لبنان في عين العاصفة واللهيب يلف المنطقة
مصادر دبلوماسية لـ "بيروت تايمز "اورتاغوس لم تستخدم اسلوب الضغط وتضمنت دعوة في الإسراع
إلى تشكيل لجان للبدء بالعمل وأحراز تقدم في مِلَفّ الانسحاب الإسرائيلي وترسيم الحدود وإعادة الأسرى
بيروت - بيروت تايمز - كتبت الإعلامية منى حسن
لبنان لا زال ينتظر الخطوة الأميركية المقبلة، وهل ستزور المبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس لبنان، مع انها سبق وتبلّغت الموقف اللبناني الرسمي برفض المفاوضات السياسية المباشرة مع إسرائيل، لكن كلامها الأخير يحمل إصراراً أميركياً على تلبية كل مطالب الكيان الإسرائيلي ولو على حساب مصالح لبنان. وإذا فضّلت عدم زيارة لبنان فهذا يعني تنفيذ تهديدها بإعطاء الضوء الأخضر للاحتلال لمزيد من التصعيد والقتل والتدمير.
اجتماع أمني في بعبدا
رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ترأس اجتماعاً أمنياً في قصر بعبدا، حضره كل من: قائد الجيش العماد رودولف هيكل، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله، المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير والمدير العام لأمن الدولة اللواء الركن إدغار لاوندس.
وهنأ الرئيس عون القادة الأربعة على تعيينهم وتسلمهم مسؤولياتهم، وزودهم بتوجيهاته لاتخاذ الإجراءات المناسبة للمحافظة على الامن والاستقرار في المناطق اللبنانية كافة.
اورتاغوس والضغط
مصادر دبلوماسية أوضحت لـ "بيروت تايمز" ان الرسالة التي وصلت من المبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس إلى كل من الرئاسات الثلاث رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة تضمنت دعوة في الإسراع إلى تشكيل لجان ثلاث من عسكريين ومدنيين ومن دبلوماسيين وعمداء متقاعدين للبدء بالعمل وأحراز تقدم في مِلَفّ الانسحاب الإسرائيلي وترسيم الحدود وإعادة الأسرى لأن أي تأخير في تشكيل اللجان سيزيد الوضع تفاقمًا. وأوضحت المصادر أن اورتاغوس لم تستخدم اسلوب الضغط في فرضها على خلاف ما فسرته مصادر سياسية .
وفي الواقع تلقّى لبنان الكلام الأميركي عبر الإعلام ووفق ما أعلنته أورتاغوس، مصادر سياسية أكدت لـ "بيروت تايمز" البحث قائم بموضوع التفاوض حول البنود الثلاثة التي تحدثت عنها اورتاغوس وهي: انسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين والتفاوض حول تثبيت الحدود البرية.
ان لبنان يركّز اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل والأمم المتحدة عام 1949 والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية بينما التطبيع غير مطروح والمفاوضات السياسية المباشرة مع إسرائيل مرفوضة نهائياً ولبنان متمسّك بمبادرة السلام العربية التي أقرّتها القمة العربية في بيروت عام 2002. وان الحل الوحيد هو الضغط الدولي ولا سيما من قبل الولايات المتحدة الأميركية على إسرائيل لتنفيذ ما عليها تنفيذه أيضاً من الاتفاق.
ووفق المصادر، فإن ما يطلبه الأميركي من لبنان مباشرة والإسرائيلي بشكل غير مباشر، غير قابل للتطبيق في ظل تعقيدات الوضع الداخلي وانقساماته بين مؤيد لبقاء سلاح المقاومة ورافض له، ولكن الأميركي يستند الى معلومات الاحتلال «ببقاء السلاح جنوب نهر الليطاني»، وبرفض المقاومة نزع سلاحها وبخاصة من شمال نهر الليطاني قبل التحرير الكامل للأراضي المحتلة وتسوية النزاع الحدودي. وان حزب الله يعتبر ان اتفاق وقف إطلاق النار وآلية تنفيذ القرار 1701 تنص على جنوب الليطاني، لكن الأميركي والإسرائيلي توسّعا في تفسيره وفق ما يلائم مصالحهما.
لكن المصادر الرسمية تؤكد انه طالما لم ينسحب الاحتلال من مناطق الجنوب كافة، ولم يحصل حل نهائي للقضية الفلسطينية، فإن الصراع سيبقى قائماً في لبنان والمنطقة ولو خبا بعض الوقت نتيجة ظروف عسكرية وسياسية.
الدولة والاصلاح
بثقة كاملة، تمضي الدولة اللبنانية ضمن الخطط المرسومة لاستعادة دورها في إدارة البلاد والعباد، وإحداث التغيير والإصلاح المطلوبين في هذه المرحلة، على الرغم من استمرار الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية، ومحاولات التحرش من الحدود الشرقية والشمالية.
وقالت مصادر سياسية لـ "بيروت تايمز" إن إدارة الحكم بعد سبعين يوماً من انتخاب الرئيس جوزاف عون تنسجم مع روح خطاب القسم لجهة لمّ الشمل، والدعوة للالتفاف حول القضايا الوطنية الكبرى كتحرير الارض والاعمار واستعادة الاسرى والاحتكام إلى الدولة ومؤسساتها.
وفي السياق لا تفوّت حكومة الرئيس نواف سلام أي فرصة لوضع مبادئ البيان الوزاري موضع التنفيذ على المسارات كافة.
الوضع اللبناني بين ماكرون وبن سلمان
الوضع اللبناني حضر في المكالمة التي جرت بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وناقشا خلالها الوضع في سوريا ولبنان. وأكدا أن فرنسا والسعودية تتشاركان نفس الأهداف بشأن سوريا ولبنان: لبنان موحد ويتمتع بالسيادة الكاملة، وسوريا موحدة ومستقرة ضمن انتقال السلطة ليشمل كل السوريين.
التعيينات وآليتها
في هذه الأجواء بدأت الحكومة تأدية وظائفها الضرورية للعبور إلى هدف الإصلاح والإنقاذ، آخذة في الاعتبار أنّها تحت المجهر الدُّوَليّ، وأقرّت في جِلسة مجلس الوزراء آلية التعيينات لملء شواغر الدولة التي ضربها الفراغ بنسبة 70 في المئة.
وأكّدت مصدر وزارية لـ "بيروت تايمز "انّ الحكومة خطت خطوتها الأولى نحو إبداء صورة جيدة إلى الخارج، وتعتمد التعيينات على الكفاية والخبرة والاختصاص والتنوع عبر سلّة تخضع للتصويت، على ان تكون المرجعية في التعيين لمجلس الوزراء بعد اختيار الاسم الأكفأ.
وكشف المصدر انّ التوافق على حاكم مَصْرِف لبنان الذي لا يخضع تعيينه للآلية لم ينضج بعد، لكن المرجح ان يُحسم خلال الساعات المقبلة قبل جلسة مجلس الوزراء المقبلة.
إلى ذلك، أكّدت الأوساط انّ هناك تبايناً بين رئيسي الجمهورية والحكومة حول ألاسم الأنسب لتولّي حاكمية مصرف لبنان. وأشارت الأوساط إلى انّ عون مقتنع بأحد الأسماء أنّه الأفضل لتحمّل هذه المسؤولية، وهو يفترض انّ خصوصية موقع الحاكمية تمنحه الأحقية في الاختيار بالتفاهم مع رئيس الحكومة.
وعلمت "بيروت تايمز " انّ النقاش في هذا الصدد ما زال يدور بين ثلاث أسماء لا رابع لها لحاكمية مَصْرِف لبنان، وهي: جهاد ازعور، كريم سعيد وسمير عساف، ولم يتمّ الاتفاق على أي منهم بعد. ولذلك تمّ ترحيل هذا الملف إلى الاسبوع المقبل .
كلمة السر لم تأت
كشف ديبلوماسي عربي أنّ السر الحقيقي خلف تأجيل بَتّ اسم لمنصب حسّاس هو أنّ كلمة السرّ الخارجية لم تأتِ بعد.
بري - التمسك بتطبيق القرار 1701
مصادر نيابية أكدت أن الرئيس نبيه بري أبلغ موقفه إلى من يعنيهم الأمر، في الداخل والخارج، بـ «التمسك بتطبيق القرار 1701، باعتباره ركيزة اتفاق وقف الأعمال العدائية»، مع إعطاء «الأولوية لوقف الخروفات والعدوان الإسرائيلي المستمر منذ انتهاء الحرب»، قبل «العودة إلى الكلام عن ترسيم الحدود عبر اللجنة العسكرية – التقنية المعنيّة بمعالجة النِّقَاط العالقة». وركّز بري على أن آلية العمل للجنة الإشراف كفيلة بمعالجة كل النِّقَاط العالقة.…
Comments