بقلم المحامي فؤاد الأسمر
ترتدي الانتخابات البلدية، وللأسف، في غالبية المناطق، جملة أشكال وألوان لا عِلاقة لها بالعمل البلدي، بحيث يحتدم الصراع على خلفية سلطوية، أو إرضاءً لمرض "الأنا" وأكثرها تحقيقًا لمنافع شخصية وليس الوضع المتدهور للبلديات عامة في لبنان إلا تَرْجَمَة لهوية الذين تسلّطوا عليها منذ عقود.
أن العمل البلدي غايته تحقيق خير المناطق وأهلها دون انتظار السلطة المركزية، وهو ما يوّفره مبدأيّ ألإمداد والتضامن.
الامداد Subsidiarité يعني تولّي السلطة المحلية مختلف شؤون منطقتها وتحقيق نهضتها صعودًا إلى النطاق الجغرافي والسلطوي الأعلى Bottom - up.
مع التأكيد على ان القانون اللبناني يعطي للبلديات صلاحيات واسعة تشريعية وتنفيذية وإدارية ومالية وخدماتية وأمنية ضمن نطاقها، إضافة إلى صلاحيات إقامة مختلف المشروعات التجارية والسكنية والتربويّة والفنية والاستثماريّة بأوسع معانيها، بحيث يكون للبلديات مداخيل طائلة تخصصها لتنمية وانتعاش بلداتها، وفي الوقت ذاته توّفر فرص العمل والخدمات لابنائها.
أما مبدأ التضامن فيعني تعاون البلديات المجاورة في ما بينها لتنفيذ مشروعات مشتركة تخدم مناطقها، كحماية البيئة، رفع النفايات، توفير المياه والطاقة والأمن والخدمات وما سواها.
المطلوب اليوم نبذ الأنانيات وأمراض السلطة، واختيار شخصيات كفوءة ونزيهة تتولى الشأن البلدي، تعتمد مبدأي الامداد والتضامن، كما وتكسر قيود السلطة المركزية الظالمة على البلديات وأموالها ونشاطاتها.
إن البلديات هي الكفيلة بنهضة البلاد فمتى يتخذ اللبنانيون القرار بذلك؟
Comments