السفير مسعود معلوف *
الأول من أيار في معظم دول العالم معروف بأنه "عيد العمال"، كما انه يُحتفَل به في بعض الدول باعتباره "يوم الربيع" أي يوم تجدد الحياة والطبيعة إذ يبدأ مع مطلع شهر أيار ظهور براعم الزهور والنباتات المتنوعة، فيشعر الإنسان ببداية جديدة ملؤها أمل بما تمنحه الطبيعة لنا من خيراتها.
أما بالنسبة إلى الإعلام، فإن الأول من أيار هو يوم ظهور صحيفة "بيروت تايمز"، هذا الصرح الإعلامي الذي انطلق منذ أربعين عاماً في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وانتشر بسرعة في العالم، متوجهاً الى الجالية العربية في الولايات المتحدة والى العرب في جميع أنحاء المعمورة، حاملًا اسم بيروت، أم الحضارات ومركز العلم والثقافة والإعلام.
اسم صحيفة "بيروت تايمز" فيه اسم العاصمة اللبنانية الجميلة بيروت من جهة، وكلمة تايمز الإنكليزية من جهة ثانية، إذ بدأت هذه الصحيفة نشراتها باللغتين الإنكليزية والعربية إن لم أكن مخطئاً، كما أنها في ذلك الوقت كانت مثلها مثل سائر الصحف العالمية منشورة ورقية توزع بواسطة البريد على قرائها الكتر المنتشرين في مختلف بقاع الأرض.
منذ بداياتها، كانت "بيروت تايمز" تنقل الى مختلف بقاع العالم أخباراً وتعليقات ومقالات وتحليلات مفيدة وشيقة، يتمتع بها القارئ حيثما وجد، ويعرف ما يجري في مختلف بقاع العالم، وخاصة في الولايات المتحدة التي فيها جالية عربية قسم لا بأس منها من أصول لبنانية، فكان القارئ العربي يطلع باستمرار على ما يحصل في الولايات المتحدة وفي العالم من أمور وتطورات مختلفة، ويقرأ مقالات وتحليلات سياسية موضوعية، ومنشورات أدبية قيمة، كما كان القارئ غير العربي يطلع على شؤون الجاليات العربية وعلى ثقافتها ومساهماتها الجمة في المجتمع الأميركي.
تكمن أهمية صحيفة "بيروت تايمز" في أنها كانت وما زالت تنقل الى القارئ العربي نشاطات الجاليات العربية في مختلف المناطق الأميركية بحيث يطلع القارئ باستمرار على مساهمات إخوانه العرب في المجتمع الأميركي وما يحققونه من إنجازات هامة في شتى المجالات، وما يقومون به من نشاطات إجتماعية وثقافية مفيدة وبناءة من غير الممكن له الاطلاع عليها من مصادر أخرى.
تمكنت صحيفة "بيروت تايمز" من تجاوز التحديات التي تعرضت لها مختلف وسائل الإعلام المكتوب نتيجة للتطورات التكنولوجية المتسارعة التي أنتجت ما أصبح يُعرف بوسائل التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك وإنستاغرام وتويتر التي أصبح اسمها الآن إكس وغيرها من الوسائل التي تنشر الأخبار والتعليقات وجميع التطورات الحاصلة بسرعة فائقة لا يمكن للإعلام المكتوب أن يحققها، فتمكنت صحيفة "بيروت تايمز" من أن تتأقلم بسرعة كبيرة مع هذا التحول التقني الذي نشأ بصورة شبه مفاجئة، وبدأت بإصدار منشوراتها بطريقة الكترونية حديثة تصل الى القراء بأقصى سرعة ممكنة متجاوزة بذلك جميع التحديات، ومحافظة في الوقت نفسه على مستوى عالٍ جداً من الموضوعية والأخلاقية في كل ما يُكتَب ويُنشَر عبرها.
في خلال عقود أربعة من الإنتاج الإعلامي والثقافي الغزير والمفيد، حافظت هذه الصحيفة على القيم المهنية التي ميزتها عن سواها منذ بداياتها، وعلى موضوعيتها في نشر الأخبار والتحليلات والمقالات في شتى المواضيع الحساسة، وهذا ما أعطاها مصداقية لدى القراء من مختلف الانتماءات والميول السياسية، وجعلها صحيفة يتمتع الجميع بقراءتها للاستفادة من كل ما يُكتَب ويُنشَر فيها.
ولا بد من القول أن مجرد استمرار اية صحيفة لأربعين سنة هو معيار موثوق لمصداقيتها لدى القراء، فكيف عندما تستمر هذه الصحيفة في التقدم والتطور ومجاراة مختلف التحولات التكنولوجية المتسارعة، ويتزايد عدد قرائها بشكل مطرد، في الوقت الذي نرى فيه منشورات أخرى تختفي من الوجود وينتهي دورها بعد سنين قليلة من العمل.
فبمناسبة مرور أربعة عقود على تأسيس صحيفة "بيروت تايمز" الغراء، لا يسعني إلا أن أوجه أطيب وأحر التهاني الى مؤسسيها وجميع العاملين فيها بمن فيهم ناشري المقالات في شتى المواضيع من سياسية وأدبية وثقافية، وكذلك المحللين وكل من له علاقة بها وكذلك طبعاُ القراء، متمنيا لهذا الصرح الإعلامي الناجح المزيد من العطاء لسنين عديدة ومديدة.
وأود أيضا أن أوجه تهنئة خاصة لإدارة هذه الصحيفة التي بفضلها توسع إنتاجها وتوزيعها في العالم قاطبة، متمنيًا للجميع استمرار النجاح والتوفيق والمزيد من الإنتاج والعطاء الذي نتشوق جميعا اليه، كي تبقى صحيفة "بيروت تايمز" الصوت الإعلامي والثقافي المميز والمرغوب عالميًا.
*سفير متقاعد
Comments