الاب الدكتور نبيل مونس
في زمنٍ يعصف فيه العالم بالاضطراب، والتشويش، والوعود الفارغة، يطلّ علينا نور من نوعٍ آخر... إنه نور الرجاء، الرجاء الذي لا يُخيب، كما كتب مار بولس:
"الرَّجاءُ لا يُخَيِّبُ صاحِبَه، لأَنَّ مَحَبَّةَ الله أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحِ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا" (رومة 5: 5).
اليوم، ومع إعلان الحبر الأعظم الجديد، البابا الذي اختار أن ينتمي إلى عالم الرجاء وإلى القلب الإلهي المطعون بالحربة — قلب يسوع الذي افتدى العالم — لا يقدّم فقط شعارًا لزمن حبريّته، بل يطلق نداءً صادقًا لكلّ إنسان متعب، باحث عن معنى، متعطّش لحب لا يسقط ولا يخون.
يسوع… القلب المفتوح على البشرية
أجرى يسوع، الإله المتجسّد، ما يشبه "عملية قلب مفتوح" على هذا العالم الجريح. جُرح جنبه ليُفتح لنا الطريق إلى الحياة الجديدة، فسكب من قلبه دمًا وماءً، حبًا وغفرانًا. هذا الحب لا يزول، ولا تُخترقه تقنيات العصر، ولا تُطفئه أي أيديولوجيا أو منظومة بشرية.
مار بولس… شهيد الكلمة الحيّة
كما لم تسكت كلمة مار بولس رغم السجون والاضطهاد وقطع الرأس، تبقى كلمة الحياة أقوى من السيوف، وأصدق من كل أفكار البشر. إنها تزهر في كلّ قلب يؤمن بها، وتتجدد في كل من يصغي لها بصدق.
نداء إلى القلوب والعقول
أيها الإخوة والأخوات،
إلى متى نسمح بأن يُغشى فكرنا، وتُغلق قلوبنا؟
أيّ نوع من الحُجب نضع على أرواحنا الطيّبة؟
لقد مرّ أكثر من ألفي سنة على كلمة يسوع...
العالم يزول، أما كلمته فلا تزول.
دعوة مفتوحة
لنصلِّ من أجل البابا الجديد، صخرة الإيمان ورسول الرجاء.
لنتحلّق حوله بروح الوحدة، لأن المحبّة لا تسقط أبدًا.
ولنفتح قلوبنا لروح الله، الذي يُجدّد ويُحيي.
إنه زمن الرجاء، فلنفتح قلوبنا.
إنه زمن الحب الإلهي، فلننهل منه.
"المحبّة لا تسقط أبدًا" (1 كورنثوس 13: 8)
* كاهن ماروني ومفكر لاهوتي لبناني، يشغل منصب راعي كنيسة سيدة لبنان المارونية في ولاية أوكلاهوما الأميركية.
Comments