تحليل اخباري
......................................
في عيد بشارة العذراء مريم الرئيس عون يتحدث عن "انطلاقة جديدة" للبنان
سلام من طرابلس: الحكومة تحرص على استدامة الامن في المدينة وحماية أبنائها
مصادر وزارية لـ "بيروت تايمز " زيارة رئيس الحكومة إلى طرابلس مهمة جدًا و "ضربة معلم"
بيروت - بيروت تايمز - كتبت الاعلامية منى حسن
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على أهمية عيد بشارة العذراء مريم، الذي يحتفل به لبنان رسميًا، داعيًا إلى جعله "انطلاقة جديدة لترسيخ وحدتنا الوطنية الحقيقية بما يؤسس لمستقبل مشرق للبنان، الذي سيظل، بعون الله، ملاذًا للحرية، والمساواة، والتسامح."
وفي كلمة له بالمناسبة، قال الرئيس عون: "يطل علينا عيد بشارة العذراء مريم كعيد وطني شئناه فرصة لتجديد عهد التمسك بمبادئ العيش المشترك التي تأسس عليها لبنان منذ نشأته.
وفي وقت نعيش فيه أصعب التحديات على مختلف الأصعدة، من أزمات اقتصادية خانقة، وضغوطات سياسية، وتحديات أمنية، تبقى هذه المناسبة تذكيرًا بقدرة لبنان على الصمود في وجه المحن، وبأن الشعب اللبناني الذي عاش معًا قرونًا طويلة من التعاون والتآخي قادر على تخطي الأوقات الصعبة."
وأضاف عون أن "عيد بشارة العذراء مريم، الذي يمثل قيمة عظيمة في العقيدتين المسيحية والإسلامية على حد سواء، هو تذكير لنا كيف يمكن للإيمان أن يكون مصدرًا للقوة في الأوقات العصيبة، وكيف أن التسامح والرحمة لا يعترفان بالحدود الدينية أو الطائفية." مشددًا على أن "لبنان الذي نؤمن به هو المؤمن بالتعددية الدينية والثقافية أساسًا للسلام."
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن العالم والمنطقة يمران بأزمات كبرى، ما يجعل الرسالة اللبنانية في العيش المشترك والتسامح أكثر أهمية من أي وقت مضى، قائلاً: "فلنجعل معًا، من هذه المناسبة، انطلاقة جديدة لترسيخ وحدتنا الوطنية الحقيقية بما يؤسس لمستقبل مشرق للبنان."
عيد البشارة
يُعتبر عيد بشارة العذراء مريم مناسبة وطنية تحتفل بها مختلف الطوائف اللبنانية، وهو العيد الوحيد الذي يجمع المسيحيين والمسلمين معًا في لبنان، إذ يعد حدث البشارة جزءًا من العقيدة المسيحية والإسلامية، حيث تُكرم العذراء مريم في الديانتين باعتبارها رمزًا للطهارة والإيمان.
وقد تم إقرار هذا اليوم عيدًا وطنيًا في لبنان عام 2010، ليكون محطة سنوية لتعزيز قيم العيش المشترك والانفتاح بين مكونات المجتمع اللبناني، خاصة في ظل الأزمات التي تمر بها البلاد. ويؤكد القادة اللبنانيون في هذه المناسبة على ضرورة الحفاظ على النموذج اللبناني القائم على التعددية والتسامح، في وقت يشهد العالم تزايدًا في النزاعات والانقسامات الدينية والسياسية.
زيارة نواف سلام الى طرابلس
وصل رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إلى عاصمة الشمال طرابلس، على متن طوافة عسكرية هبطت في ملعب طرابلس الأولمبي، في زيارة رسمية برفقة عدد من الوزراء البارزين.
تأتي زيارة نواف سلام في إطار جولة لتفقد الأوضاع الأمنية والتنموية في مدينة طرابلس والشمال بشكل عام. بعد وصوله، توجه رئيس الحكومة والوزراء المرافقين إلى سرايا طرابلس، حيث عقدوا اجتماعات مع المسؤولين المحليين لمناقشة أبرز القضايا المتعلقة بالبنية التحتية، والخدمات العامة، وكذلك الوضع الأمني في المدينة.
ضربة معلم
وصفت مصادر وزارية لـ "بيروت تايمز " زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى طرابلس بالمهمة جدا وبأنها "ضربة معلم" خصوصاً بعدما حاول أحد أقطابها الإيحاء بأنه عاود الاهتمام بها، فيما القاصي والداني يعرف أنه أهمل قضاياها وملفات أبنائها.
بداية اكد الرئيس سلام "حرص الحكومة على استدامة الامن في طرابلس وحماية ابنائها"، داعيا الى" اكبر تنسيق بين مختلف الاجهزة الامنية والعسكرية، وعدم التهاون مع المخالفين لاعادة ثقة المواطنين بالدولة".
وعقد سلام اجتماعا في قاعة الاستقلال في السرايا، في حضور نائب رئيس الحكومة طارق متري ووزراء الداخلية والدفاع والاشغال والتربية، احمد الحجار، ميشال منسى، وفايز رسامني وريما كرامي، محافظ الشمال رمزي نهرا وقيادات امنية وقضائية.
سرايا طرابلس
ترأس رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي لمحافظة لبنان الشمالي في سرايا طرابلس، خلال زيارة أجراها للمدينة. وأكد سلام "ضرورة الحفاظ على الأمن وضبط الاستقرار في المدينة". معتبراً أنه "لا غطاء على أي مخلّ بالأمن"، طالباً بالتشدد في قمع المخالفات.
وشدد سلام على "ضرورة ضبط الحدود ومكافحة التهريب، وفق خطة أمنية جديدة من الواجب العمل على تطبيقها سريعا. وفي هذا السياق تأتي زيارة وزير الدفاع إلى سوريا للبحث مع المسؤولين هناك في كيفية ضبط الحدود ومنع التجاوزات والتعديات".
كما طلب الرئيس سلام من الأجهزة الأمنية "العمل على مكافحة تجارة المخدرات وتهريبه وترويجه". وقد استمع سلام إلى تقارير من المسؤولين العسكريين والأمنيين في المدينة، مطالباً بوضع خطة وطنية لسحب السلاح من أيدي المواطنين، وضبط التعديات على الأملاك العامة والخاصة. معتبراً أن "الحكومة حريصة على توفير كل القدرات والتجهيزات للأجهزة الأمنية والعسكرية لتحقيق النتائج المرجوة".
وأشار سلام إلى "ضرورة التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية للعمل بفعالية، ورفض الخضوع لأي ضغوط لإطلاق سراح المخلين بالأمن"، معتبراً أن "الناس لا تهوى الإخلال بالأمن، ويجب توفير الظروف الاجتماعية والمعيشية المؤاتية لمنع كل ظواهر التفلت الأمني أو الاجتماعي".
لافتاً إلى أن "الحكومة بصدد إعداد مشاريع لتفعيل القطاعات الحيوية في محافظة الشمال، بهدف توفير فرص العمل ومكافحة البطالة التي تتسبب بالكثير من المشاكل".
وتعهد سلام بـ "إجراء زيارة ثانية إلى الشمال، لإطلاق العديد من المشاريع الحيوية، على أن تكون الزيارة مقرونة بالأفعال وبالخطط الفعالة، ولا سيما في تفعيل عمل مرفأ طرابلس، والمنطقة الاقتصادية الخاصة، والمعرض، وغيرهم، وهذا ما التزمت به الحكومة في بيانها الوزاري".
وقال سلام: "إن طرابلس والشمال قلب لبنان، وكل الشمال يحتاج إلى خطة نهوض اقتصادية، تنموية، لأن الإنماء هو الذي يولّد الانتماء. ولأنه لا بد من القضاء على الإهمال الذي تعيشه طرابلس والشمال منذ سنوات"، مؤكداً العمل على "رفع الظلم والقهر عن الشمال".
وعن موضوع السجون والاكتظاظ، أشار سلام إلى العمل على وضع خطة للسجون "لتخفيف الظلم الذي يطال الموقوفين، بالإضافة الى العمل على تسريع المحاكمات وإنشاء محاكم في السجون لتسريع إصدار الأحكام، لأن عشرات الموقوفين يقبعون في السجون منذ سنوات بلا أي محاكمة وهذا ظلم انساني لا يجوز".
اجتماع مع نواب طرابلس
عقد الرئيس سلام اجتماعاً مع نواب طرابلس والمنية - الضنية، حضره النواب أشرف ريفي، إيهاب مطر، الياس خوري، فيصل كرامي، جهاد الصمد، أحمد الخير، طه ناجي، عبد العزيز الصمد، وجميل عبود.
وأشار سلام الى ان زيارته إلى طرابلس "ليست رمزية، بل لها صلة بوضع خطة أمنية لضبط الامن والاستقرار، ولها طابع إنمائي يرتبط بمطار القليعات وبمشاريع مختلفة".
وأكد سلام أن "لبنان يحتاج إلى خطط عديدة لتحسين ظروف المعيشة للبنانيين ولعناصر الأجهزة الأمنية والعسكرية وسائر موظفي الدولة"، معتبراً أن "ذلك يحصل من خلال زيادة الموارد عبر تعزيز الجباية من الرسوم الجمركية وتحسين الموارد المالية ولن نلجأ إلى فرض الضرائب والرسوم، بل مكافحة التهريب والتهرب الضريبي".
ورحّب النواب بزيارة سلام، مثنين على هذه الخطوة، معتبرين أنها "زيارة ميمونة ومباركة إلى الشمال"، وأكدوا أن "مدينة طرابلس فيها كل مقومات العيش المشترك، وفيها الكثير من القطاعات الانتاجية مطالبين الحكومة بالعمل على الاستثمار بها".
وقال النواب إن "طرابلس تريد الدولة، وعلى الدولة أن تحتضنها"، مشيرين إلى أنه "مع تشكيل الحكومة بدأ الأمن يتحسن تدريجياً في المدينة". وأعرب النواب عن تفاؤلهم بمسيرة الحكومة وبما يمكنها تحقيقه.
مطار القليعات
انتظر نواب عكار في مطار القليعات للقاء رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، خلال زيارته إلى شمال لبنان. التي تأتي في وقت تتجه فيه الأنظار إلى المطار وأهميته.
كشف رئيس مجلس الوزراء نواف سلام "إنجاز اتفاق مع شركة دار الهندسة لإعداد دراسة مجانية لتشغيل مطار القليعات، وخلال ثلاثة أشهر سيتم تقديم تصور أولي لمخطط توجيهي لانطلاق آلية العمل في هذا المرفق".
كلام سلام جاء خلال زيارة إلى محافظة عكار، بدأها من المطار حيث هبطت المروحية التي تقلّه على مدرجه، وجال في أرجائه، واعداً بزيارة ثانية إلى المنطقة لإطلاق المخطط التوجيهي ومشاريع أخرى.
وأشار إلى "أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، للدخول في استثمارات كثيرة وخصوصاً في الشمال، ولا سيما في المطار". وقال: "ترأست بالأمس اجتماعاً للمجلس الأعلى للخصخصة في سبيل إعادة تفعيله".
أضاف: "لا نعتبر أنفسنا في حالة بعد عن عكار، وإن كانت بعيدة جغرافياً عن بيروت. نحن نعلم ما الذي عانته عكار على مدى عشرات السنوات من إهمال، ولدينا خطط واضحة لرفع الظلم عنها. وهناك حاجة ماسة وضرورة لضبط الحدود".
وشدداً على "الجهوزية الكاملة لتحقيق الاستقرار، ودعم عكار في مواجهة كل المشاكل التي تعاني منها، بالإضافة الى ملف النزوح السوري المستجد في الفترة الأخيرة، ومعالجة كل الاشكالات التي تحصل على المعابر".
من جهتهم، رحب نواب عكار بسلام، واعتبروا أن "وجوده تأكيد على الالتزام بخطاب القسم والبيان الوزاري"، ولفتوا إلى أن "زيارة سلام إلى مطار رينيه معوض في القليعات، هو دليل على الاهتمام بالمنطقة من الباب التنموي"، مشددين على "ضرورة تفعيل عمل المطار لما يمثله من حاجة اقتصادية ووطنية، ويحسن من الدخل الوطني".
