bah 4 أيّار 2025 تاريخ مفصلي في الحياة السياسية اللبنانية، هل يُحْسِن اللبنانيّون خيارهم أو يستمرّون في الجهل والإستغلال - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

4 أيّار 2025 تاريخ مفصلي في الحياة السياسية اللبنانية، هل يُحْسِن اللبنانيّون خيارهم أو يستمرّون في الجهل والإستغلال

05/03/2025 - 14:35 PM

Bt adv

 

 

بسام ضو *

 

صدق من قال "حين نجدنا عاجزين على الحسمْ في ما الصحيح، علينا أنْ نعتمِدْ الأشدَّ رجوحًا"، نحن مركز أبحاث PEAC نتعاطى الأعمال والتوجيهية، ولا نقف مع الظلامية والإستغلال والتضليل والإرتهان كما إننا لا نستغِّل موقعنا كباحثين لمصالح فريق ضد الآخر، بل إننا نتعاطى العمل البحثي الوطني الصرفْ من بابي التوجيه والواجب الوطني اللذان يُمليان علينا كشف كل الوقائع ودحض الأكاذيب التي تُمارس أثناء الإنتخابات .

كمركز أبحاث متعاون مع مراكز بحثية عربية ودولية نستضيء بما يصل إلينا من دراسات في الشأن العام التي تُعتمد في أغلب الدول الديمقراطية الراقية، لأننا نعتبر أنّ العمل في مجاليْ السياسة والأبحاث هما نعمة الفكر الديمقراطي الحر المتزِّنْ ويجب إستثمارهما في مواجهة التحديات التي تواجه الناخب اللبناني والوطن والمجتمع بكل مكوّناته، ومركزنا البحثي يؤكد بكل أعضائه على ضرورة التحلّي في العمل الأكاديمي – البحثي – السياسي بصفة تعتمد على : الحقيقية ونشرها كاملة – الخدمة العامة الصرفة – الإيمان بوطن سيّد حـر مستقل يُحمى بواسطة قواه الشرعية دون سواها – إحترام الدستور وشرعة حقوق الإنسان وتأمين مصلحة الدولة ومؤسساتها الشرعية المدنية والعسكرية – اللحمة اللبنانية .

في هذه المقالة نطرح سؤالاً جوهريًا على الرأي العام كما على أنفسنا، هل نحنُ قادمـون على إنتخابات ديمقراطية حـرّة نختـار فيها ممثليّن لنا في هذا الإستحقاق البلدي والإختياري نحمّلهم مسؤولية السلطات المحليّة، أم نحن نسير إلى الإنتخابات بموعدها (4 أيّار 2025)، بصور فولكلورية تضليلية انتقائية، ومن دون شعور بمسؤولية ما نفعلْ وما سينْتُجْ عن هذا الفعلْ الغير مدروس والذي على ما يبدو في أكثرية الدوائر سيخضع للمصالح الخاصة وللتضليل والإنتقائية وللزبائنية؟!

من المعيب جانب الرأي العام ونحن جزء لا يتجزأ منك أنْ ننتخِبْ أشخاصًا يُوالون للمنظومة السياسية القائمة التي سيّدتْ نفسها علينا وشرّدتنا من أرضنا إلى كل أصقاع العالم، منظومة سرقت وبدّدت أموالنا وأرهقت الخزينة، منظومة تنسجم مع بعضها البعض وتتفقْ علينا وتُضلِلُنا، منظومة تصادر قرارنا الديمقراطي عبر قوانين إنتخابية تُراعى فيها مصالحهم الخاصة على حساب مصلحة الشعب والوطن.

يفرضون علينا أنصارهم ونحن نعرف عنهم الكثير الكثير وبأجملهم سيّئو النوايا وتشوبهم ألف شبهة وشُبهة... إنها المفارقة البشعة أنْ ننتخِبْ بالمعنى اللفظي للفظة انتخب، لا نُميّز بين مرشح وآخر بين لائحة وأخرى (التمييز ينحصر بكلمة "خدمني إلو علينا – وإنتْ متل ... بتمشي ع الدبح)، لا من حيث الحضور الخٌلُقي والديمقراطي والإنمائي ولا من حيث المطلوب أن يكون برنامج مفصل قابل للتطبيق لا يكون ظرفيًا يُحاكي متطلبات مناطقنا ومستقبلها ومستقبل شبابنا وأهلنا.

كمركز أبحاث PEAC نرغب كمثقفين وكإعلاميين وكباحثين وكعاملين في الشأن العام أن يقـوم الرأي العام (ناخبين ) بتأدية واجبه الإنتخابي بكل مسؤولية بعيدة عن الكيّديّة والإستغلال والعواطف الجيّاشة التي تستغلّه، كمركز أبحاث نرغب ألاّ تقتصر العملية الإنتخابية على إنزال ورقة (لائحة زيّْ ما هيَّ) في صندوق الإقتراع، بل على المشاركة الفعليّة والمسؤولية في حُسْن الإختيار، ولنتوقف عند هذه المقولة " بقدر مسؤولية المُرشّحْ تبرُزْ مسؤولية الناخب" . إعتمدوا مندوبين بوعي وثقافة حيث من المفترض أن لا يكون حضورهم متأثرًا بمواقف المُضللين وأصحاب النفوذ أو مقتصرًا فقط على توزيع لوائح المُرّشحين على أبواب الإقتراع.

4 أيّار 2025، تاريخ من خلاله يجب أنْ نتمكّن من تحقيق قفزة نوعية تضعنا على درب الديمقراطية السليمة والصحيحة، وتؤمِّن المناخ السليم لممارسة المواطنية الصالحة البعيدة عن العشائرية والعائلية والطائفية والمذهبية.

كمركز أبحاث PEAC ورأي عام ومتنوّرين وشرفاء غير مُضلّلين علينا أنْ نُباشِرْ في تحرير الإنسان اللبناني والإدارة اللبنانية الرسمية والعمليّة الإنتخابية من الزبائنية والإستغلال.

كمركز أبحاث PEAC وناشطين في الشأن العام نرغب الخروج من لعبة "الصوت" إلى لعبة "الفعل الحر الشريف" لأنّ الأهم أنْ نعرف كيف نصوِّتْ، وليتحمّـل كل واحدٍ منّا مسؤوليته الكاملة...

أملنا كمركز أبحاث أن نخـرج من هذه الإنتخابات الزائفة التي كانتْ تُمارسْ من قبل جماعة سلطة غير ديمقراطية سقطت وتسقط سياسيًا وإنمائيًا ولفظيًا بنتيجة تقلب الأمور رأسًا على عقب، على أمـل أن نكون نحن الشرفاء أكثر وعيًا وإهتمامًا وعافية وطنية لكي تنجح عملية العبور من العبودية إلى الحرية.

 

* كاتب وباحث سياسي من لبنان

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment