بقلم: فادي زواد السمردلي
اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال
تنويه هام:
فكرة ما هو مخطوط هو عمل فني خيالي محض، لا يستند إلى وقائع حقيقية، ولا يقصد به الإساءة إلى أي جهة أو شخصية سياسية أو اجتماعية.، تمت كتابة هذه القصة في إطار فني بحت، ومن وحي الخيال، مع التأكيد أن لا إسقاط مباشر أو غير مباشر قد يُساء فهمه.
"راودتني فكرة لقصة فيلم يحمل عنوان "لصوص بلا أقنعة"، وبدأت أرسم في مخيلتي ملامح بعض المشاهد".
المشهد الأول
عدسة الكاميرا تتهادى بين أروقة ناعمة الإضاءة، أصوات ضحكات مكتومة، وربطات عنق تلمع تحت أضواء الاجتماعات المغلقة..
فلا أحد يُخفي شيئًا، لأن لا شيء يُعتبر سرقة هنا، فكل شيء "مرسوم " على ورق رسمي، مختوم، موقّع، ومبرر بقرارات وُلدت من رحم الخديعة..
في هذا الإسقاط الخيالي، اللصوص لا يحملون مسدسات، بل يحملون أوراقًا، ويوقعون عقودًا، ويدسون جملًا مشروطة في المناقصات.
لم يعودوا يتسلّلون ليلًا، بل يدخلون نهارًا من أبواب عريضة، يستقبلهم الموظفون بالتصفيق، وترافقهم كاميرات الإعلام وهم يسرقون على الهواء مباشرة.
المشهد الثاني
ننتقل إلى الكواليس...شبكة تواطؤ معقدة، خيوطها تمتد من مسؤول في الهرم إلى موظف بسيط يُغريه المال أو يسكته الخوف.
وهنا لا أحد يراقب...لأن الجميع مستفيد: فالبعض يصمت مقابل فتات، والآخر يضحك من خلف الكواليس لأن المشروع "راح لمعارفه". وهكذا تُدار الأحداث.
المشهد الثالث
عين الكاميرا تسلّط على شاب طموح يُقصى لأنه بلا واسطة، على فكرة تموت قبل أن تولد، على مشروع يُجهض لأنه صادق.
فهذه السرقات بلا شهود، لا تصدر عنها أصوات إنذار، لكنها تقتل أكثر من أي رصاصة تسرق المستقبل.
المشهد الرابع
زووم إن على وجوه صامتة: رؤساء، أمناء، مدراء… كلٌّ منهم "يعرف" لكنه لا "يتدخل"، لأنهم من نفس الطينة...
الكاميرا تدور ببطء، تكشف عن عيون زائغة، وابتسامات مصطنعة، وضمائر في إجازة مفتوحة.
المشهد الأخير
صوت الراوي يعلو، وصورة قبر يُوضع عليه تاج مكسور:
قد تظنون أنكم حجزتم أماكنكم في الصف الأول، أنكم انتصرتم بثروات ومناصب، لكنكم واهمون...
فالتاريخ لا يحابي أحدًا، والذاكرة لا تمحو الخيانة، والعدالة قد تتأخر لكنها لا تغيب. لا تتوهموا الذكاء، فالجبان وحده من يختبئ خلف نفوذ زائل، الحياة لا تنسى، والله لا ينسى.
نهاية... ولكن ليس بعد.
Comments