bah هل تشكل أوروبا رادعا تقليديا ونوويا لروسيا من دون أمريكا؟ - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

هل تشكل أوروبا رادعا تقليديا ونوويا لروسيا من دون أمريكا؟

03/14/2025 - 23:14 PM

Atlas New

 

 

د. عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب *

 

قبل أن أبدأ الإجابة على سؤال هذا المقال، هل حلف شمال الأطلسي الذي استمر 80 عاما قد مات؟، وهل الحلف أنتهى بين الديمقراطيتين، وهل روسيا قادرة على غزو أوروبا كما يتنبأ كثير من المحللين بأنها الحرب العالمية الثالثة القادمة أم أن ترمب نزع فتيلها وسيضع حاجزا بين الجانبين؟.

في المقابل هل يوافق الأوروبيون على تنصيب ماكرون نفسه زعيما لأوروبا الذي يود أن يحاكي نابليون، خصوصا عندما استعجل في إعلان الحرب على إهانات النمسا ولكن تاليران رأى أن نابليون كان غاضبا ولم ينفذ الحرب، وهل يقبل الأوربيون كذلك على مبارزة ماكرون الرئيس ترمب ويورط أوروبا في مواجهة مع ترمب، ولن يصدقوا تصريحات بولتون أن ترمب يخطط لتدمير حلف الناتو من اجل توريط أوروبا كما تم توريط بايدن أوروبا في حرب بالوكالة في أوكرانيا مع روسيا، ألم يأخذ ماكرون الدرس من ديغول الذي خرج من الناتو 1966 وتم ضم الحلف 15 دولة بعد انسحاب فرنسا، ولكن عادت فرنسا إليه عام 2009، ألم يأخذ ماكرون الدرس من السعودية التي أعلت من الحكمة على الشجاعة في التعامل مع ترمب وكيف أصبحت ساحة سلام بين أمريكا وروسيا.

هناك عقلاء في أوروبا يرفضون تحركات ماكرون المكوكية والبحث عن عظمة له ولفرنسا، وأن فرنسا تستطيع أن تصبح مظلة أوروبا النووية الردعية، لكن أمين عام حلف شمال الأطلسي مارك روته ينسق مع خبراء في واشنطن للتحضير لقمة الناتو في 24 يونيو 2025، والأوروبيون يلاحظون ان كندا من أجل إرضاء ترمب تم تغيير رئيس الوزراء جاستن ترودو بمارك كارني وهو خبير اقتصادي لمواجهة تحركات ترمب التجارية باعتبار كندا أكبر شريك تجاري في العالم مع أمريكا ثم المكسيك فالصين، لتخفيف حدة التوترات التجارية بين البلدين.

الأوربيون لا يقللون من مخاطر بوتين، وكذلك الولايات المتحدة، وقادة أوروبا لا يختلفون مع ماكرون حول ضرورة بناء نظام دفاعي أوروبي وهو نفس مطلب ترمب في رفع الانفاق على القدرات العسكرية بما لا يقل عن 3 في المائة من الناتج الإجمالي، وهناك قادة أوروبيون مثل تاليران وقوش يحذران الأوروبيون بقولهم لا تفعلوا اليوم ما قد تندموا على فعله غدا.

الخلاف بين ترمب وأوروبا أنه لا يود أن تكون الولايات المتحدة العمود الفقري لحلف شمال الأطلسي ضمن أمن القارة لمدة تقرب من ثمانين عاما وتقيم أوروبا تحالفا مع الصين على حساب التحالف التجاري مع الولايات المتحدة، أي أن ترمب ينظر للاتحاد الأوروبي كمنافس أكثر منها حليفا، فأصبح دفاع أمريكا عن الأوروبيين محل شك إلى حد ما، وإن كان دونالد توسك رئيس وزراء بولندا العضو في الحلف القلق من غزو روسي لبولندا رغم انها حلف في الناتو، قال قبل قمة الاتحاد الأوروبي إن أوروبا ككل قادرة حقا على الفوز في أي مواجهة عسكرية أو مالية أو اقتصادية مع روسيا.

تمتلك الدول ال31 في الاتحاد الأوروبي أكثر من مليون جندي وأسلحة حديثة ونووي في فرنسا وبريطانيا، الولايات المتحدة وألمانيا أكبر المساهمين في ميزانية الناتو العسكرية بنحو 16 في المائة لكل منهما، تليهما بريطانيا بنحو 11 في المائة وفرنسا بنسبة 10 في المائة، وعلى مدى 14 رئيسًا للولايات المتحدة بما فيها إدارة ترمب الأولى كانت الولايات المتحدة هي العصب الذي حافظ على تماسك الحلف، وخلال الحرب الباردة كانت الولايات المتحدة هي الرادعة للاتحاد السوفيتي وطموحات توسع حلف وارسو، هناك مصدر مقرب من البيت الأبيض صرح يمكن ان يحدث في المستقبل انسحاب الولايات المتحدة ولكن ليس قبل فترة طويلة بعد اختفاء الأسلحة النووية لكوريا الشمالية بشكل يمكن التحقق منه، لكن كيم رفض كل المحاولات التي وجهت له للتخلي عن برنامجه للأسلحة النووية، ما يعني أن انسحاب الولايات المتحدة من الناتو حتى الآن غير وارد.

 

* أستاذ الجغرافيا السياسية والاقتصادية بجامعة أم القرى سابقا

            Dr_mahboob1@hotmail.com

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment