عبد حامد
تولى الرجل قيادة العالم، على مدى قرون طويلة خلت، والنتيجة كما ترون، نارا وبحورا من دماء الشعوب تتدفق يوميا، ورصاص ودموع، وظلم وتدمير وقتل وتهجير وجوع وجبروت.
وكانت الضحية الأكبر خلال كل ذلك هي المرأة، لطيبتها ولطفها ورقتها، وقد تعرضت لأهوال وفظائع تشيب لهولها الولدان، ومع كل ذلك واصلت مسيرتها الكفاحية، الشاقة والعسيرة في رعاية شؤون بيتها واسرتها، ونهضة بكل واجباتها بشكل مثير للإعجاب والذهول.
لذلك استحقت بكل جداره واستحقاق أن يكون لها يومًا مجيدًا، وعيدا بهيجا، تحتفل به البشرية في كل عام، بل تستحق أن يكون لها ألف يوما ويوم، وعيدا وعيد.
وفوق كل ذلك، بقيت هي نبع الحنان والطيب واللطف والرقي، والإنس في عالمنا الموحش هذا، الثقيل، المتخم بالحروب والبشاعات وبالظلم والظلامية، والعجرفة والهمجية.
وفي يومها المجيد هذا، نتقدم اليها بارق وأجمل باقات الورود، واحر التحايا، وأخلص الأماني واصدقها، متمنين عليها أن تواصل تشبثها بسماتها النبيلة والجميلة هذه، وان لا تفقدها كما فقدها شقيقها الرجل.
لسنا ندري لماذا لا نترك قياده العالم للمرأة، على مدى القرون الأتية، فإن نجحت في قلب هذا الواقع المرير والقاتل إلى أمن وسلام ورخاء، وأفراح ومسرات، فهذا هو حلم كل البشرية اليوم، وحتى حلم كل كائنات الكون.
وأن تواصل الخراب والدمار، فلن نخسر شيئًا، واكيد لن يستمر الدمار كما هو عليه اليوم، ولن تتواصل الأحزان كما هي عليه اليوم.
Comments