bah كندا في مفترق طرق الاقتصاد والضرائب: بين هجمات بوليفير الانتخابية وشعارات كارني الاقتصادية، أين الحلول الحقيقية؟ - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

كندا في مفترق طرق الاقتصاد والضرائب: بين هجمات بوليفير الانتخابية وشعارات كارني الاقتصادية، أين الحلول الحقيقية؟

03/11/2025 - 19:40 PM

بيروت

 

الاعلامي كريم حداد

 
مع اقتراب موعد الانتخابات الفيدرالية، يصعّد زعيم حزب المحافظين، بيير بوليفير، هجومه على المرشح الجديد لرئاسة الحزب الليبرالي، مارك كارني، مستخدمًا خطابًا مبنيًا على التخويف والتشكيك. لكن بينما يحاول بوليفير تصوير كارني على أنه مجرد امتداد لحكومة جاستن ترودو، يغفل حقيقة أساسية: كارني ليس سياسيًا تقليديًا، بل شخصية اقتصادية عالمية لعبت دورًا حاسمًا في استقرار الاقتصاد الكندي، وهو الوحيد القادر على مواجهة التحديات الاقتصادية الكبرى، بما في ذلك الضرائب الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، على الكنديين.
 
كارني: رجل الاقتصاد القادر على حماية كندا من التهديدات الخارجية
 
خلال قيادته لبنك كندا، كان لكارني دور بارز في حماية الاقتصاد الكندي من تداعيات الأزمة المالية العالمية عام 2008، ما جعل كندا واحدة من الدول القليلة التي خرجت منها بأقل الأضرار. ثم واصل نجاحه ليصبح أول حاكم غير بريطاني لبنك إنجلترا، حيث قاد سياسات نقدية حافظت على استقرار الاقتصاد البريطاني في مواجهة اضطرابات مثل البريكست. واليوم، يبرز كارني كالشخصية الوحيدة القادرة على التصدي للسياسات الحمائية الأميركية التي تهدد الاقتصاد الكندي، في وقت يفضل فيه بوليفير إطلاق الشعارات بدلًا من تقديم حلول واقعية.
 
 
مواجهة الضرائب الأميركية الجديدة: موقف واضح لكارني
 
فرض دونالد ترامب حديثًا ضرائب جديدة تستهدف الشركات الكندية والصناعات والعمال، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للقدرة التنافسية للاقتصاد الكندي. لكن على عكس بوليفير، الذي يتجنب الحديث عن هذه الأزمة، كان موقف كارني واضحًا، إذ واجه ترامب مباشرة، مؤكدًا أن هذه الضرائب تستهدف لقمة عيش الكنديين، وهو أمر غير مقبول. هذا الموقف الحاسم يعكس فهمه العميق لطبيعة الاقتصاد العالمي، ويميزه عن خصومه الذين يفضلون الصمت أو المهادنة.
 
حملة بوليفير: سياسة التخويف بدلًا من الحلول
 
بدلًا من تقديم رؤية اقتصادية واضحة، يواصل بوليفير هجومه المتكرر على كارني، متهمًا إياه بأنه مجرد امتداد لترودو، ومتجاهلًا أن كارني لم يكن جزءًا من الحكومة الليبرالية السابقة، بل كان مستشارًا اقتصاديًا دوليًا يتمتع بخبرة تمتد لعقود. في المقابل، يتجنب بوليفير الحديث عن خطته لمواجهة الأزمة الاقتصادية، وكأنه يعتقد أن الهجوم وحده يكفي لإقناع الناخبين.
 
الانتخابات القادمة: بين الشعبوية والخبرة الحقيقية
 
يواجه الناخبون الكنديون خيارًا واضحًا في الانتخابات المقبلة: إما دعم شخص يتمتع بخبرة اقتصادية عالمية قادر على حماية الاقتصاد الكندي من الأزمات الداخلية والخارجية، أو الانجرار وراء خطاب شعبوي يقوم على التخويف دون تقديم أي حلول حقيقية. فهل سينتصر المنطق والكفاءة، أم ستبقى الدعاية الانتخابية هي المسيطرة؟ الأيام المقبلة ستحسم الأمر.
 
 
 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment