bah زمان…والإنسان - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

زمان…والإنسان

06/13/2025 - 15:10 PM

Atlas New

 

 

من خواطرى 

بقلم منى حسن

 

‏زمان زمان واحنا صغيرين وكبرنا مع اللى تربينا عليه كانه من طبق واحد، كنا بناكل في طبق واحد، أكلنا زى بعض، بنركب أتوبيس وعجله، كنا بنسلم على بعض ونحضن بعض ونقعد جنب بعض، كنا نستخدم فوطه واحدة ساعات بنشف فيها إيدينا، علما أنه كان كل واحد عنده فوطة، مكانش عندنا الإحساس أن احنا بعد ما نسلم على حد لازم نغسل ايدينا، مكانش عندنا الإحساس أن احنا لازم نبعد عن حد وهو قاعد معنا، مكانش عندنا الإحساس أن نخاف من بعض لنعدى بعض..

والسؤال بقى لما حد يجيله كوڤيد أو ما من متحاوراته اللانهائية، يسأل هو من قد ايه جالك، أو خلص من عندك امتى، وأخذت أدوية ولا لأ، في ناس ساعات لسه حامله الفيروس، وناس بيحصلها تأنى وتتنكس، وفي ناس تانية بتقول خففت واعتبر ان هو فيروس مات، ولكن هو فيروس حى في الهواء.

الفيروس اللعين ده غير حياتنا، ومفهومنا وإحساسنا ومعتقداتنا، دمه تقيل غيير فينا حاجة جوانا، غيرت حاجات تانية بالتبعية واحنا ما ماحسيناش بيها، القلق، عدم الثقة، مابقاش في حميمية، مابقاش فيه الأحساس بالتقارب الفطري مع البني أدمين، التباعد، كل واحد عنده مصلحته وحساباته اللي بيتعامل بها، موت احاسيس كانت موجوده، بدت تمر دلوقتى بانها عادى..حتى الحزن والفراق

مع الكام سنة اللي فاتوا حاجات كتير حصلت غيرت تكوين البني آدم من جوه، منها الانفعالات والتصرفات ونظرتهم للحياه، البعض بقى متحفظ او متقوقع واللي بقى متشكك، و اللي بقى مش شايف حاجة غير نفسه، واللي بقى شايف أن الحياة مابقيتش مستاهلة اهو عيشها وخلاص، واللى شايف الحياه لعبه ومش فارق معاه الأصول، والمثابر اللى لسه عنده امل في الحياة وعايزين ينتج ويعمل حاجه مفيده، واللى لسه زي ما هو إيجابي ومش فارق معاه كل الكلام ده ومعتبرها تجرّبه و انها مرحلة زي أي مرحلة بيعدي بها البني آدم في حياته..

المشكلة الأساسية أن البني آدم بقى عنده إحباط فى حياته شايف كل حاجة مش سوده ولكن الكلمه الدارجه المسموعه و"آخرتها".

الطبيعة متذمرة، الجو العام مليان ضغوط في العالم، كله بلاد متحفزه لبعض، بلاد عندها امراض وغيرهم مجاعات، بلاد تهمن قوتها تسلب بلاد قتل ومجازر وحروب، براكين بتنشط، وزلازل أبتديت تهدد بلاد، الاقتصاد مش أحسن حاجة في معظم البلاد، اليوم أتغير وقته، فصول السنه اتغيرت، الشمس حميت أكثر وبدأ مشاكل في الغلاف الجوى، طبعا ده غير حكايات انتاركتيا والفضائيات والأبواب المفتوحة، ودي فيها أكيد شي من الحقايق المخفية، لما الواحد بيقعد يفكر في سرعة التكنولوجيا اللي طوّرت الحياه ورتمها السريع

ل‏سرعة التكنولوجيا اللى ظهرت فجأة مش من زمان، وان كان هي موجودة من زمان ولكنها في تطورات ودراسات وفك طلاسم والغاز، وهي مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة بكل بردياتها ونقوشاتها على المعابد وكتبهم وأوراقهم القديمة كل حاجة مدونة المأخوذة من الحضارة المصرية القديمة، وللأسف هذه الاكتشافات بعد تطورها أو دراستها ونشرها بتنسب لدكتور او عالم وليس لاصل الحضارة المصرية زى البلهارسيا وغيرها من جوايز نوبل على حساب الحضارة المصرية القديمة بمستنداتها فى التاريخ..

الحضاره المصرية القديمة سردت تاريخنا كله ولكن ماتقلش كل حاجة ما تحكاش كل حاجة الدراسات اللي اتعملت لم تستفيد بيها بشكل مباشر مهدها أنتشار الاوبئة من زمان ده سلاح من أول الايبولا اوالايدذ وغيره وآخره الكوفيد ولسه حيظهر حاجات ثانية كتير للأسف أي تدمير سواء للأرض أو غلافنا أو البشر من فعل بني آدم

‏بقت بتتعامل لهدف هدام والسيطره على المجتمعات والتعاملات وأثر على نمط الحياة الاجتماعية والعملية غير مدركين أن ده فيه ضرر لهم من السيطره على العقول بقى شئ مخيف!

بـ استعمال واستخدام Social ميديا و Internet عموما في كل خطوة وكل فكرة وكل حركة بيعملوها بدون إدراك مدى صحتها، حد من تفكيرهم ومن استخدام عقولهم والإحساس الفطرى للبني آدم، الكارثة الكبرى بقى الاستخدام اليومي لتسير الحياة في الشغل في كل حاجه للمعيشه عموما بقى بالـ Ai.

‏أنا شخصيا ضد الـ Ai واعتبره سيقف فعليا قدرة البني آدم أنه يتعامل بعقله وفطرته واستنتاجاته وإحساسه وإبداعه ثم ان ادراجه فى مواضيعه العامة والخاصة خطير..

‏ممكن يوظف في شغل في الأعمال مع الشركات يطور بافكار تزيد قدرته وما خلافه ويندرج تحت البند ده ولكن في حياة البني آدم انه اتخلق علشان يعيش الحياة دي بعقله وده اللي ميزه عن الحيوان مش بـ آلة ‏Ai و غيرها وهذه كل أبلكيشن عوامل مساعدة ولكنها ليست لتغيير كينونة شخص البني آدم..

‏معظم الشباب حياتهم تدور مع الموبايل وفي الموبايل أي سؤال أي احتياج يكون عن طريق استخدام الموبايل بيملوا حياتهم بكل ما هو ينشر عن أي معلومات سواء صح أو غلط..

‏إدراك الصح من الغلط يتوقف على نشاه والأهل وهي البذره الأولى اللي بتكون أساس صلب مليان أصول وإحساس ومبادئ وتوجيه صحيح لم سيواجه في المستقبل وبعده المدرسه والمجتمع

‏الثقة والاحترام والحب المتبادل والرعاية هما ما يملى على الأهل فعله لأطفالهم ليصبحوا سويين في حياتهم

‏احنا بنواجهه زمن صعب الزمن ده مكانش أساسه مزبوط في البذرة اللي بتزرع حيطلع جيل مخوخ من غير اساس من غير مبادئ من غير هدف جيل ملخبطه افكاره،

‏أي معلومة بتفيد كويسة للصالح العام ولكن المعلومة الغير هادفه تدمر مجتمع إزاي يقدر يفرق ما بين المعلومة الصح والمعلومة الغلط ده هو المشكلة!

‏في وسط الامواج من ضغوط ولا اللخبطه اللي بتحصل في المجتمعات من عوامل اقتصادية وعوامل صحية وعوامل نفسية واجتماعية وغيره خلت الموازين مختلفه ومختله خلت الثقافات متلخبطة كلها دخلت في بعض القيم اختلف معاييرها البني آدم نفسه نسى حاجات كثيرة اوي فى وسط كل اللى بيجرى حواليه كل شعب ومجتمع بقى عنده مشاكل هو نفسه حاسس بالتغيير ولكن مش عارف يصلحها سواء الخوف من الأمراض وانتشارها بسرعة غريبة جدا خلت أوهزت الأحساس بالأمان، واندثار الشهامه ووجودك فى الاوقات الصعبه قليل من الناس لسه عندهم الإحساس ده، تباعد الأهل ولو بالسؤال وتجاهل اللمه اواحتاج المريض وخصوصا الأهل عند الكبر بقى بأعذار وبعدم تحمل مسؤليه، الجشع والطمع وسلب حقوق زاد، السلطة والقوه هيمنت، واتعمت بصيرة القلب فى حاجات كثيرة جدا للأسف اتغيرت في معايير الدنيا.

زمان مهما كان الأهل، كان يعلمك ويحملك مسؤليه نفسك، كان تآكل نفس الطبق لتكون متواضع فى حياتك، احترام مواعيد الدخول والخروج و الغدا والعشاء علمك الالتزام، ان تساعد نفسك حتى فى وجود من يخدمك للاعتماد على آلنفس، الزيارات للأهل والأصحاب قوت الروابط والمحبه، المحن والأوقات الصعبة ووقوفك ومساندتك زرعت الشهامة والجدعنة، الاحتفالات واللمه فى المناسبات والأعياد علمت القيم والأصول والكرم والتعامل، كان كلّمه من فضلك وحضرتك للكبير والصغير وقبلهم من يخدمك..، التوجيه والحزم احيانا والحب والأمان والاستقرار والضحكه من القلب كان لها دور، كل مجتمع كان له طريقته وتربيته وتقاليده وأصوله وكانت كل بذره من زمن هذا الزمان قويه حصادها يصدها ولا يحنيها الريح..

من اهم الحاجات ان البشريه ترجع تكون انسانيه ‏لما تكون إنسان بتعرف تكون رحيم بمن حولك وفى تعاملاتك، تعرف تفكر بعقلك، وإحساسك الفطري بيرجٓع طبيعتك تاني، من غير مؤثرات مدمرة أو مصلحة أو احتياج هدفه إنك توصل على حساب حد تاني سواء بسرقه او قتل او بعمل غير شريف أو سواء ما تملي عليك نفسك الشريرة.

 احنا إتخلقنا لنعيش حياة بسيطة حتى مع تطور الحياة وتطوراتها بكل الإمكانيات المتاحه، وان البني آدم يتعايش باللي تناسب إمكانياته. للأسف البني آدم دمر نفسه بنفسه، وانه ما بقاش مقتنع بحياته، علشان يواكب الحياة اللي حواليه لأن من وجهه نظره إن ماعملش كده حيبقى اقل من اللي حواليه تناسي مقدرته ورزقه وقدرته مرتبطة بامكانياته.

 فى حياتنا اتلغت حاجات كثيرة كانت مهمة منها طبقة الفلاحين وطبقه العمال وطبقه الايدى العامله والحرفيه طبقات كانت عامل مساعد للمجتمع اتلغت كل ده بسبب المادة والأحلام.

احنا اتخلقنا طبقات وده ما يلغيش أبدا إنه بني آدم ولكن ده مش تقليل من شأن حد،، كل واحد متميز بقدرته وبموهبته وبنيانه وتفكيره ولأن كل واحد له دور في الحياة علشان يقوم بها، مش عشان يدمرها، مش علشان خاطر تتغير المعيشة والأدوار، لمجرد علشان طموحاته أعلى من إمكانياته ومستوى تفكيره..

المجتمع للأسف الموازين فيه اتغيرت علشان كده ده جزء من السبب في خلل الاقتصاد مهما ان كان يواجهه من صعوبات وعراقيل، بقى مفيش عامل عشان يقوم مصنع، مفيش فلاح عشان يزرع ارضه، معظم الاراضى قلبت مباني، فضلوا أن يبيعوها على أنهم يزرعوها، نسيوا أنهم فلاحين وهم ارض تخدم المجتمع، ودورهم جزء من اقتصاد مجتمع، حتى الايد العاملة والحرفيين من أي حرفه كان بيساعد المجتمع، علما كان ممكن ان يتطورا لإنتاج أحسن بمعدات وأساليب متطورة، للأسف تقديرهم كان لمصالحهم، أدت لاستيراد منتجاتنا و محاصيلنا، وتناسوا قد أيه هم من كانواعوامل مهمة فى العيشة والمجتمع..

 شمسنا تنور بلدنا وغيرها باستغلال الطاقة الشمسية، حايوفر كثير من مشاكل الكهرباء، وان إنتاج مواد الطاقة الشمسية ممكن يكون في الأول مكلف ولكن على المدى الطويل حايساعد ويفيد المجتمع.

ألمانيا ومعظم البيوت تستعمل الطاقة الشمسية، احنا الشمس عندنا طول السنة تقريبا ولكن الطاقة الشمسية عندنا غير مستخدمة ولا الطواحين الهوائية غير في اماكن محدوده!

 عندنا كل المقومات اللي تقوم مجتمع، أرضنا خصبه، وعمالنا كفء، سياحتنا تتكلم عن نفسها بأثارها وببحارها وبخيراتها وناسها وضحكتهم، بس لازم ترجع شهامتهم تاني، لازم ترجع أصولهم، طريقتهم، عاداتهم تاني، لازم يغيروا طريقة أفكارهم المختلطة بثقافات لم يتعايشوا فى بيئتهم واخدوها تشبهوا وتعايشوا بيها من غير أساس لمعرفتهم بها وغيرت فطرتهم علما ان كانوا يتشبهون بهم من ترابطهم وشهامتهم وعاداتهم وكرمهم وخفه دمهم ولغتهم..

 الجهل والخوف والقلق والضغوط ممكن تكون أنهكت إحساسهم، كل واحد عايز يا دوبك يتعايش ويعيش، ولكن لو بص على الصورة الأكبر بانه لو مد إيده بالمساعد بقدرته مواهبه و بإحساسه وانتمائه، من غير عوامل ثانية مدمرة وتؤثر عليه ومن حوله يقدر يرجع اصول هذا المجتمع وبناءه للاحساس بذاته وكرامته وكينونته

بدايه من الشباب وخبرات الزمن الأقدم، وبث الروح البناءة الصحيحة، وبالتوجيهات الإيجابية للنشئ المقبل، والفصل ما بين الشعبيات، ونهج أسلوب الحياة الصحيحة لانه ده سبب لانحدار المجتمع.

محتاجين فكر وثقافة تبتدى تنشر وترجع تاني جذورهم، لانها مزروعه فى دمهم وروحهم لازم يكون في عيشه كريمه وثقافة بناءه بإيجابية توجيهية تحسن من الفكر والهدف وتنمى الأحساس من تاني بأنه يكون إنسان!

مصريه

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment