bah وزير التجارة الاميركي... أخطأ في طرق الابواب - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

وزير التجارة الاميركي... أخطأ في طرق الابواب

03/25/2025 - 21:39 PM

Atlas New

 

 

نافع حوري الظفيري *

 

لا نفتري حتى ولو افترى علينا الآخرون، ولا تأخذنا عزة الكبر فنخرج عن اللِّيَاقَة، بل نتحدث بهدوء، ونقارب الأمور من موضعها الطبيعي، لهذا فإن تصريح وزير التجارة الأميركي، لا يمكن التعاطي معه من موقع التهويل، فهو اساسا اعتمد معلومات خاطِئة مئة في المئة، وكان أقرب إلى الشعبوية، اكثر منه تصريحا يحدد فيه اذا كانت هناك مشكلة بين دولتين.

ففي هذه النقطة بالذات إن العلاقات الاميركية – الكويتية اصلب كثيرا من قول أطلقه وزير، حتى لو كان مقرباً من الرئيس الاميركي، ومن خاصته السياسية.

ثانيا: ليست الكويت ناكرة للجميل، بل هي حافظة له، منذ وقت طويل، وتعمل وفق هذا المنظور، مع الولايات المتحدة تحديداً، فاغلب الاستثمارات الكويتية فيها، وهي من اوائل الدول التي تستثمر ايضاً بسندات الخزينة الاميركية.

ثالثا: لن نعود الى الارقام التي سبقنا غيرنا لإظهارها على حقيقتها، خصوصا فيما يتعلق بتكلفة حرب التحرير، ففي هذا الشأن شطح الوزير كثيرا، الى حد ينم عن جهله بالحقائق، خصوصا قوله انها- اي الحرب - كلفت الولايات المتحدة مئة مليار دولار، فهي لم تدفع ذلك الرقم ابداً، بل ان دول "مجلس التعاون" الخليجي، وتحديدا السعودية والكويت، دفعت ما يزيد عن 54 مليارا، وكانت تكلفة الحرب، نحو 61 مليارا، وبالنسبة الاقل، والتي لا تزيد عن خمس مليارات، دفعتها واشنطن، وفي المقابل اخذت عقود اعادة الاعمار.

رابعا: ان الرسوم الجمركية الكويتية موحدة على كل البضائع التي تستورد من كل انحاء العالم، وهي خمس في المئة، وهذا ينفي قول الوزير ان هناك استغلالاً كويتياً لرفع الرسوم على البضائع الاميركية، بل عليه ان يعترف بهذا ان الكويت تستورد من اميركا 3.4 مليار، وتبلغ صادراتها اليه 1.7 مليار، اي ان هناك خللا كبيرا، وفيه ترجح الكفة لمصلحة واشنطن.

خامسا: في العلاقات الكويتية – الاميركية ليست هناك سياسة مواربة الابواب، فالجميع يدرك ان المسارات مفتوحة على الصعد كافة، إمّا اذا كان الوزير هوارد لوثنيك يريد ان يسوق لفكرة ما، فإنه اخطأ في الباب الذي كان يريد طرقه، إمّا اذا كان يريد البروباغندا الشعبية الاميركية، فهو ابحر بقارب مثقوب.

سادسا: من الواضح ان الادارة الاميركية الحالية تطلق الكثير من القنابل الدخانية في كل الاتجاهات، وتحاول ان تستفيد من ذلك باصطياد فوائد اثبتت الاشهر الماضية انها غير موفقة بذلك، اكان في كندا او المكسيك او غرينلاند، او بنما، او غزة.

استنادا إلى ذلك، ما هو المطلوب من الكويت للرد؟

اولا: مخاطبة العقل الاميركي باللغة التي يفهمها، عبر فريق علاقات عامة كويتي مدرك ويعرف المجتمع الاميركي خير معرفة.

ثانيا: اظهار الحقائق والارقام والواقعية، عبر عمل منظم، ومتقن، وفي وسائل الاعلام الاميركية.

ثالثا: الرد باللغة التجارية، وفق المواثيق والقوانين الدولية، والاميركية.

رابعا: الاخذ بعين الاعتبار ان المصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين اكبر بكثير من شطحات بعض الوزراء، او الديبلوماسيين الحاليين او السابقين، لان لو كان هذا التصريح من وزير او ديبلوماسي سابق، ايضاً، لكان التجاهل افضل.

خامسا: نعود الى ما سلف حول نكران الجميل الذي المح اليه الوزير، فهو يدل على عدم إطلاع على الحقائق التاريخية، خصوصا ان الرجل الذي كان في المنصب الرئاسي الاول في واشنطن عندما تحررت الكويت، اي جورج بوش الاب، هو من الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه الوزير لوثنيك، والادارة الحالية الاميركية، ولم يسبق ان ذكر أحد من منذ العام 1991 حتى الامس القريب، الارقام التي ذكرها، ما يعني ان هذا القول من عندياته، وهذا خطأ، يمكن تداركه.

يبقى القول ان الكثير من الاقوال تطلق بين الحين والاخر، وعلينا ان ننتبه الى ما يخفى من ذلك الكلام، ولا نهتز، فالكويت تبقى هي الكويت التي لا يمكن لاحد استفزازها.

اخيرا... حفظ الله الكويت.

 

* محام، وكاتب كويتي

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment