bah بيروت تايمز: أربعون عاماً من العطاء والكلمة الجادة المؤسسة على الموضوعية والصدق والشفافية - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

بيروت تايمز: أربعون عاماً من العطاء والكلمة الجادة المؤسسة على الموضوعية والصدق والشفافية

05/01/2025 - 04:54 AM

بيروت

 

 

بقلم: صالح الطراونة *

 

أكتب عن "بيروت تايمز" ولها في قلبي مكانة خاصة، كأنني أعرفها منذ تأسيسها، وكأنني جلت أروقتها وممراتها العتيقة، وكأنني التقيت برئيس تحريرها، الأستاذ ميشال عبسي، الذي حرص على أن تكون روح الصحيفة متماشية نصًا ومضمونًا مع المادة الأولى من الدستور الأميركي، التي تكفل حرية الصِّحافة والتعبير. تلك الرؤية منحت محتوى الصحيفة استقلاليةً فكريةً، جعلت القارئ على تماس مباشر مع مختلف الآراء والأفكار.

الأستاذ ميشال عبسي، بشخصيته المميزة ورؤيته الواضحة، إعلامي بارع، سياسي محنّك، واجتماعي متألق، يحمل تطلعات وطنية صادقة، بعيداً عن التزلف والمجاملات. ينتمي إلى مرجعية وطنية لا يساوم عليها، لبناني جبلي وعربي الهوى، شكلت هذه الانتماءات معالم شخصيته المتفردة. تميز بإنتاجه الغزير ومنهجيته البحثية، وابتعد عن الطائفية الضيقة، منفتحاً على آفاق الاعتدال والإنصاف. هو ابن لعائلة عريقة وصاحب علاقات واسعة في المجالين السياسي والاجتماعي، وله إسهامات إنسانية في مجال الخدمة العامة.

حين منحتني مديرة التحرير شرف الانضمام إلى أسرة بيروت تايمز قبل سبع سنوات، ككاتب ومراسل في الأردن، خضت تجربة مهنية مميزة عبر هذه الصحيفة العربية التي تنبض بالعروبة، شأنها شأن بيروت؛ مدينة الشعراء والأدباء والحالمين، مدينة صباحات فيروز وصوت وديع الصافي الجبلي العابق بالأصالة.

"بيروت تايمز" علمتني كيف أكتب نصاً يحترم عقل القارئ، كيف أميز بين المقالة الأدبية والسياسية والثقافية، وكيف أعد تقارير تعكس واقع المملكة الأردنية في مختلف مناسباتها الوطنية والعربية والإقليمية، كانت ادارة الصحيفة تتيح لي فرصة أن أخاطب أبناء الجاليات العربية عن أوطانهم، وأن أكتب بقلمٍ نابض بالصدق عن صحيفة تحتفل اليوم بأربعين عاماً من العطاء.

أربعون عاماً كانت خلالها ملاذًا للمغتربين العرب اينما كانوا، وصوتًا عربيًا أصيلًا في المهجر، صحيفة استمرت حين غابت أخرى، وبقيت كبلسم على جراح الغربة.

بيروت تايمز، بسقف حريتها العالي، لم تكن يوماً لذاتها بل كانت لكل عربي مهاجر، ولكل قضية مساحة ومساحة. نكتب فيها وكأننا نعيش داخل أروقة مكاتبها، نشعر بنبض حروفها، ونحتفل معها اليوم بمسيرة حافلة امتدت لأربعة عقود. أربعون عاماً وهي تضيء بكلماتها ضمير الأمة، تداوي غربتنا وتلملم شتاتنا، كأننا نعيش بين الأنصار والمهاجرين، منفتحة لا على نوافذ مثقوبة، بل على أبواب مشرعة للأمل والتواصل.

منذ عام 1985، خدمت الصحيفة اللبناني الأميركي والعربي الأميركي بكل إخلاص، مجسدة روح النص الصادق وسط ضوضاء الرداءة. وتوالت عليها أوسمة التقدير منذ عام 1986، بدءاً من بلدية لوس أنجلوس ومجلسها البلدي، وصولاً إلى التكريم الأحدث في عام 2024 من غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، لصحيفة بيروت تايمز وفريقها العامل.

بيروت تايمز ستظل حلم القلوب النقية، حلم الأطفال الأبرياء وهم يرددون النشيد اللبناني في ساحات المدارس. ستبقى حديث الصباح والمساء، ولقاء الأصدقاء الذين جمعتهم الكلمة الصادقة، الكلمة التي أخلصت لها اربعين عاماً، بين مقالة منشورة، ورواية، ونص يوثق للتاريخ، لجيل يؤمن بعمق الكلمة وعلو سقف حرّيتها.

بيروت تايمز، وفريقها المبدع، وإن كنت أحدهم، أقول لكم: كل عام وأنتم بخير، ولبنان والمهاجرون بخير، وستبقى الأربعون عاماً شاهدة على وفائنا لرسالة الصحافة، السلطة الرابعة، التي ما تزال تقدم لنا عنواناً كبيراً في زمن الحاجة إلى الصدق والضمير.

 

* سفير بيروت تايمز في المملكة الأردنية الهاشمية

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment