bah قراءة تأملية في خميس الأسرار - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

قراءة تأملية في خميس الأسرار

04/16/2025 - 16:15 PM

absolute collision

 

 

الاب الدكتور نبيل مونس *

 

 

أيها الأحبة،

إنه خميس الأسرار...
اليوم العظيم، سر الأسرار وأعمقها.

كيف لنا أن نُفسّر الجوهر بالقشور؟
كيف نحتوي النور الذي غمر العالم في تلك الليلة، في علية صهيون؟

ماذا جرى هناك؟
من كان حاضرًا؟
ولماذا هذا الكمّ من الأسرار والخفايا؟

إن يسوع المسيح، العليّ، المخلّص النازل من السماء،
أخلى نفسه من كل مجد وغنى سماويّ وإلهيّ،
واضعًا ذاته ليصير خبزًا يُكسر من أجل خلاص العالم والنفوس.

يا لها من جرأة ونعمة... أن يغوص في سر الحب الإلهي بهذا العمق!
أن يبقى معنا، ويحيا فينا، إلى يوم القيامة والخلاص.

أطاع حتى الموت... موت الصليب.
غسل أقدام تلاميذه وقبّلها،
بعد أن قام عن العشاء،
وقبل أن يقوم من بين الأموات،
ليأخذ الاسم الذي يفوق كل اسم، في الأرض والسماء.

في تلك الليلة المقدّسة،
قلب الربّ موائد الدسائس،
وزلزل عروش الأقوياء،
وحطّم القواعد الفكرية والثقافية،
بثورته الهادئة، ثورة الإفخارستيا المقدسة.

ألغى الحدود بين البشرية وعالم الألوهة،
وردم الهوة التي فصلت الله عن الإنسان،
وقرّب قلبه من قلوبنا، نحن الذين خُلقنا على صورته ومثاله.

لا... بل وَحَّد،
فصار غير المنظور يسكن مع المحسوس،
والمستحيل وغير المعقول يلتقيان،
عند سرّ الوداعة والحب الإلهي.

في خميس الأسرار،
سكب الرب حبّه في القربان،
ليبقى إلى الأبد بقرب الإنسان...
بقرب الحبيب.

في خميس الأسرار،
انحنى الخالق بمحبة لا تُحد نحو خليقته،
عند أقدام الرسل،
فقبّلها، وقدّسها،
وأرسلهم ليحملوا السلام إلى أصقاع المعمورة.

كل بقعة ختمها بوشم الحب الإلهي،
المحرِّر، المخلِّص.

ما جمعه الله، وختمه بالقبلة الإلهية،
لا يفرقه بشر.

اقتربوا من القربان المقدس،
خبز الحياة،
وتذوّقوا...
ما أطيب الرب،
وما أعظم سر حبّه الأزلي.

 

*مؤسس اللجنة اللاهوتية للسلام في لبنان وراعي كنيسة سيدة لبنان المارونية في ولاية اوكلاهوما الأميركية

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment