انتخابه، عبّر عن رغبته في استقبال الرئيس اللبناني في قصر الاليزية.
تهنئة ملكية من سمو الأمير محمد بن سلمان للرئيس نواف سلام
تلقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام برقية تهنئة من ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمناسبة تشكيل الحكومة اللبنانية ونيلها الثقة.
وعبر ولي العهد في برقيته عن أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لدولته، ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدم والرقي.
Comments