بيروت، جنوب لبنان - تحقيق ادوار العشي
فيما كان الجيش اللبناني يعمل، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل"، على ردم خندقٍ بطول قرابة 200 متر، حفره الجيش الإسرائيلي، ويزيل سواتر ترابية في خراج بلدة ميس الجبل، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، ليل أمس الخميس - الجمعة، سلسلة غارات هي الأكبر منذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، استهدفت مواقع عدة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعين قانا في جنوب لبنان، خارقة إتفاق وقف إطلاق النار بذرائع مختلفة، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنها هاجمت "أهدافًا للوحدة الجوية التابعة لحزب الله".
واعتبر الجيش الإسرائيلي، أن غارة الضاحية "هي الأكثر أهمية". وقال: "استهدفنا شققًا أقام فيها حزب الله ضمن بيئة مدنية منشآت لإنتاج "الدرونز". وأكد أنه "سيواصل شن هجمات كلما كان هناك تقاعس من الجيش اللبناني".
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، صرّح بأنه "لن يكون هناك هدوء في بيروت، ولا نظام ولا إستقرار في لبنان، من دون أمن لإسرائيل، وأن على الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله، ومنعه من إنتاج مسيّرات تُهدّد مواطني إسرائيل، كما أنّ على لبنان، إحترام الاتفاقيات، وإذا لم يفعل ما هو مطلوب منه، سنواصل العمل وبقوّة كبيرة".
وقد استهدف الجيش الإسرائيلي في عدوانه، مبانٍ سكنيةً في مناطق عدة في الضاحية، هي الحدث الليلكي، حارة حريك، وبرج البراجنة، وتسببت بيانات التحذير التي سبقت الهجوم، بزحمة سير خانقة في شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت، التي شهدت إطلاقاً كثيفاً للرصاص، بهدف تنبيه السكان، بضرورة إخلاء المناطق القريبة من المباني التي استهدفها الإحتلال.
وجنوباً، ضربت الطائرات الإسرائيلية أهدافاً، في بلدة عين قانا ومحيطها في قضاء النبطية، وشنّت سلسلة غارات عنيفة، سُمع دويها في مناطق عدة من الجنوب اللبناني، حيث ظهر جلياً حجم الدمار في عدد من المنازل السكنية، وأدى القصف، إلى جرح ثلاثة مواطنين حالتهم مستقرة.
الجيش الإسرائيلي أورد ، أنه هاجم مواقع تحت الأرض، لإنتاج وتخزين مسيّرات لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وجنوب لبنان. وقال، إن الجيش "نفّذ هجومًا، باستخدام مقاتلات حربية، لمواقع إنتاج طائرات مسيّرة، ومستودعات تستخدمها الوحدة الجوية (127) التابعة لمنظمة حزب الله، في الضاحية الجنوبية ببيروت، وجنوب لبنان".
أضاف، أنه "هاجم ورشةً في جنوب لبنان لإنتاج طائرات مُسيّرة، تُستخدم في الهجمات وجمع المعلومات الإستخبارية، وتحسين قدرات المراقبة لمنظمة حزب الله". واستذكر المواجهات مع حزب الله خلال حرب الإسناد، أنه على مدار المعارك، نفذت الوحدة الجوية أكثر من 1000 غارة بطائرات مسيّرة، محملة بالمتفجرات وجميع المواد المتفجرة ضد أراضي دولة إسـرائيل. وزعم، أنه "رغم تفاهمات الإتفاق بين إسـرائيل ولبنان، تواصل الوحدة الجوية للمنظمة، ممارسة الإرهاب وتعزيز قدراتها، وتعمل الوحدة على إنتاج آلاف الطائرات بدون طيار، بتوجيه وتمويل عناصر إرهابية إيرانية، ضمن جهود إيران لإلحاق الضرر بدولة إسرائيل".
وتابع: "على مدى سنوات، قامت إيران بتمويل وتوجيه المؤامرات الإرهابية في هذا المشروع، بالتعاون مع حزب الله، حيث يصل إرهابيو حـزب الله، حسب وصفه، إلى إيـران، ويتم تدريبهم لغرض إنتاج الطائرات بدون طيار في لبنان. وأشار، إلى أن هؤلاء، واصلوا القيام بذلك، حتى منذ دخول التفاهمات حيز التنفيذ، وهو عازم على التحرك ضد الإرهابيين، الذين يتدربون في إيران لأغراض إرهابية".
الجيش الإسرائيلي ادعى، أن غارة الأمس على الضاحية الجنوبية لبيروت، "هي الأكثر أهمية"، فقد "استهدفت شققاً أقام فيها حزب الله، ضمن بيئة مدنية، منشآت لإنتاج ومحلقات "الدرونز". وزعم، أن "الجيش اللبناني فاق التوقعات، إلاّ أنه ما زال يتجنب العمل بمناطق غير مريحة له"، مؤكداً أنه "سيواصل شن هجمات كلما كان هناك تقاعس من الجيش اللبناني".
في هذا الإطار، ذكرت أوساط أمنية إسرائيلية، أن واشنطن أبلغت بشكل رسمي السلطات اللبنانية قبل أسبوعين، عن وجود "مستودع تصنيع" لحزب الله بالضاحية الجنوبية، لكن الجيش اللبناني، وفق ادعائهم، لم يقم بأي خطوة تجاه "مستودع تصنيع" حزب الله. وأوضحت هذه الأوساط، أن "الجانب الأميركي أوصل رسالتنا إلى الجيش اللبناني، ومكتب رئاسة الجمهورية بشأن المستودع"، لكن بدا أن الجيش اللبناني لم يتمكّن من التحرك تجاه المستودع بعد إبلاغه بالأمر، مشيرةً إلى أن "الدولة اللبنانية، لا تقوم بالكثير تجاه سلاح حزب الله شمال نهر الليطاني".
الجيش اللبناني من جهته، وفور إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، تهديداته على الضاحية، نسّق مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، لمنع وقوع الإعتداء، وحاول التوجه إلى أول موقع أشار إليه البيان، لكن الضربات التحذيرية حالت دون استكمال المهمّة، مشيراً إلى أن إسرائيل لم توجّه أي رسالة مسبقة عبر لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، بشأن المواقع التي كانت تعتزم إستهدافها خلال الليل، وأوضح، أن الإسرائيليين أرسلوا خلال النهار رسالة، مفادها أن هناك هدفًا في الضاحية الجنوبية، يشتبهون بأنه يحتوي على أسلحة؛ الجيش اللبناني إستطلع المكان، الذي تبيّن أنه مشروع أبنية مدمّرة، وردّ عبر الآلية المعتمدة لوقف إطلاق النار، بأن الموقع لا يحتوي على شيء"، مضيفًا أن العدو الإسرائيلي يُمعن في خرق إتفاق وقف إطلاق النار، ويرفض التجاوب مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية.
وأدان الجيش اللبناني، صباح اليوم الجمعة، في بيان، هذه الإعتداءات، "لا سيما الأخيرة منها، وقد جاءت عشية الأعياد، في سعيٍ واضح من العدو، لعرقلة نهوض وطننا وتعافيه واستفادته من الظروف الإيجابية المتوافرة". وقال إن "العدو الإسرائيلي دأب في المرحلة الأخيرة، على تصعيد اعتداءاته، ضد لبنان مستهدفًا مواطنين وأبنية سكنية ومنشآت في مناطق مختلفة، وآخرها استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب البلاد"، بالتوازي مع احتلاله أراضيَ لبنانية، ومواصلة خروقاته التي تحولت إلى عدوان يومي على سيادة لبنان، غير مكترث لآلية وقف إطلاق النار، وجهود لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية (Mechanism)، محذراً، من أن "الإعتداءات الإسرائيلية، قد تدفعه إلى تجميد التعاون مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية". في السياق، أشارت قيادة الجيش إلى أنها، فور إعلان العدو الإسرائيلي عن تهديداته، باشرت التنسيق مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية لمنع وقوع الإعتداء، فيما توجهت دوريات إلى عدد من المواقع للكشف عليها، رغم من رفض العدو للإقتراح.
قيادة الجيش أكدت التزامها بتنفيذ القرار ١٧٠١ واتفاقية وقف الأعمال العدائية، وتلفت إلى أن إمعان العدو الإسرائيلي في خرق الإتفاقية، ورفضه التجاوب مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، ما هو إلا إضعاف لدور اللجنة والجيش، ومن شأنه أن يدفع المؤسسة العسكرية إلى تجميد التعاون مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية (Mechanism) في ما خص الكشف على المواقع.
في موازاة ما سبق، يواجه الجيش التحديات بعزيمة وإصرار، ويستمر في أداء مهماته المعقدة، لبسط سلطة الدولة على جميع أراضيها، وضمان أمن لبنان واللبنانيين، إنطلاقًا من واجبه الوطني المقدس، الذي يبقى أولوية مطلقة مهما اشتدت الصعوبات.
وأظهرت الغارات حجم دمار كبير طال أحياءً سكنية، ووفق التقديرات الأولية:
أكثر من ١٠٠ شقة سكنية تم تدميرها بشكل كامل جراء الغارات المعادية ليل أمس على الضاحية الجنوبية لبيروت
دمار كبير... المشهد من الكفاءات
إجمالي الأضرار:
9 أبنية مدمّرة كلياً
71 مبنى متضرّر
50 سيارة مدمّرة
177 مؤسسة متضرّرة
تفاصيل حسب المناطق:
▪ الرويس:
تدمير مبنيَين كلياً
تضرّر 8 مبانٍ
دمار 21 وحدة سكنية
تضرر 100 وحدة أخرى
▪ السانت تريز:
تدمير مبنيَين كلياً
تضرّر 30 مبنى
دمار 22 وحدة سكنية
تضرر 314 وحدة
▪ الكفاءات:
تدمير 3 مبانٍ
تضرّر 18 مبنى
دمار 36 وحدة سكنية
تضرر 160 وحدة
▪ القائم:
تدمير مبنيَين
تضرّر 15 مبنى
دمار 36 وحدة سكنية
تضرر 300 وحدة جزئيا
Comments