04/19/2025 - 18:25 PM
الاب الدكتور نبيل مونس *
القيامة ليست فقط حدثًا تاريخيًا وقع قبل ألفي عام، بل هي لحظة مفصلية في تاريخ البشرية، تحرير للإنسان من سلطة الموت والشريعة، وإدخاله في عالم جديد: عالم النور، والحب الإلهي، والرحمة التي لا تنضب.
لكن إلى متى سيبقى المال والسلطة والشهوة يحاربون مخلص العالم الوحيد؟ إلى متى ستستمرّ الألاعيب والمراوغات، وزرع البدع وتقديم الفلسفات المعقدة، في التعتيم على الحدث الثوري الأعظم في التاريخ: قيامة المسيح يسوع من بين الأموات؟
في كل جيل، يظهر المسيح.
يظهر بالنور، بالحضور، بالأعجوبة، وبالعلم، وليس فقط بالروح والبساطة والتقوى؛ يؤكد قيامته بالواقع، بالحق، بالبرهان، بالدقة، وبالقربان الحيّ؛ لأنه هو الرب الحنون، الصبور، المُحب، المُخلّص. ربّنا ليس إلهًا بعيدًا، بل قلبٌ مطعون من أجل خلاص الإنسان، قلب يفيض حبًا حتى النهاية.
القربان الأقدس ليس مجرد رمز.
هو حضور إلهي متفجّر، ينبض بالحياة، مشعّ بالحب الذي تفجّر على درب الجلجلة، وسُكِب في القبر، ثم انفجر رحمةً وعالمًا جديدًا لحظة طعن جنب يسوع بالحربة؛ عندها تزعزعت الأرض، ارتجف الجنود، وانشق حجاب الهيكل. لقد دخل عالم النور والرحمة.
لم نصل بعد إلى النصر النهائي،
لكننا نعلم أن النصر الإلهي قد تحقق بقيامة المسيح من الموت؛ انتصر على الخطيئة والموت، وأعطانا نحن البشر مدخلًا إلى الحياة الأبدية. فلنتحد به، في موته وقيامته، ولنغُص في محبته المضحّية.
“ورأيت بين العرش والأحياء… حَمَلًا قائمًا كأنه مذبوح” (رؤيا 5: 6).
هو حمل الله المنتصر، ومعه جراحه المفتوحة، جرح قلبه وجسده، الذي أصبح كلّه قلبًا مطعونًا، يفور حبًا لخلاص الإنسان في كل زمان ومكان. هذا هو الحب الإلهي السرمدي الأبدي، المجاني والدائم.
تعالوا إليه. تأملوا فيه.
اقتربوا من مائدته النازلة من السماء. اغتسلوا في مائه. الخلاص قريب. طوبى لمن يغتسل بأنوار القيامة الآن قبل فوات الأوان.
طوبى لمن له أذنان سامعتان، فيسمع نداء الحب.
* مؤسس اللجنة اللاهوتية للسلام في لبنان وراعي كنيسة سيدة لبنان المارونية في ولاية اوكلاهوما الأميركية
Comments