الفصح وطقوسه: البيض للحياة والأرنب للخصوبة والمعمول لقبر المسيح
الأب يوسف حمصي لـ "بيروت تايمز" الصليب في الكنيسة رمز للمحبة العظيمة
بيروت - بيروت تايمز - كتبت الاعلامية منى حسن
أسبوع الآلام، يوم الجمعة الحزينة، وأحَد الفُصح، كلمات تتردد كل عام عندما يقترب حلول عيد الفصح المجيد. وللعيد أسماء كثيرة أشهرها الفصح والعيد الكبير وعيد القيامة وعيد النصر.
في الديانة المسيحية تعني كلمة "فُصُح" عبور وانتقال السيّد المسيح من الموت إلى الحياة، أي القيامة. والقيامة هي أساس العقيدة لدى المسيحيين، لهذا يعد الفصح أكثر الأعياد تمجيداً عند المسيحيين لأنّه يأتي احتفاءً بقيامة المسيح من الموت.
تبدأ الطقوس يوم الخميس الذي يسبق يوم الفصح، ويُسمّى بـ "خميس الأسرار" أو خميس "غسل الأرجل"، والذي فيه غَسَل السيّد المسيح أرجل تلاميذه ومسحَها بالمنشفة التي كان متزراً بها من أجل غسل خطاياهم وجعلهم أنقياء، الأمر الذي يرمز إلى التواضع. في هذا اليوم أيضاً تحلّ ذكرى الوجبة الأخيرة أو العشاء الأخير، الذي جمع السيّد يسوع المسيح بتلاميذه قبل صلبه. واتخذ من هذا العشاء مادة للوحات فنية عالمية أشهرها تلك التي حملت توقيع ليوناردو دافنشي، وهي منتشرة في الكثير من الكنائس والأديرة والمتاحف والمنازل حول العالم.
يشير يوم الجمعة العظيمة الذي يلي خميس الأسرار إلى صلب السيد المسيح وذكرى آلامِه. الجمعة العظيمة هي ما جمع بيد الرَبّ في هذا اليوم من إيمان وتضحية وبذل الذات من أجل الآخرين. لذلك تقام مسيرة طريق الآلام، حيث يتم حمل صليب كبير والسير به في تقليد لمسيرة آلام المسيح، ويسير خلفه حشد كبير من المشاركين الحاملين الشموع المضاءة والمرتلين للصلوات.
أما يوم السبت الذي يلي يوم الجمعة العظيمة هو سبت النور، في هذا السبت، في ساعات المساء المتأخرة، تبدأ احتفالات الفصح بانتصار السيد المسيح على الموت. ويستمر العيد 3 أيام.
الاحتفالات الدينية
ترافق هذه الاحتفالات الدينية، تقاليد قديمة وأخرى جديدة، تضفي على هذه المناسبة المسيحية الأكثر رمزية، بهجة واحتفالاً بعد استذكار عذاب وتضحية السيد المسيح.
أحد الفصح هو يوم انتصار
أحد الفصح، هو يوم انتصار الحياة على الموت وقيامة المسيح من بين الأموات، وتحتفل الكنائس بطقوس هذه الذكرى عند منتصف الليل، حيث يتوافد المؤمنون إلى الكنائس ويتبادلون تحية العيد الخاصة “المسيح قام.. حقاً قام”.
يعتبر عيد الفصح أو كما يسمّيه آخرون عيد القيامة واحداً من أهم الأعياد الدينيّة لدى المسيحيين، وهو احتفال بذكرى “قيامة المسيح”، حسب العهد الجديد لكتاب المسيحيين المقدس، والتي يُعتقد أنها حصلت بعد 3 أيام من صلبه من قبل الرومان.
"بيروت تايمز" واكبت التحضيرات والعادات والتقاليد التي تسبق عيد الفصح وجمعت في هذه المناسبة المجيدة اللبناني المقيم واللبناني المغترب فكانت لنا لقاءات مع لبنانيين من كندا واميركا ولندن وصولا الى لبنان حول العادات والتقاليد والطقس الذي يمارسونه في هذا العيد المجيد والكبير والمقدس والسؤال ماذا يعني لهم عيد الفصح؟.
الأب يوسف حمصي
راعي كنيسة الصليب المحيي في تصيير الأب يوسف حمصي قال لـ "بيروت تايمز " في الأسبوع العظيم المقدس تطالعنا الكنيسة بمعان واحداث مهمة جدا رأينا في الأسبوع الماضي إقامة لعازر من القبر بعد أربعة أيام من رقاده، ما هذا إلا تأكيد واضح على ألوهية ربنا يسوع المسيح له المجد. من يقدر أن يقيم ميتا" ذي أربعة أيام في القبر، الا الذي بيده سلطان الحياة الحقيقية؟
في أحد الشعانين نرى يسوع داخلا إلى اروشليم جالسًا على جحش ابن أتان الذي أقام لعازر من القبر هو نفسه يدخل المدينة المقدسة على الجحش! ياربي علمنا من تواضعك ومحبتك! يسوع عالم بنوايا اليهود: هم يريدون قتله! لماذا؟ لان تواضعه كشف تكبرهم! لان محبته كشفت نجسهم! لأنهم حسدوه ولم يقبله مخلصًا". من بعد الشعانين تقدم لنا الكنيسة أمثلة مهمة ومفيدة ولكل منا في حياته الروحية.
نطالع إنجيل التينة التي لعنها يسوع لأنها لم تأتي بثمر. ونقرأ عن يوسف العفيف الذي باعه اخوته حسدًا للمصريين، ونسمع عن الزانية التي دهنت قدمي الرب بالطيب ونشفتهما بشعرها! ونرى يهوذا الإسخريوطي الذي كان تلميذًا للرب كيف باعه لليهود بثلاثين من الفضة وسلمه إليهم بقبلة غاشة.
وفي كل هذه الأحداث وغيرها لم يتغير موقف يسوع ربنا له المجد كان ينظر إلى الصليب فهو لاجل تلك الساعة آتى إلينا الصليب في الكنيسة يا أحبة رمزا للمحبة العظيمة كان الصليب قديما لعنة: ملعون من علق على الصليب! أما الرب يسوع قد حول هذه اللعنة الى بركة إلى مصدر للفرح والتقديس، بالصليب اتى بالفرح لكل العالم يحق لنا أن نسأل كيف تتحول اللعنة الى فرح؟؟؟ هذا لا يتحقق الا بالبذل والتضحية إخلاء الذات والمحبة. من هنا يمكن لأي واحد منا أن يفهم رسالة الاسبوع العظيم الأساسية: من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه كل يوم ويتبعني! نحن مدعوون أن نتمثل بالرب يسوع. أن نكون محبين لبعضنا البعض ان نسامح بعضنا بعضا كما سامح الرب صالبيه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون.. أن نتوب عن خطيئتنا كل ساعة، وكل يوم وكل ليلة كما فعلت الزانية أمام الرب.
المسيحي ليس من كتب على اوراقه الثبوتية مسيحي، المسيحي الحق هو من يتبع وصايا الرب ، ويعمل بالأعمال التي طلبها منه ربنا ويقدم توبة صادقة أمام الرب المحب، المسيحي هو من يقبل الصليب كل يوم بمعلمه... وهكذا نستطيع أن نجوز الأسبوع المقدس ونصل إلى القيامة المجيدة فيقوم ربنا في قلوبنا ويقيمنا معه من سقطاتنا، لنحيا قي فردوسه منذ اليوم ونتحضر للحياة الأبدية لربنا يسوع المجد إلى الأبد آمين.
الاعلامية الدبلوماسية المعتمدة في وزارة الخارجية السيدة ثريا شاهين
قالت: أسبوع الآلام هو الذي يتكرر كل عام وكل الناس تنتظره من أجل أن تحتفل وتعيد ذكرى آلام المسيح الذي تتبعها القيامة
اضافت: هي ذكرى بعد أن انصلب المسيح على الصليب وقام في اليوم الثالث لهذا السبب يوجد عيد للقيامة الذي يمثل الانتصار على الشيطان.
وتابعت؛ مثل لبنان الذي عاش عقود ماضية قاسية واليوم ينتصر على كل المآسي والآلام الذي مر بها التي تشبه آلام المسيح خصوصا وأن اللبنانيين عانوا كثيرا خلال السنوات الماضية والبوم يعيشون أمل الغد الواعد.
تابعت ثريا: الناس تتذكر يسوع المسيح الذي كان في الجلجلة وقام من ببن الأموات. وفي هذا العيد المجيد نتمنى أن تتحسن أوضاع البلد والناس وتكون قيامة المسيح فاتحة خير لهذه البلد الفريد والنموذجي بعيشه المشترك وختمت بالقول: عيد الفصح يدعونا الى الصبر حتى نتخطى الآلام والإحسان للناس المحتجين.
العبد تزامن مع الصيام عند الطوائف الإسلامية وهذا يؤكد وحدة الأديان ورسالة المحبة التي تمتلكها جميع الأديان وهي المحبة والتسامح.
المؤمنة المغتربة جانيت حرب
السيدة "جانيت حرب" من كندا المعروفة بأيمانها الكبير وصلاتها اليومية رغم الغربة فهي بقيت تمارس شعائرها الدينية بكل صلابة، وانا عندما كنت اعيش في كندا كنت أراها كل يوم وهي تصلي وتثابر عل على صلاتها وتمارس شعائرها الدينية بكل إيمان.
فعندما تدخل إلى منزلها في الواقع في منطقة Ville Mount royal بكندا تشعر وكأنك تدخل إلى الكنيسة تجمع جميع القديسين، تبدأ من رائحة البخور إلى تزين جدران منزلها بصور عيسى المسيح والسيدة العذراء مريم وجميع القديسين. رسالتها الإيمانية راسخة في قلبها منذ الصغر حبها للخير كبير جدا وعطاءاتها لا حدود لها..
الكتاب المقدس والصلاة فردياً
كل يوم تصلي جانيت نشكر الله على عطاياه الكثيرة، وتطلب منه الغفران، كما انها تصلي لأجل شفاء المرضى وخلاص غير المؤمنين. ولأجل سلام العالم. وهي تنفذ وصايا يسوع حين قال: أن علينا أن نصلي دائماً.
تقول السيدة جانيت حرب لـ "بيروت تايمز" عيد الفصح هو من أجمل اعيادنا هو عيد "قيامة السيد المسيح" عيد ألمه وعذاباته وعيد القيامة، نحن نبدأ من عيد الشعنينة بفرح المسيح بفرح الأطفال الذين يكون قلبهم مليء بالمحبة.
اضافت: يُحيي المسيحيون في عيد الشعنينة ذكرى دخول المسيح إلى مدينة القدس، حيث استقبل من الجموع بأغصان النخيل والزيتون، وفرشوا له الطريق وحيّوه كملك، بحسب المعتقدات المسيحية.
تابعت السيدة جانيت: ثم نبدأ نهار الاثنين بالصيام القاسي ونمتنع عن تناول اللحوم والاجبان والالبان وهذا يسمى تضحية للمسيح لان المسيح تألم وتعذب كثيرا وهو يسمى اسبوع الآلام تكثر فيه الصلاة حتى نصل إلى يوم الخميس هو خميس الغسل وجمعة الآلام في الليل تمتلىء الكنائس بالصلاة الصلوات والقداديس وفي هذا النهار يحصل اعترافات كثيرة حتى الإنسان يتوب عن جميع خطاياه ونذهب للمشاركة في مسيرة جناز المسيح ويكون النعش مليء بالورود ثم يأتي سبت النور الذي هو سبت الغفران وتتحضر الناس من أجل قيامة المسيح من بين الأموات الشعوب كلها تعيد في قيامة المسيح.
* ما هي التحضيرات التي تقومين بها في هذه المناسبة ؟
- نحضر المعمول التمر والجوز والفستق الحلبي ونحضر البيض الذي يرمز إلى قيامة المسيح. ويوم الأحد من بعد القديس كل العيلة تجتمع عند الاهل وهي فرحة قيامة المسيح وختمت جانيت بالقول المسيح قام حقا قام.
السيدة ميلانة بوسابا
تعيش في كندا في منطقة Ville mount royal قالت: عيد الفصح يذكرني بأهلي ولبنان وفي الزمن الجميل وقد حملت كل العادات والتقاليد إلى كندا، وعلمتها لأولادي واليوم احفادي.
نحن نعيش في كندا منذ سنوات طويلة ولكن كل عاداتنا وتقاليدنا نعيشها في كندا. وفي يوم الفصح اذهب الى الكنيسة مع عائلتي نصلي من أجل السلام في لبنان ونجتمع على مائدة الغداء ونتذكر الاهل والاقارب والأصحاب كيف كنا نقضي اوقات العيد في لبنان. الله يحمي لبنان وأهله.
واضافت: أن عيد العيد الكبير هو أكبر الأعياد عيد الفصح ينتهي فيه الصوم الكبير الذي يمتد لـ 40 يوماً، كما ينتهي فيه أسبوع الآلام. فعيد الفصح كمناسبة دينية امتزجت عبر العصور بعادات وطقوس إختلفت بحسب تاريخ كل بلد وعاداته. وفي عيد الفصح نقدم المعمول كضيافة. فالضيافة نابعة من ممارسات مجتمعية تقليدية ولها مفهوم منسجم مع العيد.
ومن المعروف أن كعك العيد على شكل التاج، يرمز إلى تاج الشوك الذي وضع على رأس السيد المسيح. أما المعمول فيرمز إلى الإسفنجة التي بللوا بواسطتها فَمَ السيد المسيح ببعض قطرات من الماء وهو على الصليب، وهناك من يقول بأن المعمول يرمز إلى الصخرة التي وضع عليها الصليب.
وتختلف عادات الفصح في مختلف أنحاء العالم المسيحي، غير أن الهتاف بتحية عيد الفصح، وتزيين المنازل، وعادة البيض، ووضع قبر فارغ في الكنائس، وأرنب الفصح، هي من العادات الاجتماعية المرتبطة بالفصح، أما رتبة القيامة الدينية فتتمثل بقداس منتصف ليل أو قداس الفجر.
جورجيت مهنا من بوسطن أميركا
قالت المغتربة السيدة جورجيت مهنا التي تسكن في ولاية بوسطن الأميركية، أنها تحتفل مع الجالية اللبنانية بقيامة المسيح. في بوسطن واكدت أن هذا العيد يجمع المسيحيين كما المسلمين.
واضافت ان عيد الفصح هو عيد الكبير وهو يعطي الامان والاستقرار في النفوس والحياة.
وقالت في عيد الفصح نجتمع كعائلة واحدة نتشارك في تحضير حلويات العيد من المعمول والبيض والشوكولا، كنا نحضر لاقامة غداء عائلي كبير نجمع فيه كل الجاليات اللبنانية في بوسطن.
لندن والسيدة ميرنا مفرج
قالت السيدة ميرنا مفرج أن الاحتفال في عيد الفصح في بريطانيا مهم جدًا.. ونحن نتشارك بهذا العيد مع جميع الجاليات الموجودة في بريطانيا. عيد الفصح هو عيد المحبة والتسامح، وكل عادات وتقاليد هذا العيد نمارسه في بريطانيا بشكل جماعي مع الجاليات العربية والإسلامية هناك.. هذا العيد يوحد القلب ويعطي النور لكل العالم من أجل بناء مجتمعات افضل ولكن بأيمان راسخ في القلوب.
أمل توما من جزين
السيدة أمال توما قالت عيد الفصح هو عيد جميع اللبنانيين لان المسيح تألم لأجلنا ومات لأجلنا ثم قام من أجل الشعب، عيد الفصح هو عيد قيامة السيد المسيح، لانه قام من بين الأموات.
هذا العيد هو لجميع اللبنانيين يتشارك فيه الجميع بالمحبة والتسامح والأيمان الكبير، ويصلون من أجل سلامة لبنان أرضا وشعبا واحدا موحدا إلى الأبد، واضافت أمل توما: يسوع المسيح ليس لطائفة معينة هو محبة وسلام وتسامح ويجب ان ننطلق من محبة المسيح وعظمة قيامته من بين الأموات ليخلص شعبه من الخطيئة، وعيد الفصح هو عيد النور، المسيح قام حقًا قام.
Comments