زيارة تاريخية لترامب الى المنطقة.. والرياض تحتضن قمة اميركية - سعودية
مصادر دبلوماسية عربية لـ "بيروت تايمز"
زيارة ترامب الى المنطقة تأتي في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة في المنطقة
والحفاظ على دورها كفاعل مركزي في ظل تعددية قطبية.
الولايات المتحدة ترى في السعودية، شريكًا محوريًا، في الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين
بيروت - بيروت تايمز - كتبت الاعلامية منى حسن
تحط الطائرة الرئاسية الأميركية غداً في العاصمة السعودية الرياض، حاملة الرئيس دونالد ترامب في زيارته الخارجية الأولى منذ إعلان فوزه بولاية رئاسية جديدة، وهي زيارة تعد مؤشراً على المكانة الجيوسياسية المتقدمة التي باتت تتمتع بها السعودية ودول الخليج، ليس فقط بوصفها لاعباً محورياً في استقرار المنطقة، بل أيضاً نظراً لثقلها الاقتصادي وتوجهاتها الإصلاحية.
ويرصد العالم الزيارة التاريخية الرئاسية الأميركية التي تشمل السعودية وقطر والإمارات ويأمل خلالها في أن يبرم على الأقل صفقات تجارية كبرى، في ظل الصعوبات التي تواجه تحقيق تسويات للنزاعات الإقليمية.
وتتصدر الزيارة 10 ملفات، منها الأمن الإقليمي، والطاقة، والدفاع، والتعاون الاقتصادي، أجندة مباحثات ترامب مع القيادة السعودية وقادة دول الخليج، حيث تسعى واشنطن إلى تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع شركائها الخليجيين في ضوء المتغيرات الدولية المتسارعة.
وأكد البيت الأبيض أن ترامب يتطلع لعودة تاريخية إلى المنطقة، في أبرز زيارة خارجية يجريها منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الحالي، وستطغى عليها الحرب في غزة والمباحثات النووية مع إيران.
ويؤشر قرار ترامب مجددا تخطي الحلفاء الغربيين التقليديين واختيار دول الخليج كمحطة خارجية أولى له (باستثناء زيارته للفاتيكان للمشاركة في تشييع البابا فرانشيسكو)، إلى الدور الجيوسياسي المتزايد الذي تحظى به هذه البلدان الثلاثة، إضافة إلى مصالحه التجارية الخاصة في المنطقة.
وسيلتقي ترامب في الرياض قادة الدول الست لمجلس التعاون الخليجي، إلا أن جدول الزيارة الإقليمية لا يشمل إسرائيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
القمة الخليجية -الاميركية
ينتظر أن تحتضن العاصمة السعودية، أعمال القمة الخليجية - الأميركية، التي تأتي في ضوء الزيارة التاريخية الأولى خارجيا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى السعودية وقطر والإمارات، ووفقا لموقع "أكسيوس"، الذي نقل عن مسؤول أميركي ومسؤولين عربيين، تعتزم السعودية، الأربعاء، استضافة القمة التي تجمع الرئيس الأميركي ونظراءه زعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تعكس أول رحلة خارجية رسمية للرئيس الأميركي الأهمية المتزايدة التي توليها إدارته للتعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج.
وستمثّل القمة فرصة للرئيس الأميركي لتقديم رؤيته بشأن انخراط الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط وتحديد مصالح بلاده في المنطقة وستكون هذه القمة، هي الخامسة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، عقب انعقادها 4 مرات سابقة، كانت الأولى في كامب ديفيد مايو 2015، والثانية في أبريل عام 2016، فيما كانت الثالثة في مايو من عام 2017 في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة ترامب خلال ولايته الأولى، وجاءت الرابعة في يوليو 2022 بمشاركة عربية شملت مصر والأردن والعراق.
ووجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأحد، دعوات إلى قادة دول الخليج من أجل حضور القمة الخليجية - الأميركية في الرياض، وأكّدت مصادر دبلوماسية عربية لمراسلة "بيروت تايمز" أن زيارة الرئيس ترامب "تعكس، بما لا يدع مجالا للشك، مدى أهمية واستراتيجية الدور السعودي في المنطقة، إذ ترى الولايات المتحدة في السعودية، شريكا محوريا، في الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين".
وأضاف سامويل وربيرغ، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن واشنطن تؤكد مرة أخرى، التزامها بالعمل مع شركائها الإقليميين "لإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية مستدامة للأزمات، ودعم جهود التهدئة في غزة، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومواجهة الأنشطة التي تهدد حرية الملاحة في البحر الأحمر".
ووفقا لموقع "أكسيوس"، الذي نقل عن مسؤول أميركي ومسؤولين عربيين، تعتزم السعودية، الأربعاء، استضافة القمة التي تجمع الرئيس الأميركي ونظراءه زعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تعكس أول رحلة خارجية رسمية للرئيس الأميركي الأهمية المتزايدة التي توليها إدارته للتعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج.
وتقول الخبيرة الاقتصادية كارين يونغ، الزميلة في معهد الشرق الأوسط للدراسات: "يريد الرئيس ترامب الإعلان عن تدفق المزيد من الأموال الخليجية للولايات المتحدة".
وتضيف: "يريد ترامب تعليق ملصق كبير خلال الاجتماعات التي سيعقدها، ليُوضِح من خلاله الوجهة المحتملة لهذه الاستثمارات، وتقدير تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي من حيث قدرتها على خلق فرص العمل، أو التصنيع المحلي الذي يدعمه بشكل كبير".
ومن المقرر أن يصل ترامب إلى العاصمة السعودية، الرياض، يوم الثلاثاء 13 مايو/أيار الجاري، للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووصف البيت الأبيض، الجمعة 9 من مايو/أيار، زيارة الرئيس ترامب إلى الدول الخليجية الثلاث بـ "عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط".
وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إلى أنه "بعد 8 سنوات، سيعود الرئيس ترامب ليُعيد التأكيد على رؤيته المستمرة لشرق أوسط فخور ومزدهر وناجح، حيث تقيم الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط علاقات تعاون، وحيث يتم هزيمة التطرف ليحل محله التبادل التجاري والثقافي".
ويعوّل المراقبون على الزيارة لإطلاق حلول لأزمات المنطقة، في الوقت الذي شهدت سلطنة عمان أمس الجولة الرابعة من المفاوضات الأميركية- الإيرانية حول الملف النووي الإيراني ودور إيران ونفوذها الإقليمي.
مصادر دبلوماسية اكدت لمراسلة "بيروت تايمز "ان زيارة الرئيس الاميركي تأتي في ظلّ تحوّلات إقليمية ودولية متسارعة في المنطقة ولتعزيز التحالفات التقليدية، والحفاظ على دورها كفاعل مركزي في منطقة تزداد انزياحا نحو تعددية قطبية.
ومن المرجح أن يعلن الرئيس الأميركي خلال زيارته الى السعودية والإمارات وقطر، تأييده لإعلان الدولة الفلسطينية، أما إطلاق مسار التطبيع بين “إسرائيل” ودول الخليج وترتيب العلاقة مع دول المنطقة والخليج فالمتوقع أن يُعلن بعد مؤتمر القمة العربية المرتقبة في الرياض أو جدة، خصوصاً أن هناك قمة متوقعة بين ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس السلطة الفلسطينية محمود والرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية، أما الاتفاق الأميركي مع إيران بشأن النووي فغير متوقع خلال الشهرين المقبلين.
حسب مصادر دبلوماسية لم يُعرف إذا كانت القمة ستضمّ إلى جانب ترامب وبن سلمان والشرع، رئيس الجمهوريّة اللبنانية جوزاف عون! فيما كانت المعلومات المتداولة حتى مساء أمس، أن الرئيس عون سيكون في القمة بناء لطلب السعودية وإصرار الأمير محمد بن سلمان.
ووفق معلومات من مصادر خارجيّة أن هناك قمتين قبل القمة العربية التي لم يحسم جدول أعمالها بعد، القمة الأولى ستجمع ترامب وبن سلمان وعباس والشرع وعون، والقمة الثانية بين ترامب وملوك وأمراء دول الخليج، على أن يكون الملف اللبناني بنداً رئيسياً على جدول أعمال القمة العربية المقبلة حيث من المتوقع أن تصدر توصيات لمصلحة لبنان فيما يتعلق بالحدود اللبنانية مع كل من فلسطين وسورية.
