في عمق كل أردني ينبض فخره بوطنه، وفي وجدانه يتجذر انتماؤه لهذا الوطن الذي كان ولا يزال درعًا للعزة والكرامة في وجه التحديات فلقد بدأت معركة الوعي بالهوية الوطنية الأردنية منذ اللحظة التي أدرك فيها كل فرد منا أن الوطن ليس مجرد مكان للعيش، بل هو روح نبضت عبر الأجيال، وعُرضة للتهديد إذا لم نكن مستعدين للحفاظ عليه بكل ما أوتينا من قوة وهذه المعركة، التي لا تتوقف ولا تنتهي، هي معركة الفكر والإرادة، معركة الوعي الجماعي الذي يجعل من الهوية الوطنية الأردنية سلاحًا قويًّا في وجه كل التحديات المحلية والدولية.
الهوية الوطنية ليست مجرد كلمات تقال أو شعارات تُرفع، بل هي واقع نعيشه يومًا بعد يوم، وهي قلب ينبض داخل كل أردني، تحمل في طياتها تاريخًا مجيدًا من التضحية والعطاء، وتحمل إرثًا من النضال المستمر من أجل الحرية والاستقلال إنها ليست ماضٍ فقط نحتفظ به في الذاكرة، بل هي حاضر نسعى من خلاله إلى الحفاظ على كرامة الوطن ورفعته، وهي مستقبل نبنيه بأيدينا وأفكارنا وعزيمتنا.
لقد أثبت التاريخ أن الأردن لم يكن مجرد أرضٍ صلبة، بل كان دائمًا رمزًا للوحدة الوطنية والولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة هذه القيادة التي قدمت النموذج في الثبات على المبادئ، وفي حماية القيم التي وحدت الشعب الأردني بكل أطيافه إن تمسكنا بهويتنا الوطنية هو الذي يمنحنا القوة في مواجهة أصعب التحديات، ويجعلنا أكثر استعدادًا للتغلب على كل الصعاب التي قد تعترض طريقنا.
مع كل أزمة تمر على الأردن، وكل تحدٍ يواجهه من أقصى الأرض إلى أقصاها، نلاحظ أن بعض الولاءات الضيقة، التي لا تجد مكانًا لها في هذا الوطن، تحاول تهميش الهوية الوطنية الأردنية.ورغم ذلك، يستمر الأردنيون في إثبات عراقة انتمائهم لهذا الوطن الغالي إن الدفاع عن الهوية الوطنية لا يتطلب فقط الشعارات، بل يتجسد في سلوك كل فرد، من احترام القانون إلى التضحية من أجل المصلحة العامة، وصولًا إلى العمل الجاد من أجل تحقيق البناء المستدام فنحن لا نملك ترف الانفصال عن هذا الوطن أو التفريط في ثوابته، بل يجب أن نكون دائمًا مستعدين للتضحية والعمل والإنجاز لضمان بقاء الأردن قويًا، مزدهرًا، شامخًا.
واليوم، في هذا العصر الذي تتسارع فيه الأحداث من حولنا، وفي ظل العولمة والتغيرات المستمرة في العالم، يصبح من الضروري أن نحافظ على هويتنا الوطنية بكل قوة ويجب أن نتأكد من أن الأجيال القادمة ستواصل نفس الدرب، وأنهم سيحملون شعلة الهوية الأردنية بيد قوية، وسيعرفون كيف يعبرون عن انتمائهم وولائهم لهذا الوطن الذي لا يقبل إلا العزّة والكرامة.
لا تكمن قوة الهوية الوطنية فقط في الدفاع عنها في المواقف الصعبة، بل في احترامنا لثقافتنا، ولغتنا، ومؤسساتنا، وفي تعزيز العدالة والمساواة بين جميع المواطنين إن تحقيق هذا الوعي لا يمكن أن يحدث إلا إذا بدأنا من الآن، وكل واحد منا له دور في بناء هذا الوعي في نفسه وفي محيطه، سواء كان في الأسرة أو في المدرسة أو في العمل أو في وسائل الإعلام.
إن الأردن، بتاريخه المشرق ومواقفه الثابتة، لا يحتاج منا فقط أن نكون حاضرين في اللحظات الحاسمة، بل أن نكون مستمرين في بناء هذا الوعي عبر الأجيال. هذه المعركة، التي بدأها آباؤنا وأجدادنا بدمائهم وتضحياتهم، يجب أن نكملها نحن بتعزيز الولاء، وتقوية الانتماء، وتعميق الوعي بأن الهوية الوطنية هي الجسر الذي نعبُر من خلاله نحو غدٍ أفضل وأكثر استقرارًا.
إن المستقبل لا يُبنى إلا على أساس من الثقة في الذات، والثقة في الوطن، والثقة في القيادة التي ما فتئت تقدم وتضحي من أجل رفعة هذا الوطن وبذلك، تصبح معركة الوعي بالهوية الوطنية معركة مستمرة، لا تتوقف أبدًا، لأنها معركة الحب والانتماء والوفاء للوطن الغالي.
اليوم أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى أن نعيد النظر في دورنا كمواطنين مسؤولين، وأن نتحمل معًا عبىء هذه المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقنا إذ لا بديل لنا عن المضي قدمًا في معركة الحفاظ على هويتنا الوطنية، والتمسك بمبادئنا الراسخة، وإعطاء هذا الوطن ما يستحقه من ولاء وإخلاص.
Comments