الاعلامي كريم حداد
في خطوة غير مسبوقة منذ 48 عامًا على اغتيال المعلم كمال جنبلاط، شارك رئيس حزب الكتائب اللبنانية، النائب سامي الجميل، في إحياء الذكرى في بلدة المختارة، إلى جانب قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي.
هذه المشاركة تحمل دلالات وطنية عميقة، لا سيما في ظل غياب أي تحالف سياسي بين الحزبين، لكنها تعكس إيمانًا بضرورة الاعتراف المتبادل بالشهداء والتضحيات، بعيدًا عن الاصطفافات التقليدية.
موقف الجميل ليس وليد اللحظة، بل امتداد لقناعته التي عبّر عنها خلال جلسة مجلس النواب لمنح الثقة للحكومة، حين شدد على أهمية احترام شهداء الآخرين، معتبرًا أن المصالحة الحقيقية تبدأ بالاعتراف بالماضي والالتزام بطيّ صفحاته دون إنكارها.
ولعلّ حضور الجميل اليوم إلى المختارة يأتي في سياق تكريس نهج المصالحة الذي بدأه الرئيس أمين الجميل عندما وقّع مع الزعيم وليد جنبلاط وثيقة المصالحة الأولى، التي مهّدت لاحقًا لزيارة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير إلى الجبل، وللمصالحة التاريخية التي كرّست عودة الثقة بين المسيحيين والدروز بعد سنوات من الجراح.
إن مشاركة رئيس الكتائب اليوم هي رسالة واضحة بأن المصالحة لا تقتصر على لقاءات سياسية ظرفية، بل هي نهج ثابت يتطلب جرأة الاعتراف بالشهداء من مختلف الجهات، وإرادة بناء مستقبل قائم على العدالة والاحترام المتبادل بين جميع اللبنانيين
Comments