bah لبنان المخطوف بين فوهة السلاح وزمن الاضطراب والانقسام… - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

لبنان المخطوف بين فوهة السلاح وزمن الاضطراب والانقسام…

04/29/2025 - 01:06 AM

Atlas New

 

 

الرئيس جوزاف عون يرفع لواء الشرعية: لا إنقاذ بلا احتكار السلاح بيد الدولة

 

الإعلامي كريم حداد

 

في زمن الانهيار الوطني الكامل، يعود ملف “حزب الله” ليؤكد أنه الخطر الأكبر الذي يخنق لبنان ويعطّل قيام الدولة ويصادر قرار الحرب والسلم. فمساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، ديفيد شينكر، كان واضحاً في تحذيره: الحزب لن يفرّط بسيطرته المطلقة على لبنان، ولن يسمح بقيام دولة حقيقية طالما يحتكر السلاح والقرار.

في مقابل هذا الواقع الكارثي، يواصل قادة الحزب استغلال الصراع مع إسرائيل لتحقيق مكاسب داخلية، فيخوضون معارك إعلامية جوفاء. نائب الأمين العام نعيم قاسم يتفاخر بـ ”فشل” نتنياهو، لكن هذه التصريحات لا تخدم إلا الأخير، الذي يستغلّها لابتزاز شعبه والبقاء على رأس السلطة، هارباً من محاكم الفساد عبر صفقة “خروج آمن” اقترحها عليه إسحاق هرتسوغ.

في الداخل، لم تعد المسرحيات تنطلي على اللبنانيين. النزوح الكثيف من الضاحية الجنوبية، نتيجة التهديدات الإسرائيلية، فضح زيف شعارات “عدم الخوف من الموت”، وكشف الحقيقة المُرّة: السلاح الذي قيل إنه لحماية لبنان صار أداة تخويف للبنانيين أنفسهم. كل من يطالب بالسلام وبدولة سيّدة مستقرّة، يتعرض لحملات تخوين وتكفير من ماكينة الترهيب المنظمة.

وفي الفضيحة الأكبر، يمنع “حزب الله” التحقيق الرسمي في المبنى المقصوف بالضاحية، وسط تسريبات عن وجود صواريخ موجهة داخله، فيما السلطة السياسية تمارس العجز والصمت، والعالم يتفرج على 150 شهيدًا وأكثر من 3000 خرق إسرائيلي بلا أدنى تحرك فعلي.

أين اللجنة المكلفة بتطبيق القرار 1701؟

الأخطر أن منطق الغلبة المسلّحة مستمر: نواب الحزب وناشطوه يجاهرون برفض تسليم السلاح ويهددون بقطع يد الدولة نفسها إذا حاولت الاقتراب منه، في استباحة صريحة لما تبقى من لبنان.

وسط هذا الانهيار، جاء موقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كصرخة في وجه الانحدار: لا سلاح إلا بيد الدولة، ولا مكان للميليشيات. أجرى اتصالات عاجلة بالأمم المتحدة ولجنة القرار 1701، محذرًا من أن استمرار تجاهل المجتمع الدولي لتحركات إسرائيل، أو تساهله مع وضع السلاح المنفلت داخل لبنان، يعني دفع البلاد إلى دمار محتم. وللمرة الأولى، حمّل الرئيس مسؤولية التصعيد للولايات المتحدة وفرنسا اللتين تتركان لبنان يواجه مصيره وحده.

لبنان اليوم أمام آخر فرصة للنجاة: فإما استعادة الدولة بالقوة الشرعية والدستور، أو السقوط الكامل في قبضة الميليشيات، والزوال ككيان وطني مستقل. 

“دولة الرصاص لا تصنع وطناً… ودولة القانون وحدها تحفظ لبنان.”

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment