bah صوم أبناء إبراهيم - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

صوم أبناء إبراهيم

03/03/2025 - 19:13 PM

Prestige Jewelry

 

 

الاب الدكتور نبيل مؤنس *

 

إنّه زمنُ صومِ القلبِ المطعونِ بحربةٍ. 

منذُ البدءِ صرخَ الرّبُّ الإلهُ في أبِ المؤمنينَ إبراهيمَ الخليلِ: إرفعِ السّكينَ عنِ ابنِك. وردّد الأنبياءُ والصدّيقون صوتَ الرّبِ العظيمِ إلى أن حدث ما لم يُحسَبْ له أيُّ حُسبان. حملُ الحبّ الإلهيّ اخترقَ الأرضَ ونظامَها الذي أُعطيَ فداءً عنِ اسحاق فوقَ تُرابِ أرضِنا معلّقًا على خشبة، على شجرةٍ من أشجارِنا المشرقيّةِ الأوسطيّةِ التي ترمُز إلى موقعِ القلبِ في وسطِ الكرةِ الأرضيّةِ التي لم تزلْ تعيشُ في النّحرِ والقهرِ، في زمنِ السّيفِ والقتلِ والنّار، حتّى في قلبِ عصر الذّكاءِ الاصطناعي. 

ما هذا المصيرُ المُميتُ الخانقُ الذي يطوّقُ أعناقَ شبابِنا؟ 

إلى متى سيبقى هذا القدرُ يعبثُ بأرواحِنا ومستقبلنا؟ ألم يعرَقُ المسيحُ دمًا من أجلِ خلاصِنا، ونحنُ غرباءُ عن هذا السرِّ العظيمِ منَ الحبّ الإلهيّ؟ لماذا يُحجَب عن عيونِ شبابِنا في شرقِنا سرُّ الحبِّ الكبيرِ، سرُّ الفداءِ الأعظمِ. يا ليتَهم يسمعونَ أو يَقرأونَ في الإصحاحِ المُبينِ. 

هذا الصّومُ في هذه السّنةِ، أعْطيَ لنا نعمةً كريمةً من الله العليِّ لنتوبَ معًا ونصومَ معًا مسلمين ومسيحيّين، من كلّ المذاهبِ والطّوائفِ والكنائسِ والِفرَق. فلنندمْ، ولنخشعْ أمامَ الله ونسجدْ، تائبين بالدّموع، معترفينَ بأنّنا خطِئنا ونقول مطأطِئي الرؤوس: إرْحمنا يا الله كعظيمِ رحمتِك. ليّن قلوبَنا. إنزعِ الثأرَ من صدورِنا. 

أنتَ مَن قال لإبراهيم: لا تمدّ يدَك على ابنِك…

أنتَ مَن سألَ قايين: أين أخوك؟ وأرسلَ الأنبياءَ صوتًا صارخًا، في المختارين وفي المختونين والمدعوّين وغيرِهم من كلّ شعوبِ الأرضِ، إلى أنْ حلّ ملءُ الزّمن، وعلا صراخُ النبيّ يوحنّا المعمدان: هذا هو حملُ اللهِ الحاملِ خطايا العالَم. 

أين نحن من هذا المخلّصِ المسيحِ حاملِ القلبِ الإلهيّ الذي طُعِنَ بحربةِ قائدِ المئةِ الرّومانيّ؟.

لماذا لا يهتدي العالمُ ويصومُ؟ لأنّ أبناءَ إبراهيم يتقاتلون ولا يتوبون. 

فلنصُمْ صومًا مقبولًا، صومَ القلبِ واللّسانِ والرّوح. 

هل هناك مَن يقرأ؟ مَن يسمع؟ 

حمَلُ الحبّ الإلهيّ هنا. هو معَنا وبيننا، هو افتدانا، هو دفعَ عنّا ضريبةَ الدّم. إنّه الحمَلُ الأضحى الوحيدُ الدّائمُ فوقَ مذابحِ الأرضِ كلّها . 

إنّني أصومُ مع كلّ أبناءِ إبراهيم من حول العالم، أصلّي من القلبِ، أتوبُ وأقول: 

يا حملَ الله الحاملِ خطايا العالم ارحمْنا.

 

* راعي ابرشية سيدة لبنان المارونية في ولاية اوكلاهوما الأميركية ومؤسس اللجنة اللاهوتية للسلام في لبنان

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment