بيروت - بيروت تايمز - متابعة الاعلامي جورج ديب
في إطار التنسيق الثنائي المتواصل بين لبنان والمملكة العربية السعودية، استقبل وزير الدفاع الوطني اللبناني اللواء ميشال منسى، في مكتبه في اليرزة، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان، وليد بن عبدالله بخاري.
وجرى خلال اللقاء استعراض آخر المستجدات السياسية والأمنية على الساحتين اللبنانية والإقليمية، في ضوء ما تشهده المنطقة من تحوّلات متسارعة وتحديات متزايدة. وناقش الجانبان آفاق التعاون الثنائي، لا سيما في المجال العسكري، وسبل تطويره بما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين ويسهم في دعم استقرار لبنان وتعزيز قدراته الدفاعية.
وأكد السفير بخاري، وفق مصادر مواكبة، على "حرص المملكة على دعم سيادة لبنان وأمنه واستقراره، والوقوف إلى جانبه في مواجهة التحديات"، مشدداً على "أهمية استمرار التنسيق مع المؤسسات الرسمية اللبنانية، وفي مقدّمها المؤسسة العسكرية".
من جهته، ثمّن الوزير منسى الموقف السعودي الداعم للبنان، مشيراً إلى أن "العلاقات بين الجيش اللبناني والمؤسسات العسكرية في المملكة تشكّل نموذجاً للتعاون البنّاء القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".
ويأتي هذا اللقاء في وقت تشهد فيه الساحة اللبنانية حراكاً سياسياً وأمنياً مكثفاً على ضوء الاستحقاقات الداخلية، وتداعيات الأزمات الإقليمية، ما يضفي على التحركات الدبلوماسية أهمية خاصة في رسم معالم المرحلة المقبلة.
سياق اللقاء وخلفياته السياسية
يأتي هذا اللقاء في ظل تصاعد وتيرة الاتصالات الإقليمية والدولية الهادفة إلى تحصين الاستقرار في لبنان، وسط أجواء من الغموض السياسي المرتبط بتعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتفاقم التحديات الاقتصادية والأمنية. وتشكّل السعودية لاعباً محورياً في المعادلة اللبنانية، إذ إنها لطالما دعمت مؤسسات الدولة، ولا سيما المؤسسة العسكرية، باعتبارها ركيزة أساسية لضمان الأمن ومنع الانزلاق نحو الفوضى.
كما يُنظر إلى التحرك السعودي في بيروت ضمن إطار أوسع من إعادة رسم أدوار إقليمية على ضوء الانفراجات النسبية في علاقاتها مع أطراف إقليمية، وفي ظل تطلعات المملكة لتعزيز حضورها الدبلوماسي في ساحات التوتر، من اليمن إلى لبنان.
ويعكس هذا اللقاء أيضاً إشارات سعودية متجددة إلى الانفتاح على مرحلة من التعاون العملي، بعيداً عن الاصطفافات الحادة، وبما يتلاءم مع نهج الواقعية السياسية الذي تنتهجه الرياض في ملفات المنطقة، وهو ما قد يفتح الباب أمام دور سعودي أكثر فاعلية في المساعدة على إخراج لبنان من أزمته المركّبة، إذا ما توافرت إرادة لبنانية جامعة للاستفادة من هذا الدور.
Comments