bah فادي السمردلي يكتب: تحريض تيار التغيير خيانة مغلّفة بالتجارة بفلسطين - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

فادي السمردلي يكتب: تحريض تيار التغيير خيانة مغلّفة بالتجارة بفلسطين

05/21/2025 - 21:01 PM

Atlas New

 

فادي زواد السمردلي 

 

في تطور يعكس إفلاسًا سياسيًا وتآمرًا مكشوفًا على استقرار الدول العربية، خرج تيار التغيير في الخارج ليطلق دعوة مريبة وخطيرة، يُطالب من خلالها أنصاره في الأردن بمواجهة الدولة الأردنية، متذرعًا بتقاعس الأنظمة عن نصرة القضية الفلسطينية وتطبيعها المزعوم مع إسرائيل، محاولًا تجييش المشاعر واستدرار الغضب الشعبي ليقدمه قربانًا على مذبح الفوضى والانقلاب. فهذه الدعوة، التي تنضح بالتحريض وتتفجر خبثًا، ليست إلا تمردًا مغلفًا بشعارات دينية ووطنية كاذبة، وتعديًّا سافرًا على كرامة الدولة الأردنية ومكانتها، وعلى وعي شعبها الذي لطالما وقف في طليعة المدافعين عن فلسطين دون أن يبيع استقراره أو يفرّط في سيادته.

تيار التغيير في الخارج لا يحمل مشروعًا حقيقيًا لتحرير الأقصى كما يزعم، بل يحمل مشروعًا مدمرًا لضرب البنية الداخلية للدول التي ما زالت تقف في وجه الفوضى، وعلى رأسها الأردن. فهذه الأصوات التي تتقيأ شعارات "المواجهة من أجل القدس"، تحاول أن توهم الناس أن خيانة أوطانهم هو طريق النضال، في حين أن حقيقتهم مكشوفة لكل من يملك ذرة وعي. هم مجموعة من الهاربين من الواقع، العاجزين عن تقديم أي حل، والمهووسين بهدم الدولة من أجل تمكين مشاريعهم الشخصية البائسة. إنهم لا يبحثون عن تحرير، بل عن سلطة، ولا يريدون النهوض بالأمة، بل إسقاط من تبقى من ركائزها.

لقد أثبت الأردنيون، تاريخيًا، أنهم الأصدق في الالتزام بفلسطين، لا بالشعارات، بل بالدم والدموع والمواقف. لكنهم، في ذات الوقت، يدركون أن أمن الوطن خط أحمر، وأن محاولات استغلال قضايا الأمة لضرب الدولة من الداخل هي خيانة مزدوجة؛ خيانة للوطن وخيانة لفلسطين نفسها. إن هذه الدعوة التحريضية من تيار التغيير في الخارج لن تجد لها موطئ قدم في الأردن، ولن تلقى إلا الرفض والاستهجان من كل أردني شريف، حتى من أولئك الذين قد يتعاطفون مع بعض الشعارات التي يرفعها هؤلاء. فالفرق كبير بين دعم القضية والوقوف في وجه الدولة، بين التضامن مع فلسطين والانجرار خلف دعوات الفتنة.

الأردن، بقيادته وشعبه، لم ولن يكون يومًا متخاذلًا عن دعم الحق الفلسطيني، لكنّه في الوقت نفسه لن يكون ساحة لتصفية الحسابات ولا ضحية لأوهام الخارج. فدعوات تيار التغيير ليست سوى محاولة يائسة لتخريب ما تبقى من حصون الأمة، بعد أن نجحوا في تدمير غيرها تحت شعارات التحرر الكاذب. لقد تعرى هذا التيار، ولم يعد يملك من أدواته سوى التحريض الأرعن، مستغلًا معاناة شعب عظيم كالشعب الفلسطيني، ليُوظفها في معركة لا تخدم إلا العدو.

من يقف اليوم ليحرض الأردنيين على دولتهم، لا يُمكن أن يُحسب على تيار إصلاح، بل هو رأس حربة في مشروع خيانة ممتد. وأي استجابة لهذه الدعوة لا تعني إلا انتحارًا سياسيًا وأخلاقيًا. ولكن الأردنيين أوعى من أن يُخدعوا بشعارات جوفاء، وأصلب من أن يُستدرجوا إلى معركة خاسرة ضد وطنهم. فتيار التغيير في الخارج يعيش في عزلة فكرية وسياسية، وكلما اشتد يأسه، ارتفع صراخه، لكن صوته لن يتجاوز حدود الفضاء الإلكتروني، ولن يُسمع له صدى في أرضٍ ضمّدت جراح الأمة أكثر مما استثمرت فيها.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment