bah لبنان على مفترق النار... بين الحياد الإجباري وتفادي الانفجار - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

لبنان على مفترق النار... بين الحياد الإجباري وتفادي الانفجار

06/15/2025 - 10:41 AM

بيروت

 

تحليل إخباري .... ... ...... ....... .... ... ...... .......

 

بيروت - بيروت تايمز - تحقيق جورج ديب

 

فيما تشتعل منطقة الشرق الأوسط على إيقاع المواجهة المفتوحة بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية، يبدو لبنان وكأنه يسير فوق الحافَة، في محاولة مضنية للتماسك وعدم الانزلاق نحو هاوية أمنية واقتصادية جديدة.

رغم التوتر القائم على الحدود اللبنانية الجنوبية، تتكثف الجهود اللبنانية في السر والعلن لمنع تحوّل البلاد إلى ساحة حرب بالوكالة، ولإبقاء المعركة خارج أراضيه، تحت عنوان واضح: "لا حرب إسناد جديدة، والمعركة ليست معركتنا."

رئيس الجمهورية يتحرّك: قطع الزيارة وعاد إلى بيروت

في مشهد يعبّر عن حجم القلق، قطع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون زيارته الرسمية إلى الفاتيكان يوم الجمعة الماضي، وعاد فورًا إلى بيروت لمواكبة التطورات الخطرة.

صباح السبت، رأس عون اجتماعًا أمنيًا طارئًا في القصر الجمهوري، حضره الوزراء المعنيون وقادة الأجهزة الأمنية، لبحث تداعيات التصعيد في الإقليم، خاصة بعد الهجمات الإسرائيلية غير المسبوقة على منشآت إيرانية في نطنز وخرم آباد وغيرها، وردود الفعل الإيرانية المتصاعدة.

الجيش اللبناني... مرابط على الخطوط الحمراء

الجيش اللبناني، بقيادة العماد رودولف هيكل، يقف اليوم كخط الدفاع الأول في وجه أي محاولات لجرّ لبنان إلى جبهة الجَنُوب. مصادر عسكرية أكدت أن التنسيق جارٍ بشكل مكثف بين الجيش وقوات "اليونيفيل"، في إطار تطبيق القرار 1701، وسط رصد حثيث لأي خرق محتمل أو تصعيد ميداني من الجانب الإسرائيلي أو من داخل الأراضي اللبنانية.

الانتشار العسكري المعزز في المناطق الحدودية يترافق مع خطوات احترازية داخلية، لضبط أي تحركات مشبوهة أو توترات شعبية، فيما يبقى قرار السلم أو الحرب مرهونًا بالتوازنات الكبرى التي تتغير كل ساعة في الشرق الأوسط الملتهب.

رسالة حكومية حاسمة إلى "حزب الله"

وفي خطوة بالغة الأهمية، علمت "بيروت تايمز" أن رئاسة الحكومة اللبنانية قد أبلغت "حزب الله" عبر قيادة الجيش اللبناني، بقرار حازم وحاسم: لا حاجة إلى توريط لبنان في أي ردّ أو انخراط في المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية.

الرسالة حملت تأكيدًا واضحًا بأنّ الأولوية القصوى هي الحفاظ على الاستقرار الداخلي، وتجنيب البلاد سيناريوهات الانفجار.

هذه الرسالة لاقت ردود فعل مؤيدة واسعة في الأوساط السياسية والشعبية اللبنانية، خاصة في ظل ذاكرة الحرب القريبة التي اختبرت فيها البلاد آثار "حرب إسناد غزة" التي تحوّلت آنذاك إلى مواجهة واسعة على الأراضي اللبنانية.

مطار بيروت تحت المراقبة... والملاحة آمنة حتى الساعة

من بين أبرز النُّقَط التي ناقشها الاجتماع الأمني – الوزاري هو الوضع في مطار رفيق الحريري الدُّوَليّ، الذي يشكّل نقطة حساسة وحيوية في حال توسّع رقعة النزاع.

وفقًا لبيان رسمي من رئاسة الجمهورية، جرى استعراض الإجراءات التقنية والأمنية لضمان استمرارية حركة الملاحة الجوية وسلامة المسافرين، في ظل القلق من استهدافات عشوائية أو سيبرانية.

حماية ما تبقّى من الاستقرار

على الصعيد السياسي، تدور اتصالات مكثفة بين بيروت وعواصم القرار، لا سيّما واشنطن وباريس والقاهرة، في محاولة لتثبيت ما يُشبه "شبكة أمان دبلوماسية" تحمي لبنان من الانزلاق إلى مواجهة مباشرة أو غير مباشرة.

في السياق نفسه، تشير مصادر مطّلعة لـ"بيروت تايمز" إلى أن الرئيس عون يتلقى تقارير أمنية كل ساعة تقريبًا، ويتواصل مع قادة العالم لضمان تحييد لبنان عن الصراع الإيراني – الإسرائيلي، مع تأكيد لبناني رسمي أن البلاد ليست ساحة للرد ولا للرسائل.

الخطر لا يزال داهمًا...

رغم كل الضمانات ومحاولات التهدئة، تبقى المخاوف قائمة من امتداد الحرب إلى لبنان، سواء عبر ردود من محور المقاومة انطلاقًا من الجَنُوب، أو من خلال رد فعل إسرائيلي خاطف يشمل الأراضي اللبنانية تحت شعار "الردع المسبق".

الخبراء الأمنيون يحذرون من خطأ حسابات واحد قد يُشعل الجبهة الجنوبية، ويُعيد لبنان إلى مشهد الحرب المفتوحة، في وقت لم يتعافَ فيه بعد من أزماته المالية والسياسية والإنسانية.

لبنان... "الحياد القلق"

في ظل تصاعد المواجهة بين طهران وتل أبيب، يتمسّك لبنان بسياسة الحياد القلق. لكنه، كعادته، يقف في مرمى النيران المتقاطعة. فهل ينجح في إبقاء الحرب خارج حدوده؟ أم أن التسونامي الإقليمي سيجرف معه آخر ما تبقّى من استقراره؟

الأسابيع المقبلة ستحمل الجواب...

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment