bah بيروت تايمز.. أربعون عامًا من الصحافة الحرة والهوية العربية العابرة للحدود - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

بيروت تايمز.. أربعون عامًا من الصحافة الحرة والهوية العربية العابرة للحدود

05/01/2025 - 04:48 AM

absolute collision

 

أحمد عبد الوهاب

 

في الأول من أيار عام 1984، خرجت صحيفة صغيرة من قلب الاغتراب اللبناني والعربي، حاملة في أوراقها حلم كبير: أن تبقى بيروت حاضرةً، صوتًا وصدى، حتى وهي في المنفى، ومنذ ذلك الحين، أصبحت "بيروت تايمز" أكثر من مجرد صحيفة.. تحولت إلى جسر بين الوطن والمهجر، بين الذاكرة والواقع، بين الحقيقة والحرية.

واليوم، بعد أربعين عامًا من التأسيس، نحتفل بسردية إعلامية قلّ مثيلها، جسّدت ما يمكن أن تصنعه الصحافة الملتزمة حين تُصبح صاحبة رسالة.

- الانطلاقة من الجالية إلى العالمية

انطلقت بيروت تايمز في لحظة صعبة من تاريخ لبنان والمنطقة، وَسَط أجواء الحرب والانقسام والنزوح، وكان صوت الشتات العربي بحاجة إلى نافذة يُطل منها على قضاياه، بلغته، وبأسلوب يظهر هويته وهمومه.

أسسها الإعلامي الأستاذ ميشال عبسي، كمنصة عربية ناطقة من الولايات المتحدة، تهدف إلى نقل نبض العالم العربي إلى جَمهور الاغتراب.

لم تكن مجرد صحيفة محلية، بل تطلعت منذ البداية إلى أفق عالمي، فكتبت عن فلسطين، لبنان، سوريا، العراق، اليمن، السُّعُودية والكويت وقطر ومصر والمهاجر العربي في كل مكان.

- الرسالة صِحافة بلا مساومة

لم تسع بيروت تايمز إلى السبق الصحفي بقدر ما سعت إلى الصدق الصحفي. في زمن الاصطفافات السياسية والانقسامات الحادة، اختارت الجريدة أن تحافظ على:

الموضوعية والرصانة: بعيدًا عن الشعبوية أو التهويل.

الهوية الثقافية: بنكهة عربية واضحة، دون تخلٍ عن التعددية والانفتاح.

الاستقلالية: مع الحفاظ على انتماء وجداني إلى قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

التحوّلات: من الورق إلى الرقمية

خلال أربع عقود، شهدت الصِّحافة تغيّرات كبرى، بدءًا من تراجع الصحف الورقية، وصولًا إلى عصر الإعلام الرقمي والسوشال ميديا، لكن بيروت تايمز لم تتأخر ابدًا: انتقلت تدريجيًا إلى النشر الإلكتروني، فوسعت دائرة قرّائها عالميًا، و واكبت التحولات التكنولوجية دون أن تفقد عمقها ومهنيتها، وحرصت على أن تظل منصّة رأي حر وتحليل معمّق، لا فقط محتوى سريع.

 بيروت تايمز في المهجر: أكثر من صحيفة، ذاكرة جماعية

الصحيفة مثّلت أرشيفًا حيًا للاغتراب اللبناني والعربي، وغطّت على مدار السنوات:

قصص النجاح للمهاجرين العرب في أميركا وأوروبا.

مناسبات الجالية وأصواتها.

التفاعلات السياسية من المنفى، خاصة في قضايا العودة، والهوية، والانتماء. بل كانت في أحيان كثيرة منبرًا لمن لا منبر له، تُعيد الصوت لأصحاب القضية، والوجه لمن غيّبهم الإعلام السائد.

- أعمدة ثابتة في وجه الرياح

الصحيفة شهدت تغيرات في الشكل والإدارة، لكنها حافظت على: ثقة جمهورها داخل الجالية العربية وخارجها.

شبكة مراسلين ومساهمين من مختلف الجنسيات والمواقع.

أبواب ثابتة في السياسة، المجتمع، الثقافة، الاغتراب، والتحليل الدولي.

 قضايا كبرى تبنّتها بيروت تايمز

القضية الفلسطينية: بملفّات ومقالات موسعة، تفضح الاحتلال وتوثق النكبة والنكسة والانتفاضات.

لبنان المغترب: كصوت يحكي عن طموحاته ومعاناته.

المرأة العربية: بدورها الكفاحي داخل المجتمعات وبين الجاليات.

الإسلاموفوبيا ومواجهة الصور النمطية في الإعلام الغربي.

- أربعون عامًا من التأثير

بيروت تايمز ليست فقط شاهدًا على التحوّل الصحفي، بل فاعل في بناء الوعي الجماعي العربي المغترب. هي جريدة ارتبطت بالمكان والناس، لكنها رفضت أن تُحبس في موقع أو فكر واحد.

ولذلك، فهي اليوم تقف، بعد 40 عامًا من الولادة الصعبة، كواحدة من أعرق المنصات الإعلامية العربية الدولية، شاهدة على الزمن… وشاهدة للحق.

في ذكرى الأربعين: ما نكتبه ليس وداعًا بل بداية جديدة الاحتفال بأربعين عامًا من العطاء ليس لحظة Nostalgia، بل لحظة تأكيد أن الكلمة لا تموت، وأن الصِّحافة الحرة لا تُقصف ولا تُشترى.

بيروت تايمز علمتنا أن الحرف إذا كُتب بصدق، يعيش أكثر من صاحبه، ويترك أثرًا لا يمحوه الزمن.

كل عام و "بيروت تايمز" بخير، وكل قارئ وكاتب وصحفي فيها هو شريك في هذه المسيرة الصحفية العريقة.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment