تحليل اخباري خاص لـ بيروت تايمز
...........................................................
مصادر دبلوماسية اميركية كشفت لـ "بيروت تايمز"
المباحثات التي اجرتها اورتاغوس مع الرئاسات اللبنانية الثلاثة كانت بناءة وجيدة وايجابية
مصادر سياسية واسعة الاطّلاع كشفت لـ "بيروت تايمز" قصر بعبدا نجح بالالتفاف على المطالبة الأميركية
بتشكيل ثلاث لجان دبلوماسية وطرح تشكيل لجنة تقنية لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل
بيروت - بيروت تايمز - كتبت الإعلامية منى حسن
استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط السيدة مورغان اورتاغوس، ترافقها نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وسوريا نتاشا فرانشيسكا ووفد مرافق، إضافة إلى السفيرة الأميركية السيدة ليزا جونسون.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية انه تم البحث خلال اللقاء في ملفات الجَنُوب اللبناني، وعمل لجنة المراقبة الدولية، والانسحاب الإسرائيلي والوضع في الجَنُوب، كذلك تطرق البحث الى الوضع على الحدود اللبنانية-السورية والتنسيق القائم بين الجانبين اللبناني-السوري، إضافة الى موضوع الإصلاحات المالية والاقتصادية والخطوات التي تقوم بها الحكومة لمكافحة الفساد، وساد اللقاء أجواء بناءة، وسبقته خلوة بين الرئيس عون والموفدة الأميركية، استمرت نحو نصف ساعة.
أورتاغوس وجولتها الصامتة
بصمت، جالت المبعوثة الأميركية للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس على الرؤساء الثلاثة من دون أن تدلي بأي تصريح في زيارتها الثانية للبنان.
أورتاغوس اتسمت زياراتها الى المقرات الرئاسية بالصمت، وكانت مستمعة جيدة للموقف اللبناني كذلك التقت قائد الجيش رودولف هيكل بالإضافة إلى وزراء ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد حول الأمن والإصلاحات المرتبطة بصندوق النقد الدولي وتناولت الغداء مع وزير الخارجية يُوسُف رجي.
مصادر دبلوماسية أميركية وصفت اجتماع اورتاغوس مع الرؤساء الثلاثة، الجمهورية والحكومة ومجلس النواب بالجيدة والبناءة في وقت غابت فيه مواقف الرؤساء أمام الموفدة الأميركية التي ارتدت في زيارتها الثانية لبيروت قلادة تحمل نجمة داوود ودخلت بها المقرات وما لبثت أن خبأتها مع لقائها برئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة.
وأكدت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ "بيروت تايمز" ان قصر بعبدا نجح بالالتفاف على المطالبة الأميركية بتشكيل ثلاث لجان دبلوماسية وطرح تشكيل لجنة تقنية لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل وقدم الرئيس عون تصورًا جديًا ولكن وفق أولويات بدءًا من الانسحاب الإسرائيلي وصولا الى ترسيم الحدود وتنفيذ وقف إطلاق النار بما يتضمنه لاحقا من حصرية للسلاح بيد الدولة.
سلام - أورتاغوس
استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس، ترافقها نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وسوريا نتاشا فرانشيسكي إضافة الى السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، ووفد مرافق.
تخلل اللقاء بحث في ملفات الإصلاح المالي والاقتصادي حيث أثنت اورتاغوس على خِطَّة الحكومة الإصلاحية، ولا سيما الخطوات التي باشرت بها، خصوصًا رفع السرية المصرفية، ومشروع قانون إصلاح القطاع المصرفي، وإطلاق آلية جديدة للتعيينات في إدارات الدولة، وخطط الحكومة للإصلاح الإداري والمؤسساتي ومكافحة الفساد، كما جرى تشديد على ضرورة الوصول الى اتفاق مع صندوق النقد الدُّوَليّ.
وحول تطورات الوضع في الجَنُوب، تناول البحث التدابير التي يقوم بها الجيش اللبناني لتطبيق القرار ١٧٠١ واتفاق الترتيبات الأمنية لوقف الأعمال العدائية، بالتعاون مع لجنة المراقبة العسكرية، بالإضافة إلى استكمال الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، وعبّرت الموفدة الأميركية عن الارتياح للإجراءات التي بدأت الحكومة باتخاذها في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
كذلك جرى تناول تطورات الوضع على الحدود اللبنانية السورية مع التأكيد على ضبطها بشكل كامل ومنع حصول أي توترات أو فوضى، بالإضافة إلى منع كل أشكال التهريب.
اللقاء الذي دام لأكثر من ساعة، سادته أجواء إيجابية، بدأ بخلوة بين الرئيس سلام والموفدة الأميركية.
بري - أورتاغوس
استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائبة المبعوث الامريكي الخاص الى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس والوفد المرافق بحضور السفيرة الأمريكية في لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان، وتناول اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وثلث الساعة تخلله خلوة بين رئيس المجلس وأورتاغوس حيث جرى عرض للأوضاع والتطورات الميدانية المتصلة بالخروقات والإعتداءات الإسرائيلية على لبنان والتي تتسبب بسقوط ضحايا يومياً وذلك خلافاً لإتفاق وقف إطلاق النار والقرار الأممي رقم 1701.
كما تطرق البحث للإصلاحات المنشودة على أكثر من صعيد خاصة في القطاعات المالية والإقتصادية والإدارية.
بري زود الموفدة الاميركية بقائمة تتضمن 18 قانوناً إصلاحياً أنجزها المجلس النيابي الذي لا يزال ينتظر مشاريع قوانين إصلاحية أخرى من ضمنها إعادة هيكلة المصارف والسرية المصرفية والإصلاح الإداري لا سيما مجلس الإنماء والإعمار. الرئيس بري وصف اللقاء بأنه كان جيداً وبناء.
قائد الجيش استقبل أورتاغوس
استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس مع وفد مرافق بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وكان بحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
تحدثت اورتاغوس، صراحة وبالتفصيل عن ملف السلاح في لبنان وشددت خلال لقاءاتها على ضرورة أن يرافق الإصلاح المالي والاقتصادي مع نزع السلاح غير الشرعي ليستعيد لبنان الثقة، ويتمكن من تأمين اموال إعادة الاعمار.
وهنا وإذ لم تدلي أورتاغوس بأي موقف علني الا ان الصمت كان أبلغ من الكلام، والمواقف التي نقلتها أورتاغوس في جولتها الثانية لم تغيير في دلالة على أن الموقف الاميركي من نزع السلاح أيضًا لم يتغير، وبالتالي مفاعيل هذه الزيارة ستظهر تباعا بعد مغادرة بيروت أورتاغوس غدا على أن تتجه الأنظار إلى التعاطي اللبناني الرسمي مع موقف الأميركي الحاسم.
رجي لبى دعوة اورتاغوس
لبىّ وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، ظهر اليوم، دعوة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس، للغداء في دارة السفيرة الأميركية ليزا جونسون في عوكر. وتناول البحث آخر المستجدات في لبنان والمنطقة.
وشارك في اللقاء نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون بلاد الشام وسوريا نتاشا فرانسيسكا.
جعجع - اورتاغوس
استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في منزله في معراب، الموفدة الأميركية الخاصة لشؤون لبنان مورغان أورتاغوس، ترافقها نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية ناتاشا فرانسيسكا والسفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون، بحضور النائبة ستريدا جعجع.
وتم خلال اللقاء بحث شامل في الأوضاع اللبنانية والإقليمية، مع التركيز على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والترتيبات المرتبطة به، لا سيما تنفيذ القرار الدولي 1701 بمندرجاته كلها، وفي طليعتها بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية، نزع سلاح الميلشييات اللبنانية وغير اللبنانية، ضبط الحدود مع سوريا، السيطرة الكاملة على المعابر الجوية والبحرية، والانتهاء من الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المتبقية في الجَنُوب اللبناني.
كما تناول البحث مشاريع إعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد اللبناني، بما يتماشى مع تنفيذ الاتفاق، حيث أن المدخل الأساسي لأي نهوض اقتصادي حقيقي يبدأ بتطبيق السيادة الكاملة للدولة وبحصرية السلاح بيد الشرعية اللبنانية.
وأكد جعجع أن "موضوع نزع السلاح غير الشرعي هو مطلب لبناني أساسي، لأنه الطريق الوحيد للوصول إلى دولة فعالة في لبنان، ومن دون دولة فعالة في لبنان سنبقى على ما كنا عليه في السنوات العشرين الأخيرة".
أورتاغوس والقوة الناعمة
بالقوة الناعمة مارست مورغان أورتاغوس وجودها مع الرؤساء الثلاثة التي اتسمت هذه اللقاء بالصمت إذ لم يسجل اي بيانات وتصريحات علنية من على المنابر أكان من الجانب الأميركي أو من الجانب اللبناني.
ما بعد زيارة اروتاغوس
ما يحضر أكثر في الكواليس السياسية هو ما تسرّب عن اقتراحات قدّمتها أورتاغوس وأبلغت بها المسؤولين اللبنانيين، لجهة تشكيل ثلاث لجان جديدة تتولى التفاوض على النقاط الخلافية العالقة بين لبنان وإسرائيل، بما في ذلك الانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال إسرائيل تحتلّها، وتحرير الأسرى الذين احتجزتهم إسرائيل في حربها الأخيرة على لبنان، إضافة إلى حسم مصير النقاط لـ13 الحدودية المتنازع عليها.
إلا أنّ أكثر ما أثار الجدل في اقتراح أورتاغوس، وربما القلق، يكمن في طبيعة هذه اللجان، التي لا يريدها الأميركيون "حكرًا" على العسكريين، كما هو الحال مثلاً في كلّ اللجان السابقة، بما في ذلك لجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، التي تشير بعض المعطيات إلى أنّ عملها "معلَّق"، وهو ما يدفع كثيرين إلى الاعتقاد بأنّ الضغوط الأميركية والإسرائيلية على لبنان تهدف عمليا لدفعه نحو التطبيع. وقال مسؤول كبير لـ "بيروت تايمز" نحن ننتظر ما ستحمله الموفدة الأميركية الى لبنان … اما موضوع السلاح فمصيره مرتبط بالحوار الذي يجب ان يحصل حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع.
زيارة أورتاغوس الثانية
تأتي زيارة أورتاغوس الثانية إلى لبنان على وقع عودة الجدل بشأن نزع سلاح حزب الله إلى الواجهة وفي وقت تواصل فيه إسرائيل شن غارات على جَنُوب وشرق لبنان رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر تشرين الثاني، ومنذ بدء سريان اتفاق وقف النار ارتكبت إسرائيل 1384 خرقا له.
وأثارت أورتاغوس غضب حزب الله في فبراير/شباط الماضي بعدما أعلنت أن "زمن ترهيب حزب الله في لبنان وخارجه قد انتهى"، داعية في الوقت نفسه إلى التوصل "لحل سياسي" على الحدود، وترأس الولايات المتحدة مع فرنسا لجنة للإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار، تضم أيضا الأمم المتحدة الى جانب لبنان وإسرائيل.
Comments