وقال النواب إنهم يبنون "آمالاً كبيرة على الحكومة وخطتها، في تحقيق الإنماء المتوازن، بالإضافة إلى تحسين قطاع المواصلات في الشمال وتحسين البنية التحتية". واعتبروا أن "الزيارة تاريخية وتأسيسية للمستقبل على صعيد المشاريع التي يمكن العمل على إطلاقها".
وكشف وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني أن "وفداً من شركة دار الهندسة زار المطار قبل فترة، وقدم تصوراً أولياً، للعمل في سبيل تفعيل المطار". معتبرا أن "هناك فرص للاستفادة من الموقع الجغرافي للمطار، مما يعزز فرص استقطاب المستثمرين". وقال: "نحن سنعمل وفق مسارين، تشغيل المطار وتعزيز التنمية في المنطقة، وهنا يمكن التفكير بجعله مطاراً للشحن من خلال الاستفادة من قرب مرفأ طرابلس، وخلق منطقة حرّة فيه، والتفكير بإمكانية خلق منطقة لصيانة الطائرات أيضاً".
وزير الداخلية احمد الحجار
من جهته، أكد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، "الجهوزية الكاملة لإجراء الانتخابات البلدية في موعدها، بكل شفافية وحيادية ومن دون أي تدخل". وقال الحجار: "إن الأجهزة الأمنية لديها كل المعلومات حول الجرائم التي ترتكب في طرابلس، وطلب من الأجهزة الأمنية التشدد في مواجهة هؤلاء المخلين بالأمن، وعدم الأخذ في الاعتبار أي انتماء سياسي وعدم الرضوخ لأي حماية سياسية يتم توفيرها لهؤلاء الذي يرتبكون الجرائم".
وأكد الوزير حجار: أن "أي تقصير من قبل الأجهزة الأمنية سيعرّض المقصّر إلى المحاسبة".
مورغان أورتاغوس
في انتظار عودة اورتاغوس المفترضة الى لبنان، لا يزال الموقف اللبناني متماسكا حتى الآن، لجهة رفض اي مفاوضات مباشرة مع "اسرائيل"، وكذلك رفض رفع مستوى التمثيل في اللجان الاميركية المقترحة الى سياسيين. ووفق مصادر مطلعة ل "بيروت تايمز " على اللقاء الثلاثي الاخير بين الرؤساء الثلاثة قبل افطار بعبدا، فانه تم التوافق على ان تكون أولوية لبنان هي تطبيق وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس وتحرير الأسرى اللبنانيين. ووفقا للمعلومات، تواصل الرئيس عون مع اورتاغوس ووضعها في اجواء الموقف اللبناني. علما ان باريس، العارفة بتعقيدات الوضع الداخلي، تدعم الموقف اللبناني، وتضغط لكي يحصر التمثيل في اللجان بتقنيين.
وأكدت مصادر سياسية لـ "بيروت تايمز " أن زيارة الموفدة الأميركيّة مورغان أورتاغوس الثانية الى لبنان اذا حصلت، أقل فإنها لن تكون أقل جدلاً من الأولى، لا سيما أنها قد تطرح خلالها تشكيل لجان ديبلوماسية لإجراء مفاوضات بين لبنان و "إسرائيل"، وكذلك قد تحمل معها مطالب بوضع جدول زمني لنزع سلاح حزب الله، وهي اكدت بالامس، أن «الولايات المتحدة تتمتع بعلاقة قويّة مع لبنان، وتتعزّز "شراكتنا" تحت قيادة الرئيس جوزاف عون ورئيس الوزراء نوّاف سلام. ونواصل الدفع نحو إجراء الإصلاحات الضرورية بشكل عاجل، حتى يتمكّن لبنان من أن يكون مرّة أخرى النجم اللامع في الشرق الأوسط».
وفي ردّها على الرسائل الثلاث التي أرسلتها إلى الرؤساء عون ونبيه برّي وسلام، للدفع باتجاه تشكيل لجان وتسريع العمل لحلّ الإشكاليّات الأمنيّة في الجنوب، قالت أورتاغوس: "نحن لا نفصح عن محادثاتنا مع الحكومة اللبنانية، ولكن نحن ندفع الطرفين نحو التفاوض على اتّفاق حدودي طويل الأمد".
وصول أورتاغوس بعد عيد الفطر
من المتوقع أن تصل إلى لبنان، في الأسبوع الأول بعد عيد الفطر، الموفدة الأميركيّة مورغان أورتاغوس لمواكبة سير تطبيق القرار 1701 والمراحل التي قطعها حتى اليوم. استناداً لزيارتها الأولى التي أنتجت تشكيلاً سريعاً للحكومة بقوة الفرض، فإن جدول أعمال الزيارة المرتقبة يتعلق بالوضع في الجنوب وسلاح حزب الله. تكشف المعلومات المستقاة من مصادر العاملين على خط تنظيم الزيارة أن البحث سيتركز مع الرؤساء الثلاثة وتطبيق القرار 1680 الذي يؤكد على تطبيق القرار 1559، ويدعو الحكومة اللبنانية إلى ممارسة سلطاتها الكاملة دون تدخل خارجي، ويدعو سوريا إلى ترسيم الحدود مع لبنان انطلاقاً من مزارع شبعا.
إسرائيل تستبيح الأجواء اللبنانية
ونستطيع القول امتص لبنان السياسي صدمة الصواريخ المتفلتة ونجحت الاتصالات المكثفة التي اجراها الرئيسان عون وسلام في تحييد بيروت عن الردود الإسرائيلية والتخفيف من حدتها واتساعها. وعلى الرغم من استمرار الخروقات الإسرائيلية اليومية لقرار وقف إطلاق النار، فإن الضغوط الأميركية حول تشكيل لجان مدنية ودبلوماسية للتفاوض المباشر مع إسرائيل تلقى رفضا رسميا لبنانياً حيث "الأولوية هي لتطبيق وقف إطلاق والانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس وتحرير الأسرى اللبنانيين".
مسؤول لبناني اشار لـ "بيروت تايمز" الى ان رئيسا الجمهورية والحكومة أجريا اتصالات مكثفة مع رعاة اتفاق وقف النار، الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة، لخفض التصعيد والحؤول دون استهداف بيروتوضواحيها. وعلى أعين العالم كله، تستبيح إسرائيل الأجواء اللبنانية ولا تعير وزناً لاتفاق وقف إطلاق النار، وتطلق العنان لعدوانيّتها لتُترجم توغلات يومية في اتجاه الأراضي اللبنانية، واستهدافات متتالية للمدنيِّين خصوصاً في المناطق والقرى اللبنانية المتاخمة للخط الحدودي، وانتهاكاً للسيادة الوطنية بالتحليق اليومي لطيرانها الحربي والتجسسي الذي احتل بالأمس أجواء بيروت والضاحية الجنوبية. ولبنان الذي يؤكّد التزامه بمندرجات القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، يحتكم إلى لجنة مراقبة تنفيذ الاتفاق وراعيها الأميركي تحديداً، لعله يُستجاب لطلبه ردع إسرائيل ومنع اعتداءاتها.
مصدر مسؤول فال لمراسلة "بيروت تايمز "، إن الجانب اللبناني يلقي المسؤولية على لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، خصوصاً أنّ إسرائيل زادت من تفلّتها في الآونة الأخيرة، وتعزّز باعتداءاتها المخاوف من تدهور الوضع من جديد. وعلى خط موازٍ يتحرّك رئاسياً وحكومياً اتجاه اللجنة، وعلى أكثر من خط خارجي، ويتلقّى وعوداً وتطمينات لا تبدّل على أرض الواقع شيئاً.
الخط الداخلي
أمّا على الخط الداخلي، فالكلّ في انتظار التوقيت الذي تطلق فيه الحكومة فعلياً إشارة البدء بتنفيذ برنامجها الإصلاحي والإنقاذي، ولاسيما أنّ المواطن اللبناني، الذي انهمرت عليه زخات من الوعود الحكومية اليومية منذ التكليف وما بعد التأليف والثقة، بات شديد الرغبة والإلحاح لأنّ يَلمس لمس اليد أفعالاً وانجازات.
قلق دولي
علمت "بيروت تايمز" أنّ مسؤولاً دولياً نقل إلى الجهات المسؤولة في الدولة مخاوف من انزلاق الوضع إلى توترات خطيرة. واللافت في ما نقله المسؤول تأكيده أنّ "إسرائيل تتحمّل مسؤولية كبرى في هذا الأمر، نظراً لعدم التزامها كما يجب باتفاق وقف إطلاق النار وعدم انسحابها من مجموعة النقاط على الجانب اللبناني من الحدود، وهذا الأمر من شأنه أن يُشكّل عامل تفجير للوضع".
وأكّد المسؤول الدولي وقوف الأمم المتحدة إلى جانب لبنان، وتأكيدها على جميع الأطراف الحفاظ على الأمن والاستقرار، ولاسيما على الجانبَين اللبناني والإسرائيلي من الحدود، مُقدِّراً الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني، خصوصاً في منطقة جنوب الليطاني. لافتاً في الوقت عينه إلى أنّ قوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل» على تنسيق كلّي مع الجيش اللبناني، والتقارير التي تُرفَع، لا تؤشر إلى وجود مسلحين أو مظاهر مسلحة جنوب الليطاني، كما لا تؤشر إلى حصول أي خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار من منطقة جنوب الليطاني
مصدر مسؤول قال لـ "بيروت تايمز": ان الجانب اللبناني يتحرك رئاسيا ً وحكوميا ّ على أكثر من خط خارجي ويتلقى من لجنة ً مراقبة وقف النار وعودا وتطمينات لا تبدل على أرض الواقع شيئا….
مهمة شاقة
اكدت مصادر نيابية لـ "بيروت تايمز" ان لبنان يعيش مهمة شاقة نحو الاستقرار والإعمار ولا بد من تغليب للمصالح الوطنية العليا، وإلا فإن الزخم السياسي الخليجي والعربي وحتى الدولي الداعم لبنان سيتراجع، ولن يستفيد منه اللبنانيون، لأن ترتيب البيت الداخلي شرط أساسي لأي تغيير مستدام… وان ما يشهده لبنان لا يتجاوز "تفاهمات الضرورة" بين قوى السياسية، ولفتت المصادر النيابية إلى أن النقاشات حول القانون الانتخابي عكست واقع البلد بكل خلافاته وتناقضاته، ما يؤشر إلى معركة سياسية لن تكون سهلة ومحفوفة بالتأكيد بكل الاحتمالات ومخاوف من تجدد التوترات…
وتؤكد جهات اقتصادية وسياحية لـ "بيروت تايمز" بأن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة لم تؤثر على الحجوزات من قبل المغتربين اللبنانيين، الذين سيقضون عيد الفطر في بلدهم، والأمر عينه لرعايا من جنسيات مختلفة لاسيما العراقية والأردنية.
الخط الداخلي
أمّا على الخط الداخلي، فالكلّ في انتظار التوقيت الذي تطلق فيه الحكومة فعلياً إشارة البدء بتنفيذ برنامجها الإصلاحي والإنقاذي، ولاسيما أنّ المواطن اللبناني، الذي انهمرت عليه زخات من الوعود الحكومية اليومية منذ التكليف وما بعد التأليف والثقة، بات شديد الرغبة والإلحاح لأنّ يَلمس لمس اليد أفعالاً وانجازات.
ويقول خبير انتخابي إن تحديد مواعيد الانتخابات البلدية والاختيارية حرّك الوضع الاقتصادي في القرى والبلدات والمدن، خصوصاً أن المرشحين سيُظهرون اهتماماً مادياً في أنشطة البلدات.
برقيّة تهنئة من وديع الخازن للراعي: آمل أن ينهض لبنان من كبوته الطويلة..
أبرق عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، إلى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مهنئًا إياه بعيد بشارة السيدة العذراء.
وأعرب في برقيته، عن تقديره العميق لمواقف البطريرك الراعي الوطنية والروحية، مشيدًا بـ"تضحياته الجسيمة في سبيل إبقاء لبنان مركز استقطاب للعالم".
وأثنى على "جهود البطريرك في تحمل هموم الوطن بصلابة الإيمان"، معربًا عن أمله في أن "ينهض لبنان من كبوته الطويلة بفضل هذه الجهود المخلصة".
وختم الخازن برقيته بالدعاء للبطريرك الراعي بأن "يديمه الله ذخراً كنسياً ومرجعاً لطائفته، وبركة روحية وبصمة وطنية. لا تمحوها الأيام"، متمنيًا له "عيد بشارة مباركا.
Comments