مصدر لبناني رسمي قال لـ "بيروت تايمز": اتصالات مكثفة جرت على كل المستويات داخليًا وخارجيًا
واستمرت حتى ساعات الصباح لاحتواء الوضع وهناك قلق دُوَليّ من التصعيد في لبنان
بيروت - بيروت تايمز - كتبت الإعلامية منى حسن
منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار أو ما سمي بوقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في السابع والعشرين الثاني من العام الماضي سارت الأوضاع بين الطرفين ضمن المسار المعد له دوليًا وعربيًا واقليميًا. الا ان الأحداث الأخيرة والاستهدافات الشبه اليومية وإطلاق الصواريخ "اللقيطة" شكل اهتزازًا واسعَا وعنيفًا بين الطرفين ما استدعى اتصالات ومحادثات وعلى أعلى المستويات وعلى أكثر من صعيد تفاديًا للحرب خصوصًا في ظل المشهد الستاتيكو الإقليمي الساخن الذي يمتد جمره من فلسطين وسوريا وصولاً إلى اليمن.
للبنان دائماً حصةٌ كانت بالامس جولةَ تصعيد عند الخاصرة الجنوبية على إيقاع انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار يرتكبها كيان الاحتلال يوميًا على شكل اغتيالات وغارات تصل إلى عمق لبنان بالتزامن مع إعلانه مجدداً الإستمرار بإحتلال أكثر من خمس تلال حدودية.
مصدر لبناني رسمي أكد لـ "بيروت تايمز" ان اتصالات مكثفة جرت على اعلى المستويات داخليا وخارجيا واستمرت حتى ساعات الصباح لاحتواء الوضع المستجد على الحدود الجنوبية للبلاد، وهناك قلق دولي من التصعيد في لبنان وحض جميع الأطراف على ضبط النفس وعبرت مصادر سياسية لـ "بيروت تايمز" عن تتخوفها من أن يتم تحويل لبنان إلى صندوق بريد في ظل التطورات الكبيرة التي تشهدها المنطقة.
في السياسة والحروب لا وجودَ للصدف، لذلك المطلوب من الدولة ومؤسساتِها العسكريةِ والأمنية أن تقوم بتحقيق جِدي وأن تعلن نتائجَه في أسرع وقتٍ ممكن. فالتسويفُ ممنوع، والمماطلةُ قاتلة، وخصوصاً أن اللبنانيين شبعوا من الحروب ومن نتائجها المدمّرة عليهم. ومن جرّ لبنان مرةً أخرى إلى دوامة الحربِ المدمرة. وسألت المصادر هل يمكن أن يصدّق أحدا أنّ جهة صغيرة ومجهولة يمكنها أن تُسقط اتفاقاً لبنانياً – عربياً - دولياً؟ وهل تُثبت السلطةُ الجديدة في لبنان أنها قادرةٌ حيث فشلتِ السلطاتُ السابقة.
أخطر الاختبارات
يُعدّ هذا الاختبار الأمني الأكثر خطورة منذ وقف إطلاق النار، في 26 تشرين الثاني الماضي؛ كونه للمرة الأولى منذ ذلك الوقت، تُطلق صواريخ «مجهولة الهُوِيَّة» باتجاه بلدة إسرائيلية، علماً بأنه في مرتين سابقتين، كان «حزب الله» تبنى إطلاق صواريخ باتجاه موقع إسرائيلي رداً على غارات إسرائيلية، بعد 5 أيام على وقف إطلاق النار، كما أعلنت إسرائيل عن تسلُّل طائرة من دون طيار إلى الأجواء الإسرائيلية، لكن لم تتبنّه أي جهة.
والسؤال الذي يطرح اليوم ما الذي تريده واشنطن من إملاء الشروط و ”إسرائيل” من عودة التوتّر الأمني على الحدود خصوصا وان اسرائيل تواصل اعتداءاتها على القرى الجنوبية الحدودية على مرأى من اليونيفيل ومن لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار وكيف سيواجه لبنان “مؤامرة” إشعال الحرب مجدداً مصادر سياسية، كشفت لـ "بيروت تايمز" ان ثمة تطورات كبيرة ستقبل عليها البلاد منعا لإعادة عقارب الساعة الى الوراء مشددة على ان الكثير من أهداف هذا الافتعال يستهدف إنجازات كبيرة حققها الجيش في جنوب الليطاني وستستكمل حتى النهاية بتصميم اكبر وأصلب.
وما عزز الاتجاهات الرسمية لاحتواء الموقف ان قوة "اليونيفيل" قالت إننا أبلغنا لجنة مراقبة وقف النار مدى التقدم الذي أحرزه الجيش اللبناني في الجنوب وان المنصات التي استخدمت في إطلاق الصواريخ بدائية جدا وننتظر من الجميع الالتزام الكامل بوقف النار وإنهاء الانتهاكات والجيش اللبناني انتشر في غالبية القرى الجنوبية”. ويمكن اعتبار المجريات الخطيرة التي شهدها الجنوب بانها الحدث الأشد خطورة منذ اعلان ما سمي اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في ٢٧ تشرين الثاني من العام الماضي.
أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية سابقا دايفيد شنكر بأن إدارة ترمب راضية ولا يهمها الآن التطبيع بين لبنان وإسرائيل… بينما لبنان طالب مصر والأردن وفرنسا بالضغط على “إسرائيل” لوقف التصعيد.
