bah سوريا .. " ال "التعريف تفتح ابواب المجهول - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

سوريا .. " ال "التعريف تفتح ابواب المجهول

03/24/2025 - 21:57 PM

absolute collision

 

طريقي >>>>>>

 

 

........عدنان القاقون

 

في تقرير مطول نشرته الزميلة الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، يكشف الباحث السياسي السوري سلطان الكنج عن تسجيل صوتي سابق للسيد حسن الدغيم مسؤول التوجيه المعنوي في الجيش السوري الحر سابقا والناطق باسم لجنة الحوار الوطني السوري حاليا يقول فيه صراحة "ان أبو محمد الجولاني (احمد الشرع) شخص براغماتي، يضحي بأي شيء وأي شخص من اجل الوصول الى السلطة".!

من حق قطاعات كبيرة من الشعب السوري ان تقلق، ومن حق الدول المجاورة ان تتحسب مما تحمله أيام الدولة السورية الجديدة. وتتعمق الريبة أيضا وايضا مع صدور الإعلان الدستوري الذي نصب رئيس السلطة في دمشق حاكما مطلق الصلاحيات. يعين ثلث أعضاء السلطة التشريعية (البرلمان) ، وكذلك رئيس المحكمة الدستورية ،كما منحه النظام الرئاسي سلطة تعيين اعضاء السلطة التنفيذية ورسم خارطة تحرك أعضائها من الوزراء.

في الإعلان الدستوري الذي ولد منتصف الشهر الجاري في فترة قياسية لا تتجاوز الأسبوع رغم المخاض العسير للازمة وترامي أطرافها أكد في المادة الثالثة منه على ان " دين رئيس الجمهورية الإسلام، والفقه الإسلامي هو المصدر الرئيس للتشريع".

في "ال" التعريف لكلمتي "المصدر الرئيسي للتشريع “يكمن القلق وربما الازمة. فقد حدد الإعلان الدستوري اطارا معينا لمفهوم الدولة الموعودة في بلاد الأربعين حضارة. ولو جاءت نص العبارة "الفقه الإسلامي مصدر رئيسي للتشريع لاختلف المعنى وانخفض مستوى القلق.  لا ادعي اطلاقا التعمق في البعد العقائدي انما هو عبور سياسي سريع يلحظ أيضا الفارق بين ان يكون "الفقه الإسلامي" مصدرا للتشريع، و"الشريعة الإسلامية" مصدرا للتشريع. والسؤال الكبير هنا هو أي من علماء الفقه سيكون مرجعا لرئيس الدولة الذي فتح اسوار دمشق وازاح أكثر من نصف قرن من الحكم الاسدي البائد برايات هيئة تحرير الشام.؟

واضح، ان مواقف رئيس السلطة في دمشق احمد الشرع تعكس المصداقية في قوله ان الزمن نقله من ضفة التطرف الى ضفة الموضوعية فيما يتعلق بالحكم، وواضح جدا أيضا ان سيد قصر المهاجرين لم يتمكن من نقل كل حلفاء السلاح والنصر الى حيث هي قناعاته الجديدة وهذا ما يفسر اعمال العنف الوحشية الدامية في عدد من المناطق وتحديدا الساحل السوري.

الإعلان الدستوري لم يشق طريقه نحو القبول داخليا خاصة في معسكر الأقليات، كما خيب آمال الطامعين بالدولة المدنية، ولم يواكب مطالب دول الجوار وقوى الامر الواقع الدولية التي اجتمعت في الأردن في ديسمبر الماضي وشددت علي " أهمية دعم عملية انتقالية سلمية في سوريا تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية، بما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة".

أربعة اشهر تقريبا من الإطاحة بنظام الأسد ، لم تتمكن السلطة الانتقالية حتى الان من كسب ثقة المجتمع الدولي ولا تزال هيئة تحرير الشام ،رغم تقاطر الوفود الدبلوماسية إلى دمشق، منظمة إرهابية وفق التصنيف الأميركي الدولي. ويبدو يوما بعد آخر ان أولوية الامن يزحف وبقوة على بساط الامر الواقع على حساب الأمل بعدالة انتقالية ، وهو الامر الذي يعزز توقعات البعض بان سيناريو اسقاط نظام صدام حسين عام ٢٠٠٣ مرشح للتكرار وان بصورة مغايرة.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment