bah مسعود معلوف لـ "بيروت تايمز " الولايات المتحدة لا تريد الدخول في حرب في أي منطقة من العالم - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

مسعود معلوف لـ "بيروت تايمز " الولايات المتحدة لا تريد الدخول في حرب في أي منطقة من العالم

06/17/2025 - 15:36 PM

Bt adv

 

 

 

 

المساعي الدبلوماسية من قبل الدول العظمى هي وحدها التي يمكن أن تجد حلا وتضع حدا لهذه الحرب

 

عودة المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة تتوقف على تطورات العمليات العسكرية المتبادلة

 

أي تطورات هامة في المنطقة من شأنها أن يكون لها تداعيات على الوضع الداخلي في لبنان،
وذلك بسبب انفتاح لبنان وعلاقة كل فئة من اللبنانيين بصورة عامة مع تيارات ودول خارجية

 

واشنطن - بيروت تايمز - اجرت الحوار منى حسن 

 

السفير مسعود معلوف يُعد من الأصوات الدبلوماسية اللبنانية البارزة التي تتابع عن كثب تطورات السياسة الأميركية، لا سيما في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني. في تصريحاته الأخيرة، أشار إلى أن الإدارة الأميركية الحالية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، تتبع سياسة "العصا والجزرة" في تعاملها مع إيران—فهي من جهة تهدد بعواقب وخيمة في حال عدم التوصل إلى اتفاق، ومن جهة أخرى تلمّح إلى إمكانية الازدهار ورفع العقوبات إذا تم التفاهم.
معلوف يرى أن هذا النهج لا يُثمر كثيرًا، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة بين واشنطن وطهران، واحتمال انزلاق الأمور إلى مواجهة أوسع، وهو ما لا يريده ترامب الذي يسعى للظهور بمظهر رجل السلام.

وفي مقابلة خاصة مع "بيروت تايمز"، تناول معلوف آخر التطورات، خصوصًا ما وصفه بـ"الإشارات اللافتة" الصادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تمثلت بدعوته المفاجئة لسكان العاصمة الإيرانية طِهران إلى مغادرة المدينة، في خطوة أثارت موجة من التساؤلات والقلق على المستويين السياسي والشعبي.

وقال معلوف: "هذه الدعوة المفاجئة من ترامب تمثل رسالة غير مباشرة موجهة إلى القيادة الإيرانية، الهدف منها الضغط المعنوي والنفسي، ودفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات، خصوصًا بعد فشل الجولات السابقة".

وأضاف أن انسحاب ترامب من قمة مجموعة السبع في كندا قبل انتهائها هو أيضًا "رسالة قوية تؤكد أن واشنطن تستعد لمرحلة مختلفة وأكثر حسمًا في التعامل مع طهران".

وحول احتمال تدخل أميركي مباشر في الحرب، أشار السفير معلوف إلى أنه "في حال شعرت إيران بأنها في موقع أقوى على الأرض، فإن الرئيس ترامب لن يتردد في التدخل عسكريًا لدعم إسرائيل ومنع انهيارها، وهذا ما يجب مراقبته في الأيام المقبلة بدقة شديدة"..

وإلى تفاصيل الحوار :

 

هل نحن على مشارف انتهاء الحرب؟

- كما تبدو الأمور في الوقت الحاضر، هنالك تصعيد متبادل بين كل من إسرائيل وإيران، هذا التصعيد ليس فقط على صعيد التهديدات المتبادلة بل هو أيضا على صعيد القصف المتبادل الذي يشمل أيضاً أهدافا مدنية في كل من الدولتين، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة انسداد باب الحلول الدبلوماسية بالكامل. نعرف أن الولايات المتحدة لا تريد الدخول في حرب في أي منطقة من العالم، والرئيس ترامب، منذ حملته الإنتخابية في أواخر العام الماضي، يحاول ان يظهر بمظهر الرئيس الذي يسعى الى إنهاء الحروب وتحقيق السلام في العالم، ومن هنا هو يطلق التصريحات التي تدعو الى إنهاء القتال، كما أنه أعلن عن اتصال هاتفي جرى بينه وبين الرئيس الروسي بوتين حيث أعلن ترامب دعمه لمساعي الرئيس الروسي للتوسط بين الدولتين.

باختصار، يمكن القول أن المساعي الدبلوماسية من قبل الدول العظمى هي وحدها التي يمكن أن تجد حلا وتضع حدا لهذه الحرب، ولكن ذلك يتطلب بعض الوقت والكثير من الضغوط على القيادات في كل من إيران وإسرائيل قبل أن تصل هذه الجهود الدبلوماسية الى النتيجة المرجوة.

 

ما هي احتمالات عودة المفاوضات الأميركية - الإيرانية حول الملف النووي؟

- الجولة السادسة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران التي كانت مقررة ليوم الأحد في 15 حزيران الجاري ألغيت لان إيران رفضت الإستمرار بالتفاوض وهي تتعرض لمثل هذه الهجمات من قبل إسرائيل. الرئيس ترامب يكرر دعوته لإيران لمتابعة المفاوضات، وجدير بالتذكير هنا انه، في كتابه الى القيادة الإيرانية في أوائل شهر نيسان الماضي حيث دعا إيران للتفاوض، أعطى الإيرانيين آنذاك فرصة ستين يوماً للوصول الى اتفاقية جديدة وإلا سيصيب إيران ما لا تحمد عقباه. وفي اليوم الحادي والستين، ومع أن الولايات المتحدة وإيران كانتا اتفقتا على جولة جديدة من المفاوضات، قام نتنياهو بهجومه على المنشآت النووية الإيرانية بعد أن أقنع الرئيس الأميركي بأن إيران حاليا ضعيفة جدا ومن المفضل تدمير منشآتها النووية قبل أن تتمكن من تطويرها. ويبدو أن الرئيس الأميركي، من جهته، استغل هذه العملية لينذر الإيرانيين بأن عقد اتفاقية نووية جديدة توقف التقدم الإيراني نحو إنتاج سلاح نووي هو السبيل الوحيد لوضع حد للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران.

جدير بالإشارة هنا أن إيران لم ترفض العرض الأميركي بل أعلنت بوضوح أنها لن تجلس على طاولة المفاوضات طالما أن إسرائيل تقوم بهذه العمليات العسكرية ضدها. فمسألة عودة المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة تتوقف على تطورات العمليات العسكرية المتبادلة.

 

ما هي تداعيات الحرب الإسرائيلية-الإيرانية على لبنان؟

- إن أي تطورات هامة في المنطقة من شأنها أن يكون لها تداعيات على الوضع الداخلي في لبنان، وذلك بسبب انفتاح لبنان وعلاقة كل فئة من اللبنانيين بصورة عامة مع تيارات ودول خارجية. ولكن يبدو ان رئيس الجمهورية جوزاف عون أجرى اتصالات مع قيادة حزب الله حيث تم الإتفاق على عدم قيام الحزب بعمليات ضد أسرائيل قد تؤدي الى ردة فعل أسرائيلية مدمرة للبنان. حتى الآن، لم تحصل عبر الحدود الجنوبية للبنان ويأمل اللبنانيون أن يبقى لبنان نائياً بنفسه عن هذه الحرب.

Image result for مسعود معلوف

هل المنطقة مقبلة على حرب شاملة وهل اخطأت أميركا بموافقة اسرائيل على الحرب؟

- الأمر متوقف على ما يحصل من تطورات على الأرض، ففي حال قامت إيران بقصف قواعد أميركية في المنطقة أو نفذت عمليات ضد المصالح أو البعثات الدبلوماسية الأميركية فإن ذلك سيحمل الرئيس ترامب على الإشتراك في الحرب ضد إيران وبصورة كبيرة جدا إذ أنه لا يمكنه أن يظهر بمظهر من لا يستطيع ان يحمي المصالح والقواعد الأميركية في الوقت الذي ينادي فيه بشعار: "لنجعل أميركا عظيمة من جديد".

من جهة ثانية، إذا استقوت إيران في هذه الحرب، فمن المحتمل جدا أن لا يترك ترامب اسرائيل تنهار دون أن يتدخل عسكريا ورقوة ضد إيران، وفي هاتين الحالتين ستكون المنطقة في حالة حرب واسعة النطاق.

أما إذا تمكنت إسرائيل من إضعاف إيران وفق لمخطط نتنياهو، فمن غير المحتمل ان نرى حربا كبرى في المنطقة لأن حلفاء إيران، مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية، لن يتدخلوا عسكريا الى جانب إيران في هذه الحرب بل سيكتفون بتأييد إيران في المحافل الدولية وخاصة في الأمم المتحدة.

إن موافقة الولايات المتحدة على أن تقوم إسرائيل بحربها ضد إيران جاء نتيجة لضغوط نتنياهو على الرئيس ترامب الذي وجد في هذه الحرب فرصة للضغط على إيران لتقديم تنازلات في المفاوضات النووية معها، ولذلك هو الآن ما زال يشجع إيران على العودة الى طاولة المفاوضات آملا أن إيران الآن أضعف مما كانت عليه أثناء الجولات السابقة من المفاوضات وأنه يستطيع الآن انتزاع بعض التنازلات منها لتوقيع اتفاقية جديدة اقسى على إيران من اتفاقية عام 2015 التي أخرج الولايات المتحدة منها، وهو في حال حصول ذلك سيستطيع أن يتباهى بأنه حقق انتصارا كبيرا.

 

من هي الدولة التي ستقوم بدور الإطفائي؟

- كما تبدو الأمور حاليًا، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض نفسه كوسيط بين إيران وإسرائيل كما انه حصل على موافقة الرئيس الأميركي ترامب على القيام بمثل هذه الوساطة، ولكن حتى الآن لم يقم بأي مجهود عملي في هذا المجال، والأمور ذاهبة في الوقت الحاضر نحو التصعيد وليس نحو التهدئة، علما أن دعوة الرئيس ترامب لسكان العاصمة الإيرانية طهران لإخلاء المدينة كان أمرا فاجأ الجميع، وانا شخصيا أقرأ فيه رسالة غير مباشرة الى القيادة الإيرانية لحملها على القبول بالعودة الى طاولة المفاوضات، كما أن مغادرته قمة الدول السبع في كندا قبل انتهائها رسالة أخرى في الإتجاه نفسه.

لذلك أعتقد ان ما يمكن أن يؤدي الى وقف هذه الحرب هو جهد مشترك بين بوتين وترامب للضغط على الفريقين بشتى الوسائل والطرق من أجل إقناع إيران بإيقاف تخصيب اليورانيوم وإيقاف نشاطاتها النووية، وبذلك لن يعود لدى إسرائيل أي عذر أو حجة للإستمرار في الحرب.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment