تحليل اخباري خاص لـ بيروت تايمز
...........................................................
مصادر اميركية لـ "بيروت تايمز " زيارة المبعوثة الأميركية لم تكن نذير خطر كما أشيع، بل جزء من سياق أكثر هدوءاً تفرضه موازين القوى ومحدودية الخيارات
مصادر رئاسية لـ "بيروت تايمز "بيروت ردت على واشنطن ان سلاح الداخل يتم بالحوار وانسحاب الاحتلال أولا
مصادر اميركية لـ "بيروت تايمز" أورتاغوس كانت متفهمة للمطلب اللبناني بأهمية وقف الضربات الإسرائيلية.…
أورتاغوس التقت حاكم مَصْرِف لبنان ووزيري المال والاقتصاد
بيروت - بيروت تايمز - كتبت الإعلامية منى حسن
لا تزل زيارة المبعوثة الأميركية للشرق الأوسط مورغان اورتاغوس تتصدر المشهد السياسي في لبنان في ظل المحادثات الإيجابية والبناءة التي اتسمت في زيارتها الثانية ولقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين بحيث لم يكن الأمن وَحْدَهُ على طاولة المباحثات، فالإصلاحات المالية والاقتصادية والخطوات التي تقوم بها الحكومة لمكافحة الفساد حضرت كشرط أساسي للمواكبة الدولية للمرحلة الجديدة التي بدأها لبنان.
معلوف لـ "بيروت تايمز"
علق الخبير في الشؤون الأميركية السفير المتقاعد مسعود معلوف من واشنطن ردا على سؤال لموقع صحيفة "بيروت تايمز" حول زيارة مورغان أورتاغوس إلى لبنان.
انه في زيارتها الأولى الى لبنان لم تتعامل أورتاغوس بدبلوماسية عند إعلان مواقف الإدارة الأميركية حيث اعربت عن مواقف عدائية لحزب الله ومؤيدة لإسرائيل من قصر بعبدا مباشرة بعد لقائها الرئيس اللبناني جوزاف عون.
مورغان أورتاغوس تعود اليوم الى لقاء المسؤولين اللبنانيين حيث من المتوقع أن تكرر تأييد الإدارة الأميركية دعمها الكامل وغير المحدود لإسرائيل كما انها ستجدد الطلب الأميركي بتجريد حزب الله من السلاح على كامل الأراضي اللبنانية مركزة على أن هذا منطوق القرار 1701 الذي على أساسه تم التوصل إلى وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
أضاف السفير معلوف: يعتقد البعض انها أيضا ستضغط على لبنان لتشكيل لجنة للتفاوض مع اسرائيل للوصول إلى اتفاق "تطبيع " ولكن يبدو أنها لن تتطرق بجدية إلى هذا الموضوع بعد أن سمعت تصريحات اللبنانيين من مختلف التوجهات يعلنون الموضوع غير وارد في الوقت الحاضر وأن لبنان متمسك بمنطوق قرار قمة بيروت للعام 2002 الذي يحدد شروط وطريقة تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل.
وقال السفير معلوف: سنرى ما أن كانت باجتماعاتها ستكون أكثر دبلوماسية من اجتماعاتها في زيارتها السابقة واي وسائل ضغط ستحاول استعمالها لإيصال الرسائل الأميركية.
لبنان وأول امتحان
اجتاز لبنان أول امتحان وقدم رؤية على مسار واحد لحلول أمنية وعسكرية وإصلاحية تدريجية، وغلَّفها بود الى الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس، ومرّتِ العاصفة بمنخفض سياسي عالجه المسؤولون الثلاثة عبر تقديمهم تصور يطرح المكوكية الدبلوماسية بين لبنانَ وإسرائيل عوضًا عن التفاوضِ المباشِر، ولم تصرحْ أورتاغوس بعدَ أي من اللقاءاتِ في المقراتِ الرسمية باي تصريح، لكنها أَبلغت المسؤولين أنهم امام الفرصةِ الأخيرة التي سيليها التصعيد ما يلتزموا بإصلاحات عسكرية أولاً واقتصاديةٍ مالية على ذات الأهمية ولاسيما تلك المرتبطةِ بشروطِ صُندوقِ النقد الدولي.
واشارت مصادر رئاسية الى مراسلة "بيروت تايمز "ان بيروت ردت على واشنطن ان سلاح الداخل يتم بالحوار وانسحاب الاحتلال أولاً، ونستطيع القول ان الموقف الموحد الذي اتخذته القيادات السياسية تمكن لبنان من لجم الفورة الأميركية- الإسرائيلية، وعمل على وضع النقاط على حروف الشروط والإملاءات التي تريد واشنطن فرضها عليه واستمعت اورتاغوس في محادثاتها الى كل ما يقوم به لبنان وجيشه تطبيقاً للقرار 1701، ولاتفاق وقف إطلاق النار. لكنها التزمت الصمت، وذلك انطلاقاً من حرص ترامب على إبقاء المحادثات “سريّة” نوعا ما.
أورتاغوس والرؤساء
اكدت مصادر سياسية لـ "بيروت تايمز" ان اللقاءات التي عقدت بين الموفدة الأميركية وكل من عون وبري وسلام اتسمت شكلاً ومضمونًا بأهمية عالية من الجدية والصراحة وكانت بناءة جدًا، وتطرقت المباحثات مع أورتاغوس إلى موضوع إعادة الإعمار، حيث لفتت هذه المصادر إلى وجود استعداد للمساعدات، لا سيما من قِبل مغتربين لبنانيين يرغبون بالمساهمة في مشاريع لها بإعادة الإعمار.
وتتساءل الاوساط السياسية هل نجح لبنان في استيعاب وامتصاص الاجواء والنتائج السلبية المحتملة لزيارة اورتاغوس الثانية، لا سيما بعد اجواء التهديد والتهويل التي سبقت وصولها الى بيروت واجرائها محادثات مطولة ومركزة مع الرؤساء الثلاثة.
مصدر دبلوماسي بارز اجواء جيدة يبنى عليها
وصفت مصادر دبلوماسية بارزة لـ "بيروت تايمز" ان اجواء المحادثات مع الموفدة الاميركية "بأنها جيدة ويبنى عليها في المرحلة المقبلة" مشيرة الى ان البحث تركز على تنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701 بكل مندرجاته، وانها سمعت موقفا موحدا من الرؤساء الثلاثة بتأكيد التزام لبنان بالاتفاق والقرار المذكورين، مع التشديد على استكمال الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية ووقف خروقات واعتداءات العدو.
وحول الحديث الذي سبق الزيارة عن تهديدات وتهويل وتحديد مهل زمنية وتطبيع وغير ذلك، اكتفى المصدر الدبلوماسي البارز ان ما قيل او نشر او سرب لم يتطابق مع ما جرى خلال لقاءات الموفدة الاميركية مع المسؤولين اللبنانيين، وبالتالي هو مجرد تكهنات واجتهادات مسبقة.
واوضح المصدر "يمكن وصف اجواء الزيارة بانها لا تعكس هذه التكهنات والتسريبات، وان السيناريوهات التي جرى الحديث عنها عن تهديدات والتلويح بعودة الحرب هي في غير محلها، لكن هذا لا يعني ان العدو الاسرائيلي سيوقف التصعيد اذا لم يواجه ضغوطا جدية لوقف خروقاته واعتداءاته".
اورتاغوس لا حديث عن التطبيع
اكدت مصادر أميركية لـ "بيروت تايمز" ان الموفدة الاميركية لم تستخدم عبارات تهديدية مباشرة، وانها استمعت الى شروحات الرؤساء الثلاثة باهتمام حول كل القضايا والنقاط المطروحة، بما في ذلك مصير سلاح حزب الله وآلية مفاوضات تثبيت الحدود.
واضافت المعلومات، وفق المصادر، ان المسؤولين اللبنانيين شددوا على اولوية استكمال الانسحاب الاسرائيلي ووقف الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية واطلاق سراح الاسرى.
وفي شأن الطرح الاميركي لتشكيل 3 لجان ذات طابع ديبلوماسي للتفاوض حول الحدود، استلهم المسؤولون اللبنانيون تجربة اللجنة التقنية التي رسمت الحدود البحرية والديبلوماسية المكوكية التي انتهجها الموفد الاميركي السابق اموس هوكشتاين.
أورتاغوس لم تتحدث عن مهلة لنزع سلاح حزب الله
قالت المعلومات ايضا ان الموفدة الاميركية لم تتحدث عن مهلة زمنية محددة لنزع سلاح حزب الله ولم تتطرق الى موضوع التطبيع، لكنها شددت على استكمال لبنان للقيام بما عليه تجاه تنفيذ وقف النار والقرار 1701، وحرصت في مجال اخر على قيام لبنان بالإصلاحات المطلوبة على الصعد المالية والاقتصادية والادارية.
واضافت المعلومات ان الموقف الرسمي اللبناني واضح لجهة رفض الذهاب الى التطبيع، وان الموفدة الاميركية تدرك سلفا الظروف المتعلقة بهذا الامر. كما ان لبنان يؤيد، وفق الاجواء التي توافرت، الالتزام باتفاقية الهدنة عام 1949.
الانسحاب الاسرائيلي غير خاضع للتفاوض
وفقًا للمعلومات ايضا، فان المسؤولين اللبنانيين اكدوا ان الانسحاب الاسرائيلي لا يخضع للتفاوض، وان اتفاق وقف النار واضح وينص عليه من دون اي لبس فيه، وختمت المصادر بالقول ان الإعلان غير الرسمي عن التوافق الأميركي -الإيراني على إطلاق مسار جديد من المفاوضات غير المباشرة، يؤشر إلى بداية انفتاح سياسي متبادل يفرض بطبيعته نوعاً من التهدئة المرحلية في ملفات النزاع الأخرى.
هذه التطورات، إضافة إلى عوامل اخرى تتعلق بغياب المصلحة الإسرائيلية في توسيع نطاق المواجهة حالياً، سواء بسبب الجبهة الداخلية المأزومة أو محدودية النتائج الميدانية، كلها عوامل ساهمت في تجميد ورقة التصعيد العسكري على الساحة اللبنانية على الأقل في المرحلة الحالية. ولذلك، فإن زيارة المبعوثة الأميركية لم تكن نذير خطر كما أشيع، بل جزء من سياق أكثر هدوءاً تفرضه موازين القوى ومحدودية الخيارات المتاحة أمام جميع الأطراف.
أورتاغوس التقت حاكم مصرف لبنان ووزيري المال والاقتصاد
عقد اجتماع ضم وزيري المالية ياسين جابر والاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، مع الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس.
تناول اللقاء موضوع الاصلاحات التي باشرت بها الحكومة من خلال عرض للقوانين الاصلاحية المقرة والعمل على تطبيقها ولتلك التي يجري العمل على اقرارها وللبرنامج الاقتصادي الاصلاحي اللذين يؤشران الى مرحلة جدية وجديدة للسير بالإصلاحات التي التزمتها الحكومة والتي بدأت بالتعيينات الاخيرة.
يذكر ان الوزيرين جابر والبساط وحاكم مصرف لبنان سيشاركون كوفد رسمي في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن خلال نيسان الحالي.
Comments