bah خلود وتار لـ بيروت تايمز: سياسات ترامب كانت قائمة على إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة بشكل يخدم المصالح الأميركية - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

خلود وتار لـ بيروت تايمز: سياسات ترامب كانت قائمة على إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة بشكل يخدم المصالح الأميركية

03/14/2025 - 20:18 PM

Atlas New

 

 

-أواصل عملي في تمكين المرأة للوصول إلى مراكز القرار، عبر مبادرات دولية

-الدور العربي، وخصوصاً السعودي، كان دائماً محورياً في دعم لبنان، اقتصادياً وسياسياً

-لبنان يمرّ بمرحلة مفصلية والعبرة في التنفيذ. المشكلة ليست في الأسماء فقط، بل في مدى القدرة
على كسر الحلقة المفرغة من المحاصصة والفساد

-لن أخوض انتخابات تُدار بمنطق العصابات السياسية وتزوير النتائج

- لبنان كان دائماً ساحة متأثرة بالأحداث الإقليمية وهو للحقيقة امتداد للمنطقة، وهذا أمر خطير لأنه يعرّضنا لأجندات خارجية

 

بيروت - بيروت تايمز - اجرت الحوار الاعلامية منى حسن 

 

أكدت الدكتورة خلود وتار قاسم المفاوضة الدولية والباحثة الاجتماعية والسياسية أن لبنان بحاجة إلى إعادة بناء اقتصاده على أسس حديثة، وإعادة هيكلة النظام السياسي بحيث يكون القانون والمؤسسات هما المرجعية، وليس الصفقات والتسويات التي تخدم طبقة سياسية محدودة. 

وقالت في حوارها الخاص لـ "بيروت تايمز "المنطقة بحاجة إلى سياسة أميركية متوازنة تأخذ بعين الاعتبار العدالة والاستقرار، وليس فقط المصالح الآنية. وإلى تفاصيل الحديث  

 

■ السيدة خلود وتار، أنتِ سيدة مجتمع وريادية من الطراز الرفيع، لكِ صولات وجولات على الصعيدين الاجتماعي والسياسي. أين أنتِ اليوم؟ وما هي أبرز نشاطاتك على الصعيدين اللبناني والدولي؟

- اليوم، أواصل عملي في تمكين المرأة للوصول إلى مراكز القرار، سواء من خلال جمعيتي" لبنانيات نحو مراكز القرار" أو عبر مبادرات دولية لدعم الديمقراطية ومواجهة السلطوية. أشارك في مؤتمرات دولية تهدف إلى تعزيز دور المرأة في الحكم، كما أعمل على تطوير بودكاست متخصص لنقل تجارب النساء الرائدات في القيادة. إضافةً إلى ذلك، أركز على الأوضاع اللبنانية، من خلال العمل على مبادرات تساهم في إعادة بناء الدولة على أسس العدالة وسيادة القانون.

 

■ كيف تقيمين الوضع اللبناني بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون وتشكيل حكومة برئاسة نواف سلام؟

- لبنان يمرّ بمرحلة مفصلية، فانتخاب الرئيس جوزيف عون وتشكيل حكومة برئاسة نواف سلام قد يكونان بداية لإعادة هيكلة الدولة، لكن العبرة في التنفيذ. المشكلة ليست في الأسماء فقط، بل في مدى القدرة على كسر الحلقة المفرغة من المحاصصة والفساد. المطلوب هو العمل على استعادة ثقة الناس بالدولة، وإعادة بناء مؤسسات قائمة على الكفاءة لا على الولاءات الطائفية والسياسية وهذا هو التحدي الكبير.

■ هل لبنان الجديد الذي نشهده اليوم يتعافى سياسياً، اقتصادياً، واجتماعياً؟

- لا يمكن الحديث عن تعافٍ حقيقي دون إصلاح جذري. نعم، هناك محاولات لترميم ما دمرته الأزمات، ولكن لبنان بحاجة إلى إعادة بناء اقتصاده على أسس حديثة، وإعادة هيكلة النظام السياسي بحيث يكون القانون والمؤسسات هما المرجعية، وليس الصفقات والتسويات التي تخدم طبقة سياسية محدودة. التعافي لن يكون سريعاً، لكنه ممكن إذا توافرت الإرادة السياسية الحقيقية.

 

■ المنطقة تعيش على فوهة بركان يمكن أن ينفجر في أي لحظة. ما هي انعكاسات ذلك على لبنان؟

- لبنان كان دائماً ساحة متأثرة بالأحداث الإقليمية وهو للحقيقة امتداد للمنطقة، وهذا أمر خطير لأنه يعرّضنا لأجندات خارجية بدلاً من أن يكون لدينا قرار مستقل. المطلوب اليوم هو تحصين لبنان عبر سياسة خارجية متوازنة، تعيد بناء علاقاته العربية والدولية بشكل يحمي استقراره. لا يمكن للبنان أن يكون رهينة لأي محور، بل يجب أن يكون دولة ذات سيادة تضع مصالح شعبها أولاً.

■ بعد عودة لبنان إلى الحضن العربي من بوابة الرياض، ما أهمية الدور العربي في لبنان، خصوصاً الدور السعودي؟

- الدور العربي، وخصوصاً السعودي، كان دائماً محورياً في دعم لبنان، اقتصادياً وسياسياً. عودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي أمر ضروري، ولكن الأهم أن يكون هناك شراكة حقيقية قائمة على احترام سيادة لبنان. نحتاج اليوم وبشكل كبير إلى تعزيز الاستثمارات العربية، وليس فقط المساعدات، حتى نتمكن من بناء اقتصاد مستدام.

 

■ كيف تقيمين سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه منطقة الشرق الأوسط؟

- سياسات ترامب كانت قائمة على إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة بشكل يخدم المصالح الأميركية بالدرجة الأولى، دون الأخذ بعين الاعتبار تأثيرها على الاستقرار الإقليمي. للحقيقة إن التركيز على الصفقات الاقتصادية دون حلول سياسية مستدامة زاد من تعقيد المشهد. المنطقة بحاجة إلى سياسة أميركية متوازنة تأخذ بعين الاعتبار العدالة والاستقرار، وليس فقط المصالح الآنية.

 

■ هل المرأة اللبنانية أخذت حقها على الصعيدين السياسي والاجتماعي؟

- المرأة اللبنانية قطعت شوطاً كبيراً في مجالات عديدة، لكنها لا تزال تواجه عراقيل بنيوية تمنعها من الوصول الفعلي إلى مراكز القرار. لا يكفي أن تكون هناك وجوه نسائية في المشهد السياسي، المطلوب هو تغيير حقيقي في الذهنية التي تحصر أدوار النساء في أطر محددة. نحن بحاجة إلى قوانين تفرض مشاركة النساء في الحكم، وليس فقط مبادرات فردية.

 

■ هل السيدة خلود وتار ستترشح إلى الانتخابات النيابية في عام 2026؟

- ترشحي للانتخابات مرتبط بالمناخ السياسي وقتها. لن أخوض انتخابات تُدار بمنطق العصابات السياسية وتزوير النتائج. إذا كان القانون هو الحَكم، وإذا توفرت بيئة تضمن انتخابات نزيهة، فمن الطبيعي أن أفكر في خوض المعركة الانتخابية، لأن التغيير لا يأتي من الخارج، بل من الداخل.

■  أنتِ من المدافعين عن دور المرأة في إنقاذ لبنان من أزماته. كيف ترين دور النساء في إعادة بناء الدولة؟

- لبنان بحاجة إلى قيادة نسائية جريئة وقادرة على اتخاذ قرارات حاسمة بعيداً عن المصالح الضيقة. النساء أثبتن في كل الأزمات أنهن الأكثر قدرة على إدارة الملفات الاجتماعية والاقتصادية، لأنهن الأقرب إلى الواقع. إذا أتيحت للمرأة اللبنانية الفرصة الحقيقية للوصول إلى مراكز القرار وأن تتولى دفة القيادة بحرّية، سنرى تغييراً ملموساً في طريقة إدارة الدولة.

 

■  كتبتِ كثيراً عن دور الشركات الكبرى في التأثير على السياسة العالمية. كيف يمكن الحد من هذا النفوذ؟

- التأثير المتزايد للشركات الكبرى على السياسات الدولية أمر مقلق، لأنه يضع القرار السياسي في يد قلة تتحكم بالاقتصاد والإعلام والتكنولوجيا. الحل يكمن في فرض قوانين صارمة تمنع احتكار السلطة والقرار، وتعزز الشفافية في العلاقة بين الحكومات وهذه الشركات. الديمقراطية لا تعني فقط انتخابات، بل أيضاً الحد من نفوذ المال على السياسة وهذا قد يكون حلم بعيد المنال ولكن علينا ان نحلم ونتأمل.

 

■ ما هي رؤيتك لمستقبل لبنان في السنوات القادمة؟

- لبنان لن ينهض إلا إذا كسرنا الحلقة المفرغة من الفساد والطائفية. المستقبل يعتمد على مدى قدرتنا كمواطنين على فرض التغيير. هناك فرصة لبناء دولة حديثة، لكن ذلك يتطلب وعياً شعبياً وإرادة سياسية حقيقية للخروج من العقلية التقليدية التي دمرت البلد.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment