bah إتعظوا قبل أن تعتذروا! - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

إتعظوا قبل أن تعتذروا!

03/11/2025 - 23:37 PM

Prestige Jewelry

 

 

جورج يونس

 

منذ إنتخاب الرئيس الأميركي الجديد "دونالد ترامب"، تبدلت الاولويات، وتغيرت الإستراتيجيات، كما رُسِمَت أولويات جديدة لكافة الدول التي ترتبط من قريب او بعيد بعلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية.

آخر العلامات الفارقة في التعامل الدولي الجديد، قيام الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" بتقديم رسالة اعتذار للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد المشادات الكلامية التي حصلت معه ومع نائبه "جاي دي فانس"، على خلفية موقف واشنطن من الحرب بين روسيا وأوكرانيا في المكتب البيضاوي.

بناء على ذلك، وجب على كل محب للبنان، أن يتعظ من السياسة والنهج العام الذي ينتهجه الرئيس ترامب مع حلفاء اميركا واصدقائها قبل اعدائها. فالتعامي والتغاضي عن الالتزامات والقرارات الدولية، سيكون له ارتدادات عنيفة على كل منتهك ومتذاكي لتلك القرارات.

فبعد الاتفاق الأخير على وقف النار، والذي نص صراحة على إنهاء وجود السلاح الغير شرعي على كافة الاراضي اللبنانية، وعلى تطبيق القرار ١٧٠١ وملحقاته التي تحاكي القرار ١٥٥٩، تقدم النائب الأمريكي الجمهوري "جريج ستيوب" بمشروع قانون إلى الكونجرس، يهدف إلى الضغط على الحكومة اللبنانية والجيش لتقليص نفوذ "ح_زب الله" وحلفاؤه، ويعرف المشروع بإسم "قانون بيجر"، وهو يشترط في بنوده الأساسية، على الحكومة اللبنانية، إتخاذ خطوات ملموسة خلال 60 يومًا من تاريخ إقراره لنزع سلاح حز_ب الله، مع فرض عقوبات على الأفراد والكيانات المتورطة في دعمه، كما ينص المشروع على وقف التمويل الفيدرالي للجيش اللبناني ما لم يلتزم بالشروط الصارمة المتعلقة بإنهاء نفوذ "حز_ب الله" وقطع أي صلات مع إيران. وينص القانون حرفياً، على عدم استئناف التمويل الأمريكي للجيش اللبناني إلا بعد تأكيد وزير الخارجية الاميركية للكونجرس، تحقيق لبنان لمجموعة من الشروط، أبرزها إنهاء أي اعتراف رسمي بحز_ب الله وحلفائه، وسحب الشرعية السياسية عن "كتلة الوفاء للمقاومة" وحركة "أمل". كما يدعو المشروع، الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559 لعام 2004، الذي يفرض تفكيك جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وإخراج قوات "حز_ب الله" من معاقلها المعروفة ومنع إعادة تمركزها.

لذلك، وحفاظاً على ما تبقى من كرامة وشموخ كل لبناني، يتوجب على الرئاسات الثلاث تفادي ترددات ومفاعيل تجاهل القرارات الدولية، والعمل بجدية وسرعة، على نزع فتيل الازمات والعقوبات والحصار الاقتصادي المتوقعين على لبنان وعلى كافة رموز السلطة اللبنانية، وبالتالي تفادي "رسائل الاعتذار" التي قد تكون متأخرة عند صياغتها، في حال شرعت الولايات المتحدة بتطبيق عقوباتها الصارمة على ما تبقى من كيان الدولة ورموزها. فشعبنا بات يرزح تحت ثقل الازمات اللامتناهية في ضوء استمرارية الانجرار خلف المشاريع الاقليمية الهدامة، وفي ضوء المضي قدماً بسياسات التذاكي واللعب على عامل الوقت لتحقيق مكاسب باتت خارجة عن الواقع المستجد بنتيجة الحرب الأخيرة المدمرة على لبنان.

على أمل الا تشكل سياسة النعامة، التي لا يزال رجال المنظومة ينتهجونها بالرغم من كل التحذيرات وكل ما انتهينا اليه، نتمنى الا يؤدي التذاكي والتحايل هذه المرة بوطننا إلى قعر أعمق من المآسي، والى فتح باب أوسع للهجرة والاحباط، والى ارتفاع أسهم الوصاية الدولية ومشاريع التقسيم.

انطلاقاً من مشهدية اللقاء المفجع الأخير، بين الرئيسين ترامب وزيلينسكي، نوصي السلطة اللبنانية بكافة رؤوسها، بأن يتعظوا قبل أن يندموا، فَيُجْبَروا حينها على الاعتذار او الاندحار، وعندها لن يعود ينفع لا الإعتذار ولا الندم.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment