البروفيسور فيليب سالم
"بيروت تايمز" تعد من أبرز المنابر الإعلامية التي تخدم الجالية اللبنانية والعربية الأمريكية في الولايات المتحدة، وقد تأسست في ولاية كاليفورنيا الاميركية، عام 1985، ومنذ نشأتها، حملت الصحيفة رؤية طموحة لتكون صوتًا للجالية، تُعبر عن تطلعاتها وتنقل همومها وقضاياها إلى الساحة الإعلامية، مع الحفاظ على هويتها الثقافية والقومية.
تأسيس صحيفة بيروت تايمز
"بيروت تايمز" أنشأت في مدّة حساسة كانت تشهد فيها الجالية العربية في الولايات المتحدة نموًا مستمرًا. في ذلك الوقت، كان هناك حاجة مُلحة لتأسيس منبر إعلامي يُبرز صوت الجالية اللبنانية والعربية في أميركا، ويُسهم في تقوية الروابط الثقافية والاجتماعية بين أفرادها.
الاعلامي ميشال عبسي، مؤسس وناشر الصحيفة، كان مدفوعًا بشغف كبير لإيجاد وسيلة تُلبي هذه الحاجة وتكون منصة تجمع بين الأصالة والحداثة، مع التركيز على تقديم محتوى عالي الجودة يُبرز قضايا الجالية بشكل مهني.
الدور الإعلامي والاجتماعي للجريدة
منذ لحظة انطلاقها، لعبت "بيروت تايمز" دورًا رياديًا في تقديم الأخبار العالمية والمحلية باللغة العربية والإنجليزية، مما جعلها وسيلة اتصال حيوية بين الجالية اللبنانية والعربية وبين المجتمعات الأمريكية الأخرى. كما اهتمت ادارة الصحيفة بتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي تواجه الجالية في أميركا، مما جعلها جسرًا للتفاهم والتواصل بين الثقافات المختلفة.
تُعدّ الصحيفة منبراً إعلامياً مهماً للجالية اللبنانية والعربية في الولايات المتحدة، حيث تُصدر باللغتين العربية والإنجليزية وتغطي مجموعة واسعة من المواضيع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
"بيروت تايمز" سعت إلى تقديم محتوى إعلامي يظهر اهتمامات وتطلعات الجالية العربية في المهجر، وتُعتبر وسيلة تواصل فعّالة بين المغتربين ووطنهم الأم، تُصدر الصحيفة يوميًا وتقرأ في مختلف أنحاء العالم.
تُعرف الصحيفة بتغطيتها المتوازنة للأحداث، وحرصها على تقديم معلومات دقيقة وموثوقة لقرّائها. كما تُولي اهتمامًا خاصًا بقضايا الجالية العربية في المهجر، وتُقدّم منصّة حوارية تُتيح للأفراد التعبير عن آرائهم ومناقشة قضاياهم.
من خلال موقعها الإلكتروني، قدّمت "بيروت تايمز" محتوى متنوعًا يشمل الأخبار المحلية والدولية، والمقابلات والتحليلات السياسية، والتقارير الاقتصادية، والمقالات الثقافية والطبية والدينية، بالإضافة إلى قسم خاص بنشاطات الجالية العربية في الولايات المتحدة.
"بيروت تايمز" ساهمت في تعزيز الشعور بالانتماء من طريق الاحتفال والمشاركة بمناسبات ونشاطات الجالية اللبنانية والعربية كافة، ونشر قصص نجاح لأفراد الجالية، مما ساعد في رفع معنويات المجتمع المحلي وتعزيز هويته. كذلك، كانت ادارة الصحيفة دائمًا داعمة للمبادرات الاجتماعية والمشاريع الإنسانية التي تساهم في تحسين حياة أفراد الجالية، وخصصت مساحات كبيرة على صفحاتها لعرض إنجازات الجالية اللبنانية والعربية في الولايات المتحدة، من قصص نجاح في مجالات الأعمال والفنون والسياسة والاجتماع والطب ومشاركتها في الانتخابات الأميركية ووصول عدد كبير من ابنائها الى مراكز مهمة في مجال تقرير السياسة الاميركية الخارجية مما ساهم في إبراز قوة وتأثير العرب في المجتمع الأمريكي.
التطور الصحافي لـ بيروت تايمز
على مر العقود الأربعة، تطورت "بيروت تايمز" بشكل كبير لتواكب التغيرات في المشهد الإعلامي العالمي. أدخلت تقنيات حديثة لتحسين جودة المحتوى وتوسيع نطاق تغطيتها، بما في ذلك التحول إلى المنصات الرقمية ووسائل الإعلام الاجتماعي، مما ساهم في زيادة انتشارها ووصولها لجمهور أكبر. علاوة على ذلك، ركزت ادارة الصحيفة على تحسين أسلوب الكتابة وتقديم تقارير وتحليلات يومية معمقة حول الأحداث العالمية والمحلية، لتلبية تطلعات قرائها المنتشرين في انحاء العالم.
جمع الكتاب من الدرجة الأولى
"بيروت تايمز" تميزت بجمعها نخبة من كبار الكتاب والمحللين السياسيين العرب واللبنانيين الذين ساهموا في تعزيز محتواها الصحافي. كان للصحيفة شراكات ولقاءات صحفية مع أسماء بارزة في المجال السياسي والأدبي والفكري والثقافي والطبي، مما أضاف لمسة من العمق والجودة لمقالاتها ودراساتها. هؤلاء الكتاب آثروا تجرِبة القارئ من طريق تقديم وجهات نظر متعددة وتحليلات دقيقة حول القضايا الراهنة.
دور الصحيفة في تعزيز الحوار الثقافي
"بيروت تايمز" لم تقتصر على نشر الأخبار والمقالات التحليلية فقط، بل كانت دائمًا منصة للحوار الثقافي والفكري بين العرب والاميركيين، مما ساهم في إغناء التبادل الثقافي وتوضيح الصورة الحقيقية للعرب أمام المجتمعات الأمريكية عبر تنظيم لقاءات وحوارات ونشر مقالات أدبية وفكرية ونجحت الصحيفة في بناء جسور بين الثقافات.
صحيفة كل اللبنانيين والعرب
"بيروت تايمز" لم تكن يومًا مجرد صحيفة، إنها جسر حضاري بين الوطن الأم والاغتراب. جمعت في صفحاتها الأطياف السياسية اللبنانية كافة، وفتحت منابرها للجميع من دون تحيز، لتثبت أن الإعلام الحقيقي هو الذي يبني الجسور، لا الحواجز.
دعم القضايا الإنسانية
لعبت الصحيفة دورًا بارزًا في دعم القضايا الإنسانية، سواء كانت متعلقة بلبنان أو العالم العربي بشكل عام من خلال حملات توعية وجمع تبرعات، ساعدت على تقديم الدعم لضحايا الكوارث والأزمات، مما عزز مكانتها كوسيلة إعلامية تهتم بالبُعد الإنساني وقد واكبت ادارة الجريدة تطورات الحرب اللبنانية، ثم اتفاق الطائف، وتنفيذ القرار 1701 مؤخرًا وظهرت وجهات النظر المختلفة للأحزاب والتيارات والدولة اللبنانية، مع التزامها بالحياد والموضوعية.
تكريم واستمرار الرسالة
في الذكرى الأربعين لتأسيسها، نُبارك لهذا الصرح الإعلامي الكبير مسيرته المضيئة، ونُثمّن جهوده التي رفعت اسم الجالية عاليًا، وحملت قضاياها بمسؤولية وشرف، "بيروت تايمز" ليست مجرد صحيفة... إنها ذاكرةُ الاغتراب، وحافظةُ الهُوِيَّة، وجسرُ القلب الممتدّ بين لبنان والمغتربات.
وراء حكاية النجاح هذه، يقف رجل كبير. كبير العقل وكبير القلب. إعلامي ترهب لدعم القضية اللبنانية وقضايا العرب المحقة، هذا الاعلامي هو ميشال عبسي، تجمعني به محبتي لشخصه ولعائلته، ويجمعني به حبنا للبنان. ليعانقه الله بكل محبته ويحميه من كل شر.
كل التقدير والتبريكات لهذا الإنجاز المستمر... على أمل أن تبقى "بيروت تايمز" منبرًا ناطقًا باسم الحق والهوية، وحكاية نجاح تُروى للأجيال القادمة.
Comments