#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال
أيها الأوغاد... يا من لا تعرفون فضلًا ولا تحفظون عهداً، إليكم تُوجّه هذه الكلمات كما يُوجّه السوط لظهور العبيد، وكما تُلقى القاذورات في وجوه الحثالة لقد تعب الأردن من نُبلِه، ضاق صدره من سعة صدره، ونزف من طيبته حتى جفّت عروقه فلم يكن يومًا محتاجًا لامتنان أحد، لكنه لم يكن ليستحق خيانة كلابٍ عضّت اليد التي أطْعمتها، لا، بل اليد التي أكرمتها وهي تعلم أنها أفاعٍ، لكنها ظنّت للحظة أن الحُقْد قد يُشفى بالمروءة، وأن الخسة قد تتراجع أمام الكرم لكنها خابت فالأفعى إن أطعمتها اغتاظت، وإن أكرمتها لسعت، وإن آويتها، وضعت لك السم في فراشك.
الأردن يكرم الأفاعي، لا عن ضعف، بل عن شرف يفتح بابه لمن ضاقت به الدروب، ويقاسم أهله اللقمة والملاذ، ويسكت عن أذى لا يُطاق، حتى ظنَّ بعض السفلة أن الصمت عجز، وأن الحِلم خنوع، وأن الكرم حق مكتسب للصعاليك فيتمردون، ويطعنون، ويتطاولون، ويخونون، بل ويبصقون على الأرض التي حمتهم، ويشتمون الوجه الذي تبسّم في وجوههم. من أنتم؟ من أي جحيم خرجتم؟ وهل حسبتم الأردن خيمة من قش تهدمونها وقتما شئتم؟
إنكم لا تستحقون شيئاً لا الهواء الذي تتنفسونه ، ولا الأرض التي تحمل أقدامكم النتنة، ولا الأمان الذي صنعناه بدماء رجالنا ليحميكم أنتم، حثالة القيم، أنذال المعاملة فالأردن ليس مضطراً لتحمل تفاهتكم، لا ديناً ولا عرفاً ولا سياسة ومن تمرد على الكرم، فليُحرم منه ومن بصق في وجه الإحسان، فليُطرد عن مائدته ومن تجرأ على سيادة هذا الوطن، فليرَ بأم عينه أن فينا من يكرم الضيف، ولكن فينا من يُذلّ الخائن ويكسر عنق اللئيم.
لقد انتهى زمن الصبر، انتهى زمن التجمّل، واليوم نرفع الصوت عاليًا بلا دبلوماسية ولا مواربة إذهبوا إلى الجحيم إن لم يعجبكم فضلنا اخرسوا إن لم تملكوا سوى الوقاحة ردًا على كرمنا احذروا صبرنا، فإن الأردني إذا غضب، اقتلع جذور الطغيان من الأرض فنحن لسنا دولة رخوة، ولا شعبًا مائعًا. نحن ملوك الأرض وملاّكها، ولسنا خدماً لأوباش يتقنون الجحود ويعيشون كالطفيليات.
فلتعلموا، ولتعي الدنيا كلها الأردن الكريم إذا غضب، يُطفئ النور، ويُقفل الأبواب، لمن لم يعرفوا يومًا معنى الوفاء إذا أكرمتَ اللئيم تمردا؟ نعم، ولكن الأردن لن يكرم أفعى بعد اليوم دون أن يدوس رأسها قبل أن ترفع أنيابها وهذا حق وعدل.
Comments