05/05/2025 - 11:53 AM
محمود كامل الكومي *
"كان عنا رئيس نخاف منّه، صار عنا رئيس يخاف معنا".
جملة عنونت إحدى الصفحات السورية تفاعلًا مع القصف الإسرائيلي الذي طال سوريا ليلة الجمعة 2/5، وهي عبارة قد لا تكون مديحًا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بقدر ما هي نقدٌ حادٌّ لنظام تنظيم "أحرار الشام"، وعلى رأسه الرئيس المؤقت أحمد الشرع، الذي بدا عاجزًا عن حماية السوريين، "وبات يخاف معهم".
وقد سبقته إلى حُكم سوريا آلته الإعلامية، تُمني السوريين بالتحرير، ما لا يُعفيه من ملامة عدم القدرة على حماية الوطن، بعدما فرّط بمقدّرات الجيش العربي السوري وقواعده وبنيته الأساسية، وتركها للقصف، وكأنها ممتلكات شخصية تعود للأسد.
وبعد ليلة الغارات 2/5 التي استهدفت مراكز عسكرية في جميع أنحاء سوريا، حتى محيط القصر الجمهوري، والإهانة الإسرائيلية للسيادة السورية، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا أعلن فيه أن قواته انتشرت في جنوب الأراضي السورية، في تصعيد ميداني هو الأحدث ضد نظام الشرع، بزعم حماية الدروز. كما قامت وحدات من الجيش الإسرائيلي بإجلاء مواطنين سوريين من الدروز لتلقّي العلاج الطبي داخل إسرائيل.
أين تركيا؟
هذا تساؤلٌ مطروح، في ظل شرعنة تحالفات نظام الشرع في دمشق مع أنقرة، حيث غابت تركيا وأردوغانها البهلوان.
لذا، يبحث الشرع عن أوراق جديدة تثير اهتمام ترامب ونتنياهو، بعد أن أصبح إعلانه رغبته في التطبيع مع إسرائيل لا يشكّل حاجزًا أمام درء مخاطر نواياها لإضعاف "سوريا الجولانية".
ولهذا، وبعد ليلة الغارات العنيفة التي حملت رسائل للشرع، قام جهاز الأمن العام السوري باعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، طلال ناجي، في خطوةٍ تُعد الثانية من نوعها بعد اعتقال قياديَّين اثنين في حركة "الجهاد الإسلامي" الشهر الماضي، وهما خالد خالد، وأبو علي ياسر.
السؤال الآن:
هل يدرك الشعب السوري، بعد صيام خمسة عشر عامًا، أن إفطاره كان على بصل؟
أم أن الشرع في نزعِه الأخير قد شرع يُغامر بسوريا وشعبها، بين نار أردوغان ودمار نتنياهو؟
حمى الله سوريا وشعبها، ودعاء بعودة الروح إليها.
* كاتب ومحامٍ – مصري
Comments