bah طهران تتحدث عن فرصة حقيقية رغم تهديدات ترمب - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

طهران تتحدث عن فرصة حقيقية رغم تهديدات ترمب

04/13/2025 - 22:44 PM

Prestige Jewelry

 

 

د. عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب *

 

عقدت إيران والدول الست ( الصين، روسيا، أمريكا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا ) مفاوضات ماراثونية من 26 مارس لغاية 2 أبريل 2015 في مدينة لوزان السويسرية من أجل التوصل إلى تسوية تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وإلغاء جميع العقوبات على إيران بشكل تام، لكن انسحب الرئيس دونالد ترمب خلال ولايته الأولى من الاتفاق بشكل آحادي عام 2018 وفرض عقوبات مشددة على طهران.

بالطبع هناك البعض ينتقد خروج ترمب بشكل آحادي من الاتفاق مما مكن إيران من امتلاك نحو 8 أطنان من اليورانيوم ونحو 300 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب يمكنها صناعة 7 قنابل نووية، بالطبع هناك أسئلة كثيرة لماذا طهران لم تقم بصناعة قنبلة نووية بسبب أنه ينقصها الجانب التقني والمعرفي لاستكمال إجرات استكمال صناعة قنبلة نووية.

لم تشرك واشنطن أحد من الدول الأوروبية في تلك المباحثات التي تجري في سلطنه عمان في 12 أبريل 2025 بعدما كانت تحصل أوروبا على 90 في المائة من الاتفاقيات الاقتصادية مع طهران في اتفاق 2015، فيما كان نصيب الولايات المتحدة 10 في المائة فقط، لكن اليوم اختلفت الأمور، فطهران تخشى من انقلاب الجبهة الداخلية بعد تراجع نفوذها، والضربات التي لحقت بالجماعات الموالية لها بالمنطقة.

أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس أنها ليست مفاوضات بل هدف تلك المباحثات تحديد ما هو ممكن في المباحثات مع طهران، واعتبرته لقاء وليس تفاوضا، ومثل الولايات المتحدة ويتكوف.

استجابت طهران بعد يومين فقط على إعلان ترمب من البيت البيض بحضور نتنياهو الذي دعي إلى واشنطن على عجل عن هذه المباحثات، وتأتي هذه المباحثات وسط ترجيح وجود مخاوف إيرانية من تنفيذ ترمب وعيده بضربها في حال لم تفلح السبل السلمية لحل الملف النووي، خصوصا بعدما أرسلت واشنطن فعليا حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة وأرسلت طائرات إف 35 الأحدث في ترسانتها قاعدة عسكرية أمريكية بريطانية مشتركة الجوية على غرار إرسالها قاذفات بي2 الاستراتيجية إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي لتفادي الصدام المحتمل خاصة وأن إسرائيل تدفع نحو هذا الاتجاه يدعمها عدد من الصقور المحيطين بترمب الذي يبدو مترددا في شن حرب جديدة بالشرق الأوسط، بعدما أرسل ترمب في مارس 2025 رسالة بعث بها لطهران عليها فيها إجراء مفاوضات بهدف التوصل لاتفاق نووي جديد.

 قبيل المباحثات بيومين فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على خمسة كيانات بينها منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على خلفية البرنامج النووي، وكذلك على فرد واحد، لطالما أن ترمب أعلن أنه مجددا سيتبع سياسة أقصى الضغوط مع إيران وهي سياسة ساهمت خلال ولايته الأولى بين عامي 2017 و 2021 في وضع الاقتصاد الإيراني على شفا الانهيار عن طريق فرض عقوبات على صادرات النفط، وهو ما أكده الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان مرارا أن العقوبات جعلت البلاد الاقتصادية أصعب مما كانت عليه خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينات القرن الماضي.

لكن ما هو النموذج الذي ستتبعه الإدارة الأمريكية مع طهران، هل ستتبع النموذج الليبي في تفكيك البرنامج كاملا ونقله خارج طهران، مقابل البرنامج العراقي الذي تم تدميره في ضربات جوية إسرائيلية عام 1981، أم هناك نموذج آخر يضمن عدم قيام طهران بصناعة قنبلة نووية، وسيقدم الجانبان على تنازلات، ومن هنا تتركز المباحثات لاستكشاف إمكانية الوصول إلى تفاهمات جديدة، ويمكن حيازة سلاح نووي بطريقة سلمية، بما يسمح بتفادي الصدام، خصوصا وأن الواقع الإقليمي والدولي اختلف بشكل كبير، حيث فقدت طهران الكثير من قوتها ونفوذها في المنطقة، وفي نفس الوقت تعاني من أزمات اقتصادية، فلم تعد لديها أوراق كثيرة تفاوض بها كما كان ذلك في عام 2015.

كذلك ترى السعودية أن المشهد الإقليمي يمثل فرصة تاريخية لتهدئة التوترات مع إيران وتحسين العلاقات، وتصر السعودية على أنها لن تكون جزءا من أي مواجهة أميركية إسرائيلية ضد إيران، بسبب ان السياسة السعودية سعت لتنويع خياراتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، رغم أن سياستها ترتكز على شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة، لكن من أجل أن يسمح لها بالمرونة والبراغماتية عندما تملي الظروف، مثلما اختيرت الرياض مقرا لعودة العلاقات بين واشنطن وموسكو، خصوصا بعد تراجع التوترات بين السعودية وطهران منذ مارس 2023.

 

* أستاذ الجغرافيا السياسية والاقتصادية بجامعة ام القرى سابقا

 Dr_mahboob1@hotmail.com

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment