bah تصعيد على الجبهة الجنوبية: تبادل الرسائل بين الحكومة وحزب الله وسط توترات داخلية وإقليمية - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

تصعيد على الجبهة الجنوبية: تبادل الرسائل بين الحكومة وحزب الله وسط توترات داخلية وإقليمية

03/22/2025 - 16:29 PM

Bt adv

 

 

 

 

 

الاعلامي كريم حداد

 

شهدت الساحة اللبنانية مرحلة جديدة من التوترات السياسية والعسكرية، وذلك في أعقاب التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام لقناة "العربية"، حيث أعلن أن معادلة "جيش، شعب، مقاومة" قد انتهت، مؤكدًا أن مِلَفّ سلاح حزب الله قد طُوي. هذه التصريحات، التي تُعد تحولاً لافتاً في الخطاب الرسمي للدولة اللبنانية، أثارت ردود فعل متباينة على الصعيدين الداخلي والإقليمي. 

من جهة، أعلن المفتي أحمد قبلان أن "المقاومة باقية وهي فعل سيادي"، في إشارة واضحة إلى رفضه لتصريحات رئيس الحكومة. أما الرد الأكثر وضوحًا فجاء من الميدان، حيث تم إطلاق صواريخ من الجَنُوب اللبناني باتجاه إسرائيل، في رسالة قوية تُفهم على أنها موجهة إلى الداخل اللبناني، ولا سيما إلى رئيس الحكومة، ولأولئك الذين يعلنون نهاية دور سلاح حزب الله. 

ومع ذلك، سارعت مصادر حزب الله إلى نفي تورطها في هذه الحادثة، مؤكدة التزامها بوقف إطلاق النار ودعمها للدولة اللبنانية في هذه المرحلة الحرجة. كما أبلغ الحزب كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة برفضه العودة إلى التصعيد، رغم استمرار التوترات الأمنية على الجبهة الجنوبية.

رئيس الجمهورية يحذر: محاولات لجر لبنان إلى العنف

في هذا السياق، حذر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من أي محاولات لاستدراج لبنان إلى دوامة العنف مجددًا، معتبرًا أن الأحداث الأخيرة في الجَنُوب، بما في ذلك عدم الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار منذ تشرين الثاني ٢٠٢٤، تشكل اعتداءً صارخًا على لبنان وتقوض جهود إنقاذ البلاد التي اتفق عليها اللبنانيون.

الرئيس عون دعا أصدقاء لبنان إلى التنبه للمؤامرات التي تُحاك ضد البلاد من قبل أطراف معادية، مطالباً القوى المعنية في الجَنُوب، ولا سيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق تشرين الثاني 2024، والجيش اللبناني،إلى متابعة التطورات بجدية والتصدي لأي خروفات أمنية قد تهدد استقرار البلاد.

رئيس الجمهورية طلب من قائد الجيش، اتخاذ الإجراءات الميدانية اللازمة لضمان سلامة المواطنين، وإجراء تحقيق شامل لكشف ملابسات الأحداث الأخيرة، وذلك لمنع أي استغلال داخلي أو خارجي قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.

بين التصعيد والتهدئة: مستقبل غامض لسلاح حزب الله

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الساحة اللبنانية انقسامًا حادًا حول مستقبل سلاح حزب الله. فبينما يؤكد رئيس الحكومة أن زمن السلاح غير الشرعي قد ولى، لا تزل القِوَى السياسية المؤيدة للحزب تُصر على أن دوره الدفاعي لم يُحسم بعد، خاصة في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية.

لكن التطورات الميدانية الأخيرة تطرح تساؤلات حول قدرة الدولة اللبنانية على فرض رؤيتها الجديدة، خاصة في ظل وجود قوى إقليمية ودولية لا تزل تلعب أدوارًا مؤثرة في المشهد الأمني في الجَنُوب. فهل ستنجح الحكومة في فرض سياستها، أم أن الرسائل النارية الأخيرة ستكون بداية مرحلة جديدة من المواجهة بين الدولة وحزب الله؟

في ظل هذه الظروف، يبقى مستقبل لبنان غامضًا، حيث تتقاطع المصالح الداخلية مع الأجندات الإقليمية، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا ويُبقي الباب مفتوحًا أمام سيناريوهات متعددة، قد تتراوح بين التصعيد والتهدئة.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment