bah في الذكرى 77 لنكبة فلسطين - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

في الذكرى 77 لنكبة فلسطين

05/15/2025 - 04:50 AM

Prestige Jewelry

 

 

بقلم: محمود كامل الكومي

 

في ذكرى النكبات... البكاء على الأطلال حرام.

قالها الزعيم جمال عبد الناصر: "إن النكسة لا بد أن تضيف إلى تجربتنا عمقًا جديدًا، وأن تدفعنا إلى نظرة فاحصة وشاملة وأمينة على جوانب عملنا"، وذلك عقب هزيمة 1967.

في فلسطين، ومنذ عام 1948 وحتى عام 2025، الآن...

إبادة جماعية لأهلنا في غزة منذ ما يقرب من عامين، ومحاولات لإجبارهم على الهجرة إلى الأردن وسيناء.

هدم للديار، وانتهاك للمقدسات، وآلاف الأسرى، وخمسون ألف شهيد. ويبقى إبداع الإنسان الفلسطيني في وسائل المقاومة والنضال وقتال جيش العصابات الصهيونية، وتمسّكه بالأرض والهوية الفلسطينية، رغم الصعاب... نورًا وضّاءً ونارًا تقضّ مضاجع نتنياهو وكبير الحاخامات.

بعد 77 عامًا على "النكبة"، لا ينبغي أن نكرر ما هو ثابت في اللوح المحفوظ: كيف بدأت النكبة. ولا يجب أن نعيد ما أثبته التاريخ من جرائم "الهجناة" والمستوطنين، وتآمر الاستعمار البريطاني والفرنسي والعثماني الذي سلم أرض فلسطين إلى الغزاة، والمؤامرة الإمبريالية الأمريكية الآن على الشعب الفلسطيني، حتى تم شتاته في مخيمات الداخل والخارج.

إنّ درس النكبة هذا العام يُملي علينا وقفة تعبوية مع الذات، لا بد أن يعقبها فعلٌ جامع للشعب العربي ضد حكامه ومن يُنصّبون أنفسهم حكّامًا على شعبنا الفلسطيني الآن.

--

في مراجعة النفس – عتاب:

لماذا تماهت جماهير أمتنا العربية والفلسطينية مع اتفاقيات العار والصلح مع العدو الصهيوني منذ "كامب ديفيد" و"وادي عربة" و"أوسلو"، وسكتت عنها حتى الآن؟ ولماذا تُبرّر تغلغل "الموساد" في الدوحة والإمارات والبحرين وحتى في الرياض على أنها "مكاتب تجارية"؟!

حسن النية مرفوض مع عصابات صهيونية دَرَجَت على الخديعة ونقض العهود على مرّ التاريخ، دون إدراك لحقيقة هدفها في فرض الأمر الواقع والتسليم بالاعتراف الرسمي بها، وإزالة أي لبس عن استيطانها – بل وإحراج الدول الصديقة التي لا تعترف بالوجود الصهيوني على أرض فلسطين، ومن ثمّ إجبارها على الاعتراف طالما أن أهل الدار قد أبرموا مع الصهاينة معاهدات "السلام".

---

في مراجعة النفس – أمل:

ما زال الأمل يحدو جماهير شعبنا العربي في إسقاط كل معاهدات الصلح مع العدو الإسرائيلي، بعد أن زاد غطرسةً وعنفًا وضراوةً واستيطانًا. وهو ما يُبرّر للحكومات إسقاط تلك المعاهدات عن كاهل شعوبها، لكن هذه الحكومات لا تحرّك ساكنًا إلا بإذن من الإمبريالية والصهيونية، ولن تستجيب إلا بثورة الجماهير عليها، ووثوب الشعب إلى الحكم ليمارس سلطاته.

---

مع حكام الخليج، المؤامرة هذا العام أكثر وضوحًا: فلسطين لا بد أن تُطوى في صحائف النسيان – تلك استراتيجية "ماخورة" مجلس التعاون الخليجي، أداة الصهيونية لهدم الجامعة العربية. وقد تحقق لهم ما أرادوا، ثم تفرغوا لصناعة "الصهاينة الجدد": من "داعش" و"النصرة" و"أحرار الشام" و"جيش الفتح" وكل منظمات الإرهاب، بل و"الإخوان المسلمين"، ليعيثوا فسادًا في سوريا والعراق ومصر وليبيا وتونس، والآن "القاعدة" في اليمن.

هدفهم: تفتيت الدول العربية، وإغراق شعوبها في التناحر وسفك الدماء، لينسوا فلسطين، ويغوصوا في ذاتهم المهترئة. والغاية الأسمى: أمن إسرائيل، لـ"إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات. ورغم وضوح المؤامرة، تعامى عنها من يتربع على عرشه الوهمي في "رام الله"، وتماه مع المؤامرة، وحتى بعض من يحكم غزة لا يبغي سوى الدعم القطري وتحقيق مصالح أردوغان – وتلك مصيبة أهل الدار.

بينما المقاومة في غزة الآن تكتب التاريخ بأحرف من نور، بإسناد فريد من أهل اليمن المجيد، والمقاومة في لبنان بقيادة حزب الله، وفي العراق...

---

في عام النكبة الـ 77 ...

تضيق الأرض بأهلنا في فلسطين، خاصة بعد المؤامرة الكونية على سوريا، التي دبّرتها الصهيونية الأمريكية والخليجية والأردوغانية، حتى سقطت سوريا في يد عصابات "أحرار الشام" الإرهابية، فتركوا الجيش السوري وقواعده لطيران العدو الصهيوني ليُبيده، ووقف "الجولاني" يتفرج وكأن الجيش السوري ملك لـ "بشار الأسد".

ثم كان إبلاغ النظام الجديد للصهاينة عن مواقع حزب الله، فهاجمها الطيران الإسرائيلي، وتمدد الجيش الصهيوني داخل الأراضي السورية.

الهدف: قطع خطوط الإمداد القادمة من إيران إلى المقاومة اللبنانية، التي تساند المقاومة الفلسطينية، وبالتالي منع المدد عن غزة، لخنقها والقضاء عليها.

---

لم يكن هدف البترودولار الخليجي يومًا سوى محو القضية الفلسطينية من الوجود، وإهالة التراب، وصبّ اللعنات، وتدبير المؤامرات على كل من يناصرها، حتى من خارج عالمنا العربي. فكانت حملات إعلام الخليج – التابع للرأسمالية العالمية وبترودولاره – لتشويه هؤلاء المناصرين لقضيتنا، كما فعلوا مع: إيران، جنوب أفريقيا، فنزويلا، كوبا... حتى أصبحت ذكرى "يوم النكبة" مناسبة لاستقبال ترامب وعصابته الصهيونية – كما فعل السادات في 15 مايو 1971، حين قلب ذكرى النكبة إلى "احتضان" بني صهيون، بانقلابه على ثورة التحرر الناصرية التي جعلت من الصراع العربي الصهيوني صراع وجود.

---

يا شعبنا العربي في كل مكان... جمال عبد الناصر هو من نادى بالوحدة العربية التي لا تتحقق إلا بعودة فلسطين إلى حضن الأمة، لذا حذرنا من عملاء الاستعمار والصهيونية المتمثلين في "الرجعية العربية".

وها هي الرجعية اليوم، متمثلة في "الصهاينة الجدد"، يقفون خلف "داعش" و"النصرة" وسائر المنظمات الإرهابية التي صنعتها أموالهم، لتفتيت دولنا العربية، ونسيان قضيتنا المركزية: فلسطين. يكشفون الآن عن وجههم السافر، ويعادون شعبنا العربي علنًا...

ويبقى شعبنا الفلسطيني ما غادر الميدان...

فهيا يا شعبنا العربي، في كل مكان،

لنقضِ على الصهاينة الجدد،

ولنحرر إرادتنا من الرجعية العربية،

فهذه أولى خطوات تحرير فلسطين من الاستيطان الصهيوني...

وإننا... لَـعَائِدُون.

 

*كاتب ومحامٍ – مصر

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment