bah الحكومة السورية الجديدة: خطوة نحو التغيير أم تجربة تحت المجهر؟ - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الحكومة السورية الجديدة: خطوة نحو التغيير أم تجربة تحت المجهر؟

03/31/2025 - 16:46 PM

absolute collision

 

 

رامز الحمصي

مع اقتراب الإعلان عن الحكومة السورية الجديدة، تتجه الأنظار نحو ملامح هذه التشكيلة التي ستكون الأولى منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر. ماذا نعرف عنها؟

إنها حكومة انتقالية من 22 وزيراً، تعمل ضمن نظام رئاسي وفق الإعلان الدستوري الجديد، دون رئيس وزراء، مع أمين عام لمجلس الوزراء.

ستضم تنوعاً لافتاً: عرب وأكراد، مسلمون ومسيحيون، سنة وعلويون ودروز، إلى جانب رجال أعمال، تكنوقراط، وخريجين من جامعات غربية. كما ستشمل امرأة واحدة على الأقل، ووزيراً انشق عن نظام الأسد في 2011، بينما تسند حقائب سيادية كالدفاع والخارجية لـ"هيئة تحرير الشام". وسيتم الإعلان عن هيئات جديدة تابعة لرئاسة الجمهورية.

هذه التشكيلة تبدو واعدة على الورق، فهي تجمع بين التنوع الاجتماعي والكفاءة الأكاديمية، مع إشارة إلى مصالحة رمزية عبر ضم شخصيات من خلفيات مختلفة. لكن السؤال الأكبر يبقى: هل ستكون حكومة فاعلة أم مجرد واجهة انتقالية؟ غياب رئيس وزراء وتركيز السلطة في النظام الرئاسي قد يثير مخاوف من استمرار مركزية القرار، بينما سيطرة "هيئة تحرير الشام" على الحقائب السيادية قد تثير قلق الداخل والخارج، خاصة مع استبعاد "قوات سوريا الديمقراطية" رغم ضم وزير كردي.

النقاط الأخرى تضيف طبقة من التفاؤل الحذر. وجود رجال أعمال وتكنوقراط يشير إلى توجه نحو إعادة إنعاش الاقتصاد، بينما تعيين عبد القادر حصرية محافظاً لمصرف سورية المركزي قد يكون خطوة لاستعادة الثقة المالية. كما أن ضم امرأة ووزير منشق يعكس محاولة لكسر الصورة النمطية للحكومات السابقة. لكن غياب الكتل السياسية قد يعني إما تركيزاً على الكفاءة الفردية أو تجنباً للصراعات الحزبية، وكلاهما يحمل مخاطر ومزايا.

بحسب حديث مع الباحث السياسي محمد عبيد، فإنه بالنسبة للسوريين، هذه الحكومة تمثل أملاً ليس كبيراً مبدئياً. الشعب الذي عانى الحرب والفقر يريد حكومة تملك صلاحيات حقيقية لمعالجة التحديات، من إعادة الإعمار إلى تحقيق العدالة. لكن الاعتماد الكبير على "هيئة تحرير الشام" في الحقائب الرئيسية، مع استبعاد "قسد"، قد يعيق التوازن الداخلي ويثير شكوك الخارج، خاصة الدول الغربية التي تراقب عن كثب. كما أن وجود محمد البشير في حقيبة وزارية قد يطمئن البعض كونه قاد مرحلة انتقالية سابقة، لكنه يحتاج إلى إثبات فعاليته في دور جديد.

الحكومة الجديدة أمام اختبار صعب: هل ستكون جسراً لسوريا موحدة أم مجرد مرحلة مؤقتة تفضي إلى المزيد من الغموض؟ التنوع والكفاءة خطوة أولى، لكن النجاح يعتمد على قدرتها على تحقيق نتائج ملموسة. السوريون يستحقون حكومة تعكس تضحياتهم، لا مجرد تجربة تحت المجهر. الإعلان السبت سيكون بداية، لكن الأيام القادمة ستكشف الحقيقة.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment