حوار خاص
..................................................
زيارة ترامب الى كل من السعودية وقطر والإمارات
كانت زيارة هامة جدا للولايات المتحدة ولدول الخليج وللرئيس ترامب بالذات
ترامب سيقوم بكل ما يمكن القيام به من أجل أن بنال جائزة نوبل للسلام وتحقيق هذا الحلم
واشنطن - بيروت تايمز - اجرت الحوار الاعلامية منى حسن
قال السفير اللبناني السابق مسعود معلوف في حوار مع "بيروت تايمز" إن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط، والتي شملت كلًّا من السعودية وقطر والإمارات، حملت أبعادًا استراتيجية واقتصادية بالغة الأهمية، سواء للولايات المتحدة أو للدول الخليجية المعنية، وان أهداف الزيارة من وجهة النظر الأميركية:
استثمارات ضخمة: تم الإعلان عن استثمارات خليجية تصل إلى نحو أربعة تريليونات دولار أميركي في الاقتصاد الأميركي، مما يعزز فرص العمل، ويخفض نسب البطالة، ويقوّي شركات أميركية كبرى مثل بوينغ، التي ستبيع لقطر 210 طائرات.
منافسة النفوذ الصيني: تأتي هذه الاستثمارات أيضًا في إطار تعزيز النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط في وجه تمدد النفوذ الصيني في المنطقة من خلال مشاريع استثمارية وتجارية متسارعة.
واعتبر السفير معلوف أن الرئيس ترامب سيستفيد شخصيًا من هذه الزيارة لتعزيز صورته داخليًا، خصوصًا أنه وعد خلال حملته الانتخابية بـ "جعل أميركا عظيمة من جديد"، والزيارة تخدم هذا الهدف سياسيًا واقتصاديًا.
في ما يلي نصّ الحوار:
● سعادة السفير كيف تقيمون زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط والمواقف التي أعلنها؟
زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى كل من السعودية وقطر والإمارات كانت زيارة بالغة الأهمية، ليس فقط للولايات المتحدة بل أيضًا للدول الخليجية، ولشخص الرئيس ترامب نفسه.
من وجهة نظر الولايات المتحدة، حملت الزيارة مكاسب اقتصادية ضخمة، حيث تم الإعلان عن استثمارات خليجية تُقدّر بنحو أربعة تريليونات دولار أميركي. هذه الاستثمارات من شأنها أن تُحدث نقلة نوعية في الاقتصاد الأميركي، من خلال خلق مئات آلاف، وربما ملايين فرص العمل، والمساهمة في خفض معدلات البطالة، وتنشيط شركات أميركية كبرى مثل بوينغ، التي وقعت قطر معها صفقة شراء 210 طائرات.
كما أن هذه الزيارة تعزز النفوذ الأميركي في المنطقة في ظل التنافس الاستراتيجي المتصاعد مع الصين، التي كانت قد أحرزت تقدمًا ملحوظًا في توسيع علاقاتها الاقتصادية والاستثمارية مع دول الخليج.
أما بالنسبة للدول الخليجية الثلاث، فقد رأت في هذه الزيارة ضمانة أمنية إضافية من واشنطن، خاصة في ظل التهديدات الإيرانية، بالإضافة إلى مكاسب تقنية وتكنولوجية من خلال استثماراتها في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الأميركية المتقدمة.
أما من ناحية الرئيس ترامب شخصيًا، فسيعتبر هذه الزيارة إنجازًا كبيرًا يمكن أن يتباهى به أمام ناخبيه، خاصة أنها تنسجم مع شعاره الشهير: "لنجعل أميركا عظيمة من جديد".
● هل يمكن اعتبار الدول العربية التي زارها الرئيس ترامب حليفاً أقوى له من إسرائيل؟
صحيح أن التحالف بين هذه الدول الخليجية والولايات المتحدة سيصبح أقوى، لكن إسرائيل تبقى الحليف الأول والأقوى لواشنطن.
رغم الجفاء الظاهر بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو مؤخراً، خصوصاً بعدما تجاهل ترامب زيارة إسرائيل خلال جولته الاخيرة الى الشرق الاوسط، إلا أن إسرائيل ما زالت تُعتبر من قبل البعض بمثابة "الولاية الأميركية الحادية والخمسين".
مهما تعززت علاقات أميركا مع الدول العربية، لن تتقدم أي منها على إسرائيل في مستوى التحالف والتنسيق.
● هل نحن أمام شرق أوسط جديد في ظل التحالفات والاتفاقات التي أبرمت؟
أنا لا أعتقد أننا أمام شرق أوسط جديد. هذه زيارة هامة بالتأكيد، لكنها لن تُحدث تغييرًا جذريًا في المنطقة.
التحولات الكبيرة تحتاج إلى وقت، وجهود سياسية معمقة، ومفاوضات حقيقية. الاتفاقات التي عُقدت ذات طابع اقتصادي صرف، أما في الشق السياسي، فلم يتم التطرق بشكل جدي إلى ملفات محورية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وما يجري في قطاع غزة.
الملف الوحيد الذي نوقش سياسيًا هو مفاوضات البرنامَج النووي الإيراني. لذا لا أتوقع تغييراً جوهرياً في المشهد الإقليمي قريباً.
● هل يستطيع الرئيس ترامب أن ينجز السلام في منطقة الشرق الأوسط وتعود فلسطين دولة ذات سيادة؟
منذ حرب 1967 ثم 1973، حاول كل رئيس أميركي حل القضية الفلسطينية، وكانت واشنطن دائمًا تؤيد حل الدولتين، لكن لم يُنفذ هذا الحل.
السبب لا يعود لضعف الرؤساء الأميركيين، بل لتصلّب المواقف الإسرائيلية ورفضها إقامة دولة فلسطينية، وسعيها الدائم للتوسع على حساب الأراضي الفلسطينية.
الرئيس ترامب، المعروف بعقليته "الصفقاتية"، أعلن رغبته في إنهاء الحروب، لكنه سيصطدم بعقبة كبرى: حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة التي ترفض مجرد النقاش حول الدولة الفلسطينية. ولا أعتقد أن ترامب قادر على ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل عبر وقف المساعدات، لأن اللوبي الإسرائيلي القوي في الولايات المتحدة يلعب دوراً كبيراً في دعم إسرائيل، وخصوصاً خلال المواسم الانتخابية، حيث تُضخ أموال طائلة لدعم المرشحين الموالين لإسرائيل.
● هل تعتقد أن الرئيس ترامب سينال جائزة نوبل للسلام عام 2025؟
لا شك أن الرئيس ترامب يحلم بالحصول على نوبل للسلام، تمامًا كما نالها الرئيس الاميركي الأسبق باراك أوباما عام 2009. وهو سيسعى بكل جهده لتحقيق هذا الحلم، لكن الأمر مشروط بنجاحه في مسألتين محوريتين:
إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وقف الحرب الإسرائيلية على غزة وتحقيق تقدم حقيقي في حل القضية الفلسطينية.
إذا تمكن من ذلك، فسيكون لديه حظ كبير في الفوز بالجائزة. هذا ليس مستحيلًا، لكن دون ذلك تحديات ضخمة ومعقدة.
Comments