عدنان القاقون
بهذه العبارة يمكن تلخيص تسارع المتغيرات في المنطقة.
فمنذ 7 أكتوبر 2023 حين تفجر طوفان الأقصى وما زلنا نتلقى تبعات هذا الزلزال السياسي الذي عصف بثوابت خرائط الجغرافيا السياسية والاقتصادية والأمنية في منطقة الشرق الاوسط.
على أرض الواقع، انتهت معركة غزة بتدمير مكتسبات عقود من الصراع السياسي، وهزم الحق الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة. تحولت شواطئ غزة التي كانت تداعب بأمواجها حلم الدولة الفلسطينية إلى مرسى لقوارب الهروب من جحيم تداعيات النصر الحمساوي!
وها هي امواج تسونامي الطوفان تضرب وبقوة أجناب الضفة الغربية حيث تجتاح الدبابات الإسرائيلية المخيمات الفلسطينية معلنة دفن حق عودة اللاجئين، ومبشرة بإحياء مخطط الوطن البديل في الأردن لتهجير الفلسطينيين. وهو الأمر الذي يرفضه المنطق الإنساني والسياسي في الأردن والعالم.
لن تعاني صفحات التاريخ من سرد مكتسبات إسرائيل السياسية والأمنية بعد عملية السابع من أكتوبر.
ما زلنا في بداية المشوار!
قبل أيام أعلنت السلطات الأردنية عن إحباط مخطط تبدو فيه بصمات جماعة الإخوان المسلمين واضحة، وفقا للمعلومات فإن الأردن مقبل على استدارات إستراتيجية في التعامل مع الجماعة غير المرخصة. واكتسبت القضية بعدا جديدا في خطورتها عندما اظهر التحقيق إن الجهات الإقليمية التي تقف وراء المخطط هي نفسها التي احتضنت طوفان السابع من أكتوبر!
منبع القلق يكمن في ربط الاحداث، وفي تساؤل حول الأهداف الخبيثة للجماعات التي تريد تحويل الأردن إلى منصة ينطلق منها "طوفان" جديد يعطي اسرائيل ذريعة لتدمير ما تبقى من القضية الفلسطينية، وإطلاق حرب تهجير لاجئي المخيمات في الضفة الغربية وغيرها من مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني الى حيث مشروعها القديم الجديد "الوطن البديل ".
الاردن عصي على الارهاب، وعلى صخرة تكاتف الشعب حول قيادته الحكيمة تتحطم مؤامرات الضامرين شرًا بالقضية الفلسطينية اولا وباستقرار وطن النشامى ثانيا.
ثمة من يريد اللعب على وتر العلاقة المتوترة تاريخيا بين القيادة الاردنية وقوى الاسلام السياسي والعبث باستقرار الاردن لتقوية موقعه في النفوذ الاقليمي وربما التفاوض الدولي، فأصاب في رميته الخيبة، ومن حق السلطات الاردنية اتخاذ كل الاجراءات لإحباط اي طوفان مستقبلا.!
مازلنا في بداية المشوار.!
في سوريا، وتحديدا في الجزء الشمالي الشرقي منها، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الجيش الأميركي سيخفض عدد قواته في سوريا من ألفَي جندي إلى نحو 1400 ويعمل على اغلاق ثلاث من قواعده العسكرية الثماني هناك.
التراجع العسكري الاميركي في سوريا، يعني فتح ابواب التقدم العسكري الاسرائيلي في تلك المنطقة متذرعة بأسباب عدة.
الاول: انها تريد حماية نفسها من خطر انفلات داعش، اذ يعيش بين جنبات مخيمي الهول وروج ما يزيد على 70 الفًا، فكيف سيكون وضعهم بعد قطع خطوط التمويل الاغاثي الاميركي عنهم ؟!
الثاني: لن تسمح اسرائيل بإعادة الحياة لخط الامداد الايراني عبر سوريا وهي لا تضمن التحالفات التي تلوح بأفق مستقبل الاكراد هناك.
الثالث: تخوض اسرائيل وتركيا صراع نفوذ في شمال شرق سوريا لن تسمح لتركيا بان تملأ الفراغ العسكري الاميركي هناك.
رغم تسارع التطورات وتسابق المواقف الاقليمية والدولية وجنوح التوقعات نحو اتفاقيات تاريخية الا ان الضبابية لا تزال سيدة المشهد..
والمشوار ما زال في بدايته.
Comments