بقلم المحامي فؤاد الأسمر
مطلع كل صيف ينتظر اللبنانيون موسمًا واعدًا يبشر بقدوم الملايين من المغتربين والسيّاح العرب والأجانب، للاصطياف والتنعّم بطبيعة لبنان ومناخه. بحيث من المفترض أن يوّفر هذا الموسم دخلًا لاقتصادنا يتجاوز الخمسة أو الستة مليارات دولار، مع ما يحققه من انتعاش للبلد وقطاعاته كافة.
إنما للأسف مع مطلع كل صيف يتحرك سلاح حزب ايران وتتصاعد نبرة عنترياته وبطولاته العقيمة فيعطي لإسرائيل الذريعة لتنفيذ تهديداتها وعملياتها العدوانية بحق لبنان وشعبه مما يضيّع علينا الموسم ومداخيله ويُبقي البلد فريسة الموت والخراب والعزلة القاتلة.
اليوم، ومع الضربة الموجعة لأيران وتدمير مشروعها النووي واغتيال كبار مسؤوليها، بات واضحًا أن النفوذ الإيراني، بترسانته وأذرعه العسكرية، هو مجرد وهم عديم الجدوى والقدرة على مواجهة العدو.
كما وتثبت الأحداث ان سلاح الحزب لم يهدف يومًا إلا لتدمير لبنان وقتل شعبه، وان مختلف شعاراته ليست إلا مجرد هراء للاستهلاك الإعلامي.
لا خِيار أمام لبنان إلا العودة إلى الشرعية الدولية وقراراتها، والأهم احترام السلطات اللبنانية لذاتها ولدورها وحصر السلاح بيد الجيش وحلّ كل ميلشيا مسلحة ونزع سلاحها ومنع تمددها وتسلّطها.
"ليست الحرب نظامًا طبيعيًا لحياة الشعوب، لكن النظام الطبيعي هو حالة سلم وأمن، تقدر كل أمة من الأمم ان تَرقى في ظلها وتَسعَدّ وتساهم في رقي الإنسانية وسعادتها" كتب الرئيس كميل نمر شمعون.
فهل نحن أمام صفحة جديدة في تاريخ المنطقة عنوانها الأمن والسلام أم أننا أمام قواعد اشتباك جديدة تعيد ترسيم خريطة الشرق الأوسط؟.
Comments