05/24/2025 - 13:04 PM
بقلم المحامي فؤاد الأسمر
ها وقد شارفت الانتخابات البلدية على انتهائها، ودون الغوص بحسابات الربح والخسارة والاستثمار السياسي، لا بد من التوقف عند بعض السمات النافرة التي شابتها وأهمها:
١- معو مصاري وبِكِبّ : هذه العبارة التي سمعناها في غالبية المعارك ولا سيما في البلديات "الدسمة" حيث تم انفاق ملايين الدولارات لشراء أصوات الناخبين، مما يعني أن جوهر العملية فاسد وهدفها بلوغ المواقع البلدية مهما كان الثمن لغايات آثمة ومشبوهة.
٢- التعصب ورفض الآخر شكّلا أداةً فعّالة في المناطق المختلطة حيث كشّرت الطائفية والمذهبية عن انيابها وكانت الحصان الرابح عند استحضارها.
٣- سكيزوفرينيا التحالفات، حيث شهدنا أخصاماً وأعداءً يتحالفون ويتحابون في دوائر، في حين أنهم ذاتهم يتصادمون ويهشّمون بعضُهم ببعض في دوائر أخرى.
يضاف إلى كل ذلك جملة عيوب ومنها المستوى الثقافي المتدنّي لرؤساء بلديات كبرى وحساسة، علاوةً على استئثارهم بالكرسي البلدي لعقود، واجترارهم لوعودهم السابقة الخائبة، وتسخيرهم مختلف مقدرات البلدية خدمة لمصالحهم الانتخابية دون رادع، كل ذلك يدل على أن الوضع البلدي ليس بخير ولا يبشر بالخير.
المحصّلة هي أننا بينما نتغنى بلبنان الرسالة وسويسرا الشرق وبيروت أم الشرائع، فتأتي الانتخابات البلدية لتثبت أننا في حضيض الفساد وقعر التخلف.
فأي مستقبل يمكن انتظاره من مجون الرشاوى والتعصب وتزاوجهما بالجهل والسكيزوفرينيا؟
Comments