bah مؤتـمر في هنغاريا حول مستقبل لبنان من حيث المنظور المسيحي - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

مؤتـمر في هنغاريا حول مستقبل لبنان من حيث المنظور المسيحي

02/28/2025 - 18:45 PM

بيروت

 

 

رسالة من الأستاذ طوني نيسي الى دولة هنغاريا بمناسبة عقد مؤتـمر حول مستقبل لبنان من حيث المنظور المسيحي

 

جانب السادة السلطات الهنغارية المحترمين

 

جانب رئيس مجلس الوزراء الهنغاري السيّد Victor Orban جانب وزير الخارجية الهنغاري السيد بيتر سيارتو سعادة سفير دولة هنغاريا في الجمهورية اللبنانية فيرنيك كزيلاغ المحترمين.

كل الشكر لإنعقاد مؤتمر: "مؤتـمر حول مستقبل لبنان من حيث المنظور المسيحي "

أولاً – من حيث الشكل، نأمـل أنْ يُحقق هذا المؤتمر نجاحًا كبيرًا وواسعًا وأنْ يسمح بتسليط الضوء على مسيحيي الجمهورية اللبنانية، لأنّ هناك لا مبالاة تجاه المسيحيين من قبل بعض أركان المجتمع اللبناني وذلك لعدة أسباب سنذكرها في سياق مذكرتنا، الوقائع الملموسة على الأرض تؤكد بدون لُبْسْ أنّ مصير المسيحيين في لبنان لا يهُّم أحدًا من المدعويين الكرام وهموم المدعويين محصورة بالتناقضات والإرتهان وعجز فاضح عن معالجة متطلبات بقاء المسيحيين في الجمهورية اللبنانية وبالتالي في هذا المشرق.

في الوقت الراهن يشعر المسيحيّون بأنهم تعرّضوا للخيانة من بعض الدول الفاعلة على المسرح السياسي الإقليمي، وهذه الخيانة لم تأتِ من قبل المجتمعات المقصود ولم يُكتب لها النجاح إلاّ بمشاركة بعض الأعضاء المدعويين لهذا المؤتمر، يدّعون حماية المسيحيين ويتجاهلون حقوق شعبهم ومصيره.

إنّ الدعــوة لهـذا المـؤتمــر مهمّة ممتازة وتؤشِّرْ إلى الإهتمام بحقوق المسيحيين في لبنان ومستقبلهم إنطلاقًا من أنّ المسيحيين ليسوا مجرد أرقام أو طارئين على الجغرافيا اللبنانية والمشرقية.

ثانيًا – المشاكل التي يُعاني منها مسحيّو لبنان :

منذ إقرار وثيقة الوفاق الوطني التي قلّصت صلاحيات رئيس الجمهورية التي كانتْ نتيجة الصراع الداخلي – الداخلي مرورًا بالأحداث السابقة التي عصفت بالمسيحيين وأدتْ إلى إقتتالهم الدموي مرّورًا بظروف لم يستطيعوا من مواكبة المرحلة التي أفضتْ إتفاق الطائف فهمّشوا وأقصوا، ولم يستطيعوا أن يكونوا روّاد القرار الوطني السليم ونموذجًا يُحتذى به.

ضعف المُشاركة والحضور المسيحيين على الساحة السياسية وفي مواقع الحكم، والمشكلة تكمن في تحديد الأسباب التي أدّتْ بالوضع المسيحي إلى ما هو عليه اليوم سواء برضى من يعنيهم الأمر أو بعجز معترف به أو غير معترف. وللتأكيد على ما يرد في مذكرتنا هناك حالة إنقسام قائمة بين القيادات والأحزاب والتيارات والكتل النيابية المسيحية وسوء العلاقة المتبادلة في ما بينها وحتى إنعدام أي تنسيق على أي مستوى كان لمعالجة شأن وطني مسيحي خاص أم شأن سياسي عام. هناك تشنّج دائم في البلاد وعلى خلفية الإحتقان في الشارع وما آل إليه الواقع المسيحي.

الوضع المسيحي مُقلقْ للغاية هناك أزمة ثقة بين القادة المسيحيين بلغت مداها الأقصى وهناك فقدان الحوار والتواصل وهو سمة المرحلة بين جميعهم. وليكن معلومًا لديكم أنّ الأغلبية منهم ينصبون الأفخاخ لبعضهم البعض في السر وفي العلن.

ثالثًا – لكي ينجح المؤتمر على الداعين التنّبُه للأمور الخطيرة التالية :

أسباب عدم وجود المسيحيين في إدارات الدولة الرسمية المدنية والعسكرية.

قضية بيع الأراضي في الأقضية المسيحية والأقضية المختلطة.

الوضع الديمغرافي للمسيحيين.

تهميش المسيحيين في عمليات إتخاذ القرارات المصيرية.

التمثيل الضعيف للمسيحيين في مجلسي النوّاب والوزراء.

المشاكل المسيحية – المسيحية : الكتائب – فرنجيه، عون – جعجع، عون ميشال – عون جوازف، الرأي العام المسيحي ومسؤوليه.

رابعًا – الإحباط المسيحي : ليكُن معلومًا لديكم كأصحاب دعوة لهذا المؤتمر أنّ هناك فجوة عميقة تفصل بين طبيعة الدور المسيحي في لبنان، وذلك الذي أفضتْ إليه حكاياتهم مع الكيان اللبناني اليوم بعد أنْ تبيّنَ أنّ ما حصله هؤلاء إن كان في رئاسة الجمهورية أو في الحكومة أو في مجلس النواب أو في الإدارات الرسمية (هذا إن وُجِدوا)، أو حتى في كل مكتسبات السلطة، لا يعـدو كونه "حصة"، في كراسي السلطة بينما قضيتهم تتجـاوز ذلك بكثير ليكونوا أصحاب دور في مصيرهم كما مصير لبنان ليستقر سؤالنا في مذكرتنا : ما الفائدة من المناصب من دون نفــوذ ؟".

من الخروج من هزيمة عسكرية سبّبها العماد ميشال عون إلى سياسة العزلة والتضييق أو السير في موجة الحاكمين، هذا هو واقع الإحباط المسيحي، حيث ينزفون من : الهجــرة – العزلة، وواقعهم على المحك حيث كراسي السلطة لم تَعُد تكفي ولم تعُد تغني عن الدور المفقود، وها هم اليوم يُشاركون في مؤتمركم مُدّعين التمثيل المسيحي لدور سياسي مفقود عنوانه الإحباط.

خامسًا – ما هو المطلوب من مؤتمركم وفق وجهة نظرنا ؟

نحن أمام تحدي مصيري وهذا التحدي لا يُعالج بوجوه (روحية وعلمانية )، هي السبب في مشاكلنا، وفي صيغة التفاهمات على الحد الأدنى للتصدي لما يُحاك.

إستعادة القدرة على فرض أمر واقع لا يكون على شالكة هذه الوجوه الذين تعاقبوا منذ الطائف حتى اليوم ومن دون أي إستثناء.

أما تهميش الشرفاء من قبلكم أو من قبل المدعويين فلن يعود بالوبال على المسيحيين ولن ينعكس سوى فشلاً وقد يتنقل من منطقة إلى منطقة في أي لحظة.

المطلوب معالجات : سياسية – أمنية – إقتصادية – مالية – إجتماعية بصورة جدية كي لا تفتحوا الباب أمام كل الإحتمالات ومنها فشل مؤتمركم.

بكل محبة وإحترام وحرصًا على الدور المسيحي الحـر

(أمين سر المركز الدولي للأبحاث السياسية والإقتصادية PEAC)

هذا المركز يرأسه الأستاذ طوني نيسي لأي مراجعة نرجو التواصل على : 009613828363 toni.nissi@gmail.com

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment