بيروت – عبّر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، عن ارتياحه لسير العملية الانتخابية في الجنوب، مشيدًا بما وصفه بـ"الوعي الوطني العالي" الذي أظهره الناخبون في المناطق الجنوبية، رغم الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان وخصوصًا جراء العدوان الإسرائيلي المستمر.
وفي بيان عقب انتهاء العملية الانتخابية، قال الخطيب: "إن أهلنا في الجنوب أثبتوا مجددًا أنهم على مستوى عالٍ من المسؤولية الوطنية، رغم الضغوط والتهديدات والحصار"، مؤكدًا أن مشاركتهم في الانتخابات "هي فعل مقاومة بحد ذاته، ورسالة موقعة عبر صناديق الاقتراع إلى العدو ومن يقف خلفه".
وانتقد الخطيب ما وصفه بـ"تقصير الدولة في تسهيل اقتراع الجنوبيين في بلداتهم"، معتبرًا أن "رغم غياب الدعم الرسمي، لم يتوانَ الجنوبيون عن أداء واجبهم الوطني وتوجهوا إلى قراهم متحدّين إرادة العدو، ما يدل على إصرارهم على التمسك بأرضهم واستعدادهم للتضحية من أجلها".
ورأى أن "الانتخابات لم تكن مجرد استحقاق محلي، بل محطة من محطات مقاومة المشروع الإسرائيلي، الذي يسعى إلى محو ذاكرة انتصارات المقاومة والترويج لمعادلة الاستسلام"، مشيرًا إلى أن "محاولات فرض الهزيمة المعنوية على جمهور المقاومة باءت بالفشل، كما أثبتت صناديق الاقتراع".
ودعا الخطيب الحكومة اللبنانية إلى "التحرك الجدي لإطلاق مسيرة إعادة الإعمار في المناطق المتضررة، وتمكين النازحين من العودة إلى بلداتهم، وتفعيل دور البلديات من خلال دعمها ماديًا وتمكينها من القيام بواجباتها الإنمائية والخدماتية".
وأضاف: "السلطة مطالبة اليوم بأن تواجه الواقع بشجاعة، وتقول (لا) عندما يجب أن تقولها، وتطالب بتنفيذ التعهدات الدولية، والعمل على تحرير المناطق المحتلة ووقف العدوان على الجنوب". ولفت إلى أن "السلام الحقيقي لا يكون إلا شاملًا لكل اللبنانيين، لأن لبنان لا يمكن أن يبتسم وجنوبه يتألم، كما قال الإمام المغيب السيد موسى الصدر".
وختم العلامة الخطيب بتوجيه التحية إلى جميع من أسهموا في إنجاز الاستحقاق الانتخابي، من مسؤولين وموظفين ومواطنين، وإلى الشهداء والمجاهدين الذين صنعوا انتصار الخامس والعشرين من أيار 2000، "الذي لا تزال المقاومة تكتب فصوله اليوم في مواجهة الاحتلال والعدوان".
Comments