هدية من قطر إلى ترامب!
قال مصدر مطلع إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعتزم قبول طائرة بوينغ من طراز 747-8 كهبة من العائلة القطرية الحاكمة، يُفترض أن يُصار إلى تجهيزها لتستخدم كطائرة رئاسية.
وذكر المصدر أن الطائرة الفاخرة، التي تُعد من أغلى الهدايا التي تلقتها الحكومة الأميركية على الإطلاق، سيجري التبرع بها في نهاية المطاف لمكتبة ترامب الرئاسية بعد انتهاء ولايته.
تُقدَّر تكلفة الطائرة الجديدة من هذا الطراز بنحو 400 مليون دولار، وكانت شبكة "إيه.بي.سي نيوز" أول من أورد خبر الهدية المرتقبة، يوم أمس الأحد (11 أيار).
ودافع ترامب عن خططه لقبول طائرة رئاسية جديدة كـ"هدية"، بعد تقارير إعلامية أفادت بأن قطر قدّمت طائرة بوينغ فاخرة لتستخدم كـ"اير فورس وان"، رغم القوانين الصارمة التي تنظّم منح الهدايا لرؤساء الولايات المتحدة.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، مساء الأحد، من دون أن يذكر قطر بالاسم، شنّ ترامب هجوماً حاداً مؤكداً أن الطائرة "هدية" مؤقتة ستُسلَّم إلى وزارة الدفاع الأميركية، لتحلّ مكان طائرة مضى عليها نحو 40 عاماً.
وقال ترامب إن العملية "شفافة"، ووجّه انتقادات لاذعة إلى الديمقراطيين، متهماً إياهم بالرغبة في إنفاق أموال دافعي الضرائب على طائرة رئاسية جديدة "من دون مبرر".
وقد أثار هذا الطرح اعتراضات من الديمقراطيين والمدافعين عن مبادئ الحكم الرشيد، معتبرين أنه يطرح "مخاوف أخلاقية وقانونية جدية".
وكتب زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، عبر منصّة إكس: "لا شيء يُجسّد شعار (أميركا أولاً) مثل طائرة رئاسية تُقدّمها قطر، هذه ليست مجرد هدية، بل نفوذ أجنبي فاخر بامتياز."
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، في بيان: "أي هدية تُقدَّم من حكومة أجنبية يتم قبولها وفق القوانين المرعية، وإدارة الرئيس ترامب ملتزمة بالكامل بالشفافية."
وفي السياق نفسه، اعتبرت وزارة العدل الأميركية أن الهدية قانونية، إذ لم تُمنَح مقابل خدمة أو قرار معين، وبالتالي فهي لا تُعد رشوة، وفق ما نقلت شبكة "آيه.بي.سي" عن مصادرها.
من جانبه، أوضح المتحدث باسم الحكومة القطرية، علي الأنصاري، لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن "إمكانية تسليم الطائرة لا تزال قيد الدرس، ولم يُتخذ أي قرار نهائي بعد."
يُذكر أن ترامب أعرب مراراً عن استيائه من التأخير في تسليم طائرتين جديدتين من طراز 747-8، إحداهما ستُستخدم كنسخة مطوّرة من طائرة الرئاسة الأميركية. وكان قد توصل خلال ولايته الأولى إلى اتفاق مع شركة بوينغ لتسليمهما في عام 2024. لكن مسؤولاً في سلاح الجو الأميركي أبلغ الكونغرس الأسبوع الماضي بأن بوينغ تقترح إكمال التصنيع بحلول عام 2027.
وفي شباط الماضي، قام ترامب بجولة على متن طائرة 747-8 المملوكة لقطر، عندما كانت متوقفة في مطار "بالم بيتش" الدولي بفلوريدا، بالقرب من منتجعه الخاص في "مار ألاغو". وذكر البيت الأبيض حينها أن الجولة هدفت إلى الإطلاع على تصاميم الطائرات الرئاسية المُحدثة.
Comments