bah لبنان في الفاتيكان… وصورة أرادها العدو سلاحًا إعلاميًا - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

لبنان في الفاتيكان… وصورة أرادها العدو سلاحًا إعلاميًا

05/18/2025 - 16:34 PM

absolute collision

 

 

 
 
 
 
 
 
 
الاعلامي كريم حداد
 
في مشهد يختصر تاريخ لبنان ورسالته، شارك فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزاف عون واللبنانية الاولى نعمة عون، في القداس الحبري الأول لقداسة البابا ليون الرابع عشر في حاضرة الفاتيكان. هناك، حيث تسمو القيم الروحية على كل خلاف سياسي أو صراع جغرافي، وقف لبنان حاملاً رسالته أمام العالم: رسالة الإيمان، والصمود، والانفتاح رغم الجراح.
 
وخلال مراسم القداس، التُقطت صورة لفخامته يصافح أحد المشاركين، تبيّن لاحقاً أنه الشيخ موفق طريف، ممثل الدروز في إسرائيل. وكما هو متوقّع، تعمّدت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية استغلال الصورة وترويجها ضمن حملة تضليل معتادة تهدف إلى زعزعة الموقف اللبناني الراسخ من العدو الإسرائيلي.
 
المفارقة أن التوضيح الصادر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية جاء شفافًا وواضحًا، مؤكدًا أن اللقاء كان عابرًا وعفويًا، وأن فخامته لم يكن على دراية مسبقة بهوية الشخص، وهو ما ينزع عن الصورة كل محاولة خبيثة لتأويلها خارج سياقها.
 
لكنّ الأهم من كل ذلك هو الثقة الراسخة لدى اللبنانيين بمواقف رئيسهم، الذي ما توانى منذ اليوم الأول لتوليه المسؤولية عن التأكيد على الثوابت الوطنية: سيادة لبنان، رفض التطبيع، ورفض أي شكل من أشكال التلاقي مع ممثلي الاحتلال.
 
لقد أدرك فخامته مبكرًا أن إسرائيل لا تترك مناسبة إلا وتحاول أن تندسّ فيها لتصوّر لنفسها حضورًا دوليًا عبر التشويش على صور ومواقف القادة الحقيقيين. لكنها تفشل دائمًا، كما فشلت اليوم، لأن من يمثل لبنان لا يمكن أن ينزلق إلى التطبيع المقنّع، ولا إلى لعبة الصور المدسوسة.
 
إنّ الشعب اللبناني، اليوم، إذ يجد في فخامة العماد جوزاف عون شخصية وطنية جامعة، يُدرك تمامًا أن هذه المصافحة العابرة لا تمثّل شيئًا من قناعاته أو خياراته، بل إنها مجرّد تفصيل شكلي عابر أمام صلابة الموقف وجوهر الالتزام الوطني الذي لطالما عبّر عنه قائدٌ من قلب المؤسسة العسكرية، حمل سلاح الشرف، وحافظ على الكرامة الوطنية في أحلك الظروف.
 
لا حاجة لتبرير، لأن الموقف واضح. ولا حاجة للخوف من صورة، لأن رئيس الجمهورية اللبنانية يحمل مناعةً وطنية لا تهتز أمام الكاميرات. فالموقف أكبر من المشهد، والثقة أقوى من الحملات.
 
 
 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment