الملك تشارلز والملكة كاميلا يشاركان في تأمين الوجبة الرمضانية
لبنان يعيش أجواء شهر رمضان رغم الأزمات
اللواء عباس إبراهيم: اتمنى أن يكون هذا الشهر الفضيل بداية للسلام والأمان
بيروت - بيروت تايمز - كتبت الاعلامية منى حسن
يتزامن بدء شهر رمضان المبارك هذا العام مع بدء الصوم الكبير لدى أبناء الطوائف المسيحية الكريمة وهي مناسبة من أجل أن يتلاقى فيها الجميع لاستحضار كل القيم والمثل الإيمانية السامية بما تجسدهما هاتين المناسبتين المباركتين صبراً وتراحما وتعاونا في سبيل حفظ الكرامة الوطنية والإنسانية في بلد يجب أن تتذكر فيه جميع الطوائف اللبنانية أن لبنان هو بلد الوحدة والعيش المشترك.
وكتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر حسابه في منصة "إكس": "أهنئ اللبنانيين والعرب والمسلمين جميعاً بحلول شهر رمضان المبارك، سائلاً الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يعيده علينا وعليكم بالخير واليُمن والبركات".
وهنأ عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي عسيران اللبنانيين بشهر رمضان "الذي يتزامن مع الصوم الكبير"، وتمنى أن "تعود الأمور بأحسن مما هي عليه على لبنان وان تنسحب إسرائيل من ارضنا الجنوبية وان تتوفر الوفرة الاقتصادية على الجميع وتتحسن الأوضاع الاجتماعية لجميع أبناء الوطن وينهض وطننا من بين الدمار الذي تركته آلة حرب العدو في ربوع جنوبنا ليؤرخ هذا الدمار بصمة حقد على إسرائيل وعدوانيتها".
ومع بدء شهر رمضان المبارك في لبنان فأن اكثرية شوارع لبنان تستقبلك بالزينة والاضواء التي تحمل معاني الصوم، وتدخل البهجة والفرحة الى القلوب. وهذه الزينة كالفوانيس الرمضانية واليافطات المرحبة والأضواء المشعة وغيرها تترك أثرا بالغا في تفاعل الناس، فتجد المساجد ممتلئة بالمصلين ومظاهر الصوم منتشرة في الأرجاء.
رغم كل الأزمات التي يتخبط بها لبنان استقبل اللبنانيون شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة بفرح وسرور ليعلا بصيامهم وصلاتهم ودعائهم يعيش لبنان في حياة هادئة ومستقرة.
ارتفاع اسعار مواد الغذائية بشكل جنوني
لم تتحسن الظروف المعيشية للبنانيين منذ شهر رمضان الماضي، بحسب ما يؤكد خبراء، لا بل إن أسعار المواد الغذائية الأساسية تضاعفت بسبب سوء الإدارة وجشع التجار وتداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان، لدرجة أن السيدة مريم الزين ، التي تتسم عادة بالهدوء وهي تعمل في مطبخ مطعهما الصغير المخصص للوجبات المنزلية في بيروت، بدت حائرة وتعيد تكرار حساباتها وتتمتم باستياء: "بكم سأبيع وجبة الإفطار الرمضاني في ظل هذه الأسعار، ومن سيشتريها ليأكل?
أما السيدة مهى الخليل فهي ام لأربعة اولاد تعيش خارج منزلها الذي هدمته آلة الحرب الإسرائيلية في الجنوب فتقول ل "بيروت تايمز "
نعيش في اسوأ الظروف اقتصاديًا واجتماعيًا ونفسيًا.. نحن عائلة هجرتنا الحرب ولا زلنا نعيش خارج منزلنا المهدم، اعمل من أجل أن تعيش عائلتي حياة كريمة ولكن الغلاء الفاحش يقضي على حياتنا.
اضافت: ارتفاع جنوني بأسعار السلع والخضار والمواد الغذائية ولا أحد يراقب أو يحاسب وطالبت من وزير الاقتصاد أن يجول على المحلات التجارية الصغيرة والكبيرة ليرى بأم العين جشع التجار في هذا الشهر المبارك .
وأما السيدة فاطمة عواضة فأكدت على ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وطالبت جميع الوزارات المختصة بأن تقوم بواجبها لوضع حد لارتفاع الأسعار بشكل كبير وهذا الأمر لم يشهده لبنان من قبل وسألت كيف سيعيش المواطن اللبناني في ظل جشع التجار؟ وكيف سيؤمن الوجبة الغذائية له في شهر الصوم .
برامج مكثفة تشمل المحاضرات الدينية
من الناحية الدينية، ستشهد المساجد والمراكز الإسلامية في بيروت والمناطق اللبنانية الاخرى برامج مكثفة تشمل المحاضرات الدينية، والدروس الفقهية، وحلقات الذكر والتلاوة، إضافة إلى نشاطات خيرية تهدف إلى تعزيز قيم التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع.
تعديل دوام العمل خلال رمضان
تقرر تعديل دوام الموظفين والعاملين في الإدارات العامة والمؤسسات الرسمية طوال شهر رمضان المبارك.
رمضان في لبنان: طقوس تجمع العائلات وتحيي التراث
يحمل رمضان للبنانيين طابعًا خاصًا يعيد إحياء العادات والتقاليد الأصيلة. فالمساجد تمتلئ بالمصلين، والأسواق تزدحم بالمتسوقين، بينما تمتد موائد الإفطار في الساحات العامة والجوامع، حيث يتم تقديم وجبات مجانية للمحتاجين.
الأجواء الرمضانية في لبنان
تتحول الشوارع إلى لوحات مضيئة، تتزين بالمصابيح التقليدية والفوانيس، إلى جانب اللوحات المزخرفة بالخط العربي التي تحمل آيات قرآنية. وفي مختلف المدن، تنتشر المبادرات الخيرية التي تقدم المساعدات والوجبات الرمضانية، مما يعكس قيم التكافل الاجتماعي.
تحظى الأطباق اللبنانية بشهرة واسعة خلال رمضان، حيث تحتل أطباق الفتوش، الفتّة، شوربة العدس، ورق العنب، الكبة المقلية، والمشاوي مكانة رئيسية على موائد الإفطار. أما الحلويات، فيتصدرها القطايف، الكنافة، والكلاج، إلى جانب المشروبات التقليدية مثل الجلاب، العرق سوس، والتمر الهندي.
مظاهر الاحتفال المتنوعة في لبنان
يتميز لبنان بتعدد الثقافات، حيث يتشارك المسلمون والمسيحيون أجواء رمضان في مشهد يعكس التعايش المجتمعي، وغالبًا ما تستضيف العائلات المسيحية وجبات الإفطار تكريمًا لجيرانهم المسلمين، بينما تنظم الشركات والجمعيات الخيرية موائد جماعية لتعزيز الروابط الاجتماعية.
وفي القصر الرئاسي، من المتوقع ان يقيم رئيس الجمهورية مأدبة إفطار سنوية تجمع قادة المجتمع والشخصيات الدينية والسياسية.
طرابلس.. عاصمة رمضان في لبنان
تحمل مدينة طرابلس لقب "عاصمة رمضان"، حيث تتزين أحياؤها القديمة بالفوانيس والأضواء، بينما تعج الأسواق بالزوار الذين يتوافدون على محلات الحلوى والمطاعم الشهيرة، ومن أبرز المظاهر الرمضانية هناك إطلاق مدفع الإفطار من قلعة طرابلس الأثرية.
كما يحافظ سكان المدينة على تقليد "جوقة وداع رمضان"، إضافة إلى زيارة "الأثر الشريف" في المسجد المنصوري الكبير خلال آخر جمعة من الشهر الفضيل.
وأقامت جمعية تجار ساحة جمال عبد الناصر التل احتفال اطلاق فعاليات "طرابلس تنبض من جديد" والاعلان عن تفعيل ساعة التل واعادة تشغيلها بمبادرة من الجمعية، بمناسبة بدء شهر رمضان المبارك برعاية، وزير الثقافة غسان سلامة وممثلا بمدير عام الثقافة الدكتور علي الصمد، وقد شارك النائب ايلي خوري والسيدة سليمة اشرف ريفي الى رئيس بلدية طرابلس رياض يمق وممثل لمفتي طرابلس الشيخ محمد طارق امام وممثل عن مطران طرابلس والكوره وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس وممثل للنائب فيصل كرامي وممثل للامين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري ورئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي شادي السيد والمسؤول السياسي في الجماعة الإسلامية في طرابلس ايهاب نافع ونائب نقيب المحررين غسان ريفي وحضور شعبي .
آداب رمضان في لبنان
رغم أن لبنان لا يفرض قوانين صارمة خلال رمضان، إلا أنه من المستحسن وخلال فترة الصيام تجنب تناول الطعام أو التدخين في الأماكن العامة احترامًا للصائمين، خصوصًا في المناطق ذات الأغلبية المسلمة.
أما غير المسلمين المدعوون على الإفطار، فيمكنهم الاستمتاع بالضيافة اللبنانية الأصيلة، حيث يعكس الشهر الكريم روح الترحيب والكرم.
اللواء عباس إبراهيم: نتمنى أن يكون هذا الشهر الفضيل بداية للسلام والأمان
اللواء عباس ابراهيم كتب في مواقع التواصل الاجتماعي: "مع حلول شهر رمضان الكريم أتقدم بأسمى التهاني والتبريكات لجميع اللبنانيين، ونطلب من الله أن يكون هذا الشهر الفضيل بداية للسلام والأمان في لبنان وأن يمنح التعزية الطمأنينة والسكينة لأهالي الشهداء والجرحى والمتألمين والمهجرين. كل عام وأنتم بخير".
الملك تشارلز وزوجته كاميلا
شارك الملك تشارلز الثالث، وزوجته الملكة كاميلا مطبخًا نسائياً تابعاً لإحدى الجمعيات الخيرية في لندن بتعبئة وجبات "البرياني" الساخنة، والتمور، تمهيداً لتوزيعها على المحتاجين بشهر رمضان.
ونشر الحساب الرسمي للعائلة الملكية البريطانية، مقطعي فيديو من مشاركة الملك والملكة بهذه المناسبة، جاء أحدهما تحت عنوان "الاحتفال بالنساء المسلمات البريطانيات".
وكتب المسؤول عن الحساب تعليقاً على الفيديو: "من الرياضيات المحترفات إلى الفنانات، والقائدات في عالم الشركات.. أمضى الملك والملكة بعض الوقت مع مجموعة من النساء الاستثنائيات أثناء استعدادهن لشهر رمضان".
Comments