استنفار سياسي وأمني
أمام خطورة هذا التصعيد، تحركت السلطات اللبنانية أمنياً ودبلوماسياً لتطويق تداعيات هذا التصعيد. وقالت مصادر مواكبة للحراك إن الاتصالات الرسمية سلكت طريقها باتجاه الجيش اللبناني للتحرك واتخاذ الإجراءات العاجلة، وباتجاه مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وباتجاه «يونيفيل»، فضلاً عن الاتصالات السياسية على أعلى المستويات، وكان أبرزها بين رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس الجمهورية جوزيف عون.
وقالت مصادر سياسية لـ "بيروت تايمز" ان العدو الإسرائيلي استغل إطلاق الصواريخ من جَنُوب لبنان على الرغم من معرفته بأن ما حدث ليس من مسؤولية أي طرف لبناني أساسي فلا الدولة ولا المقاومة كانت على علم مسبق بالإطلاق ولكن الإسرائيلي وفق مصدر الثنائي الوطني يحاول تكريس اعتداءاته على لبنان وتوسيع عدوانه وهو ليس بعيدا من الشبه بافتعال الخرق لكي يوسع عدوانه عند إمكانية عودة الحرب على لبنان .
واكد مصدر في الثنائي الوطني أن الإسرائيلي لم يوقف العدوان طوال مرحلة ما بعد اتفاق وقف اطلاق الاعمال العدائية وهو مستمر في عدوانه وغاراته من دون أي رادع ومنذ الامس والاتصالات لم تهدأ بين الرئاسات الثلاث من أجل تنسيق الموقف الرسمي اللبناني وأجرى الرئيس عون سلسلة اتصالات في الداخل والخارج بقيت بعيدة من الإعلام أكد خلالها رئيس الجمهورية على وقف التطورات العسكرية بأسرع وقت ممكن ووعدت لجنة مراقبة تنفيذ القرار 1701 بأن تتحرك خلال 24 ساعة للحد من تداعيات ما حصل.
وزير الخارجية البريطاني: قلق من التصعيد على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية
كتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في موقع "إكس": "نشعر بالقلق إزاء تقارير التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية. نحثّ جميع الأطراف بشدة على ضبط النفس. يجب أن نضمن أن يفتح اتفاق وقف إطلاق النار هذا الطريق نحو سلام دائم".
رئيس الوزراء القطري يبحث هاتفيًا مع نواف سلام
أجرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، اليوم اتصالًا هاتفيًا، مع دولة الدكتور نواف سلام، رئيس وزراء الجمهورية اللبنانية، وجرى خلال الاتصال، استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، ومناقشة آخر المستجدات في لبنان، لا سيما اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال الاتصال، عن إدانة دولة قطر للقصف الإسرائيلي الذي استهدف جنوب لبنان، مؤكدا في هذا السياق ضرورة التزام الأطراف الكامل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية. كما جدد وزير الخارجية موقف دولة قطر الثابت والداعم للجمهورية اللبنانية، ووقوفها المستمر إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق.
لودريان الثلاثاء في بيروت
كشف مصدر سياسي لـ "بيروت تايمز" ان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي ينتظر وصوله الى بيروت بعد غد الثلاثاء سيبحث موضوع حاكمية مَصْرِف لبنان مع المسؤولين اللبنانيين في اطار مناقشة موضوع متابعة الاصلاحات التي تحرص باريس على انجازها بأسرع وقت ممكن.
وقال المصدر انه ليس سرًا ان فرنسا تدعم تعيين سمير عساف حاكمًا لمصرف لبنان، لكن يبدو ان عساف كما ابلغ مؤخرًا اكثر من مصدر انه لا يرغب بتولي هذه المسؤولية، وبالتالي فان المفاضلة تكاد تكون محصورة بين كريم سعيد وجهاد أزعور.
واضاف المصدر ان زيارة لودريان غير محصورة بموضوع حاكمية مصرف لبنان بطبيعة الحال، بل تشمل بحث متابعة مواضيع اساسية مطروحة أبرزها متابعة موضوع الإصلاحات وحث الحكومة على تسريع الخطوات المطلوبة في هذا المجال لفتح الباب اما السعي الجاد لتقديم الدعم والمساعدات للبنان.
ويضاف الى ذلك أن لودريان سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين الوضع في الجَنُوب وتنفيذ كامل بنود وقف النار والتطورات الأخيرة بعد تصعيد الأمس، وبطبيعة الحال، ستتناول الزيارة المرتقبة للرئيس جوزاف عون الى باريس في 28 الجاري الخطوات التي يمكن القيام بها على ضوء نتائجها.
الوضع المحكوم بالواقع الأمني
قال خبير عسكري لـ "بيروت تايمز" أن توقيت إطلاق النار من لبنان يتزامن مع انشغال جيش الاحتلال مجددًا في غزة وعودة جرائم الإبادة هناك، إلى جانب تصاعد الضغوط الأميركية على الدولة اللبنانية للتخلي عن جزء من جزء من أراضيها في الجنوب اللبناني
اضاف الخبير: أن التطور في الجنوب اللبناني رغم خطورته - يبقى محكوما بالواقع الأمني المعقد في الجنوب، حيث يخضع لمراقبة مشددة من الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل واللجان المعنية بتطبيق وقف إطلاق النار، وجميعها عوامل تحدّ من إمكانية تصاعد مثل هذه العمليات.
